جدد المغرب دعوته إلى الاتحاد الأوروبي من أجل الانخراط في الدينامية الإيجابية الجارية في ملف الصحراء المغربية؛ وذلك في تصريح على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، هو الثاني من نوعه بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية.
ووفق تصريحات كلاوديا فيداي، سفيرة الاتحاد الأوروبي المعتمدة لدى المملكة المغربية، فإن موقف الاتحاد الأوروبي من نزاع الصحراء المعلن حالياً هو موقف جماعي وموحد؛ لكن هذا الموقف يمكن تغييره في حالة تقدم إحدى الدول الأعضاء بطلب من أجل فتح نقاش حول الموضوع.
ويتبنى الاتحاد الأوروبي موقف الأمم المتحدة، ويُطالب بحل “عادل ودائم ومقبول” من أجل إنهاء هذا النزاع الإقليمي؛ لكن هذا الموقف يقسم دول القارة الأوروبية، كما أن كثيرا من الأوروبيين لم يعدوا يقبلون بهذا الحياد الجامد الذي أطال أمد النزاع أكثر، والدليل هو التقارب المغربي البريطاني في ملف الصحراء بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.
وتلعب فرنسا دورا مهما داخل القارة الأوروبية من أجل دعم مغربية الصحراء، وبالتالي يمكنها التقدم بطلب لدى هياكل المجلس الأوروبي من أجل إعادة النظر في موقف أوروبا ودعم مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، خصوصا أنها عضو دائم بمجلس الأمن؛ وهي الخطوة التي ستسمح للمغرب بالوقوف بشكل عملي على شركائه الحقيقيين.
وكانت فرنسا قد حضرت لوحدها من دول الاتحاد الأوروبي “المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، الذي انعقد في عبر تقنية التواصل عن بعد، برئاسة المغرب وأمريكا؛ فيما غابت عنه إسبانيا التي كانت قد أبدت انزعاجها من قرار دونالد ترامب.
وتراهن جبهة البوليساريو على دعم دول أوروبا الشمالية في استمرار نفس موقف الاتحاد الأوروبي، خصوصا السويد التي تعتبر أكبر داعم أوروبي لمطالب التنظيم الانفصالي، كما تؤثر على بعض الدول المجاورة لها.
وذكرت مصادر متطابقة أن الاتحاد الأوروبي قد يبلور موقفا موحدا داعما لمغربية الصحراء، في حالة انخراط الإدارة الأمريكية الجديدة في دعم المرسوم الرئاسي الذي أصدره دونالد ترامب.
ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي الاتحاد الأوروبي إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به، وأكد أنه “يكفي أن تخرج أوروبا من منطقة راحتها وتدعم هذا التوجه الدولي”.
“العملية راوحت مكانها على مدى سنوات، واليوم هناك توجه ينبثق، وهو ما ينبغي على الاتحاد الأوروبي تبنيه”، يردف ناصر بوريطة، الذي أوضح أن أوروبا في حاجة إلى منطقة للساحل والصحراء مستقرة وآمنة، مسجلا أن هذه الأماني يمكن أن تظل جامدة في حال عدم وجود التزام.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يعتبر الشريك الأول للمغرب؛ فقد بلغت المبادلات بينهما 35 مليار أورو سنة 2020، بواقع 15 مليار أورو من الصادرات المغربية نحو أوروبا و20 مليار أورو من صادرات الاتحاد الأوروبي نحو المملكة. وتمثل التجارة بين المغرب والاتحاد الأوروبي أكثر من 60 في المائة من المبادلات الخارجية للمملكة، ويعد المغرب الشريك الأول للاتحاد الأوروبي في منطقة جنوب المتوسط.
The post هل توحّد فرنسا مواقف دول الاتحاد الأوروبي لدعم مغربية الصحراء؟ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق