هبة بريس – ربيع بلهواري
في إطار تواصلها الدّائم مع زوّار الجريدة ورغبة منها في تنويع وتكثيف مواضيعها الثقافية والفنّية، ستعمل جريدة هبة بريس على تقديم سلسلة فنّانون منسيون، وهي سلسلة أسبوعية تتضمّن بروفيلات لفعّاليات فنّية و ثقافية معروفة شملها التّهميش والنّسيان ،على أمل أن تشكّل هذه المادّة الفنّية فرصة لإعادتهم إلى الواجهة من جديد.
نعيمة سميح..البلبل الساكن بوجدان المغاربة رغم الغياب
نعيمة سميح الفنانة المغربية التي شدت إلى صوتها الرخم وأدائها الكبير جمهورا مغربيا وعربيا عريضا، حيث اعتبرت لدى الموسيقيين المغاربة وكبار الاغنية المغربية بعميدة الطرب المغربي الراقي، فكانت بذلك المرأة القوية التي تمكنت من الخروج إلى الغناء، في فترة كان من الصعب على المرأة أن تكون مغنية بالمغرب، وتمكنت من نحث بصمتها الفنية في التاريخ الفني المغربي والعربي، رغم أن اسمها وأغانيها باتا من الماضي كون أن الاغنية المغربية الحديثة ملأت كل الاذاعات الخاصة واصبح يستمع لها الجميع.
“سميح” التي كان درب السلطان بمدينة الدار البيضاء مكان مولدها خلال خمسينيات القرن الماضي، تحدت مجتمعا اعتبر محافظا يمنع على المرأة الغناء، فولجت عالم الفن وطرقت باب الغناء وبرزت موهبتها الفنية مع بداية السبعينيات، دونما تكوين بأي معهد موسيقي أو مدرسة لتعليم الغناء. فكانت بذلك عصامية كونت نفسها بالأداء والممارسة وتدريب حنجرتها الذهبية على الصوت الجميل الذي انبهر به المتابعون لها.
نعيمة التي يصفها عدد من المهتمين بمغنية الحب والسلام والوطن، تغنت بالمغرب في عدد من مقطوعاتها، فكانت اغنيتها “جريت وجاريت” الطريق الواسع الذي سجلت به تاريخا فنيا مغربيا، كما أن الاغنية ذاتها ما زال العديدون يرددونها ليومنا هذا، لما تحمله كلماتها من معنى قوي ولحن.
أصبحت نعيمة بعد ديع صيتها بالمغرب من أهم المغنيين الذين يمثلون البلد في المحافل العربية والدولية، إلى جانب فنانين كبار آخرين، من أمثال لطيفة رأفت وعبد الهادي بالخياط، وعبد الوهاب الدكالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق