
حين تختلط الرياضة بالسياسة و حين يصبح هم بعض اللوبيات الأرباح المادية و الغنائم السياسية و لو على حساب ملايين المواطنين البسطاء الذين لا يفقهون السياسة و مكرها و لا ذهاء الكواليس و خبثها ، يمكن أن نقول بأنه فعلا وصلنا لقمة الانحطاط و الاستغلال.
مناسبة هذا التقديم ، ما ألت إليه مفاوضات الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة المغربية مع مجموعة شبكة قنوات “بي إن سبورت” المالكة لحقوق البث الفضائي الحصري لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر و التي وصلت إلى الباب المسدود بسبب المطالب التعجيزية التي فرضتها المجموعة الإعلامية بإيعاز من كبار حكام قطر لغرض يعرفه القاصي و الداني.
و طالبت الشبكة القطرية نظيرتها المغربية بحوالي 12 مليون دولار مقابل الاستفادة من حقوق البث الأرضي لحوالي 12 مباراة بكأس إفريقيا و هو رقم خيالي لم يسبق أن فرض على أي دولة لبث مباريات منتخباتها مما يؤكد وجود نية مبيتة من الشركة القطرية التي يدبرها حكام قطر بشكل شبه مباشر للي ذراع المغرب و الذي لطالما عرف بمواقفه الرجولية و التاريخية كدولة لها سيادة في محطات تاريخية حاسمة.
و اشترطت قناة “بي إن سبورت” مبلغ مليون دولار لكل مقابلة يريد التلفزيون المغربي نقلها ، فيما فوتت ذات الحقوق لدول مجاورة و أخرى شقيقة بثمن أقل بكثير لا يتجاوز 250 ألف دولار للمباراة الواحدة.
هذا و تحاول القناة القطرية المحتكرة لحقوق بث التظاهرة القارية لي ذراع الطرف المغربي في محاولة يائسة لابتزاز المغرب من تحت الطاولة و بطريقة غير مباشرة في ملفات سياسية بعيدة كل البعد عن الطابع الرياضي و هذا أمر لم و لن يرضخ له المغرب بأي شكل من الأشكال.
و غصت مواقع التواصل الاجتماعي بعدد من التدوينات التي ذهبت حد اتهام القناة القطرية و حكام قطر بحرمانهم من متعة مشاهدة مباريات تعتبر بمثابة متنفس لهم ، فيما ذهب أخرون حد التلويح بمقاطعة القناة القطرية و برامجها و البحث عن طرق بديلة لمشاهدة المباريات و لو بالاعتماد على التقنيات الحديدة التي برزت مؤخرا و بدأت تلفى طريقها لبيوت المغاربة.
و في الوقت الذي تسعى قناة قطر الرياضية حرمان المغاربة من متابعة منتخبهم خاصة في ظل الأثمنة غير المعقولة التي تفرضها كذلك على الاشتراكات ، يغط سعد الدين العثماني بصفته كرئيس للحكومة في سبات عميق كعادته غير عابئ بما ينشده المغاربة خاصة في ظل العلاقة القوية التي تربط شعب المغرب بمنتخب بلده الكروي.
العثماني و الذي كان مفترضا أن يتدخل بشكل مباشر لضمان حق المغاربة في متابعة منتخب بلادهم على القنوات الرسمية المغربية اختار الصمت و ترك مسؤولي SNRT لوحدهم يجابهون لوبي الأخطبوط الإعلامي-السياسي المتحكم في نقل التظاهرة القارية الأغلى بالماما أفريكا و كأن شأن المغاربة لا يهمه و لا يعنيه مادام راتبه في نهاية كل شهر يصله بشكل مضمون حتى و لو لم يقدم أي شيء يذكر.
و كان الملغاشي أحمد أحمد بصفته كرئيس لجهاز الكاف قد وعد كل سكان القارة السمراء بكونه سينهي عقود احتكار القناة القطرية للمنافسات القارية و أن أول مشروع يعد به سكان إفريقيا هو إنهاء الاحتكار و ضمان متابعة الشعوب الإفريقية للمباريات القارية بالمجان و هو الوعد الذي أخلفه لحدود الساعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق