تقرير: هذه المخاطر العشرة الأكثر تأثيرا في العالم خلال السنة الجارية

قال تقرير لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة إنه على الرغم من مرور عام على ظهور فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، لا تزال الجائحة تمثل الهاجس الأساسي لدول العالم أجمع.

وأوضح التقرير أن التركيز خلال العام الجاري (2021) سيكون على الاستجابات الاقتصادية لتداعيات الجائحة المستمرة، حتى مع طرح بعض اللقاحات، وانتهاء حالة الطوارئ الصحية.

ومع تصدر القضايا الاقتصادية للمشهد العالمي الراهن، وانشغال القوى الكبرى بحل مشكلاتها الداخلية، فإنه لا يوجد مسار سياسي أو اقتصادي محدد يجب اتباعه. ففي العقود الماضية، كان العالم يتطلع إلى تطبيق النموذج الأمريكي الذي يتعلق بالقدرة على التنبؤ في أوقات الأزمات، لكن تلك القوة العظمى الأبرز في العالم، أصبحت تواجه تحديات داخلية كبيرة، كالبطالة، وانعدام الفرص الاقتصادية، والشكوك المُثارة حول الديمقراطية الأمريكية.

وفي مطلع العام الجاري، أطلقت “مجموعة أوراسيا” تقريرها السنوي بشأن المخاطر السياسية العشرة الأكثر تأثيرًا في التفاعلات الدولية، التي من المرجّح أن تحدث على مدار العام.

أول هذه المخاطر، حسب التقرير، هو كون فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن” بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ورفض الرئيس السابق “دونالد ترامب” لنتائجها في حادثة لم تتكرر من قبل في التاريخ الأمريكي، يدل على استمرار حالة الانقسام التي تشهدها الولايات المتحدة.

ثاني المخاطر مرتبط بالتداعيات العالمية للجائحة، وقال التقرير إنه في ظل طرح عدد من اللقاحات ضد فيروس كورونا، تنتشر حالة من التفاؤل، وترغب شعوب العالم في عودة الحياة إلى مسارها الطبيعي خلال النصف الأول من العام الجاري. وفي هذا الصدد، أشار التقرير إلى أن الفيروس لن يختفي بمجرد بدء التطعيم على نطاق واسع، وكذلك الأمر بالنسبة لآثاره واسعة النطاق على دول العالم.

ثالث المخاطر مرتبط بتغيّرات المناخ، ويُشير التقرير إلى أنه خلال العام الماضي أعلنت الحكومات والشركات عن سياسات جديدة لمواجهة تلك الأزمة المتنامية، والتزم عدد من الدول، منها الصين واليابان، بتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية على مستوى الاقتصاد ككل بحلول منتصف القرن. وسيلزم انضمام الولايات المتحدة مرة أخرى إلى اتفاق باريس بشأن المناخ بعد تنصيب “بايدن”، وفقًا لوعود حملته الانتخابية، أكبر اقتصاد في العالم بصافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن أو قبل ذلك.

وتحدثت الوثيقة أيضا عن التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وقالت إنه بمجرد تنصيبه في 20 يناير، سيسعى الرئيس الأمريكي المنتخب “بايدن” إلى التركيز على الشؤون الداخلية للمجتمع الأمريكي بسبب كثرة المشكلات القائمة بعيدًا عن قضايا السياسة الخارجية. وفي الوقت ذاته، سيسعى الرئيس الصيني “شي جين بينغ” لتعزيز سلطته بشكل أكبر قبل انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في عام 2022. ولكن لا يعني انشغال البلدين بالأمور الداخلية توقع حدوث انفراج في العلاقات بينهما.

ومن بين المخاطر أيضا، معركة البيانات الرقمية؛ إذ في أواخر العام الماضي، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة الشبكة النظيفة (CNI)، وهي منطقة تجارة رقمية تستثني الشركات الصينية، في إشارة واضحة إلى تصاعد الحرب الرقمية الباردة بين القوتين العظميين. وردًّا على المبادرة الأمريكية، قدَّمت الصين مبادرة أمن البيانات العالمية (GDSI)، التي تدعو جميع الدول إلى التعامل مع أمن البيانات بطريقة شاملة وموضوعية وقائمة على الأدلة مع الحفاظ على أهمية السيادة الإلكترونية لكل منها.

ثم هناك الصراع السيبراني. وفي هذا الصدد، أشار التقرير إلى أنه خلال إدارة “ترامب” منحت الولايات المتحدة محاربيها السيبرانيين مزيدًا من الحرية لشن هجوم ضد القراصنة. ولكن على الرغم من مزاعم النصر، كانت هناك زيادة في الجهود السيبرانية لسرقة أبحاث اللقاحات والوصول إلى شبكات البنية التحتية الحكومية والحرجة.

وتحدثت الوثيقة أيضا عن مستقبل تركيا، موردة أن تركيا نجت بصعوبة من حدوث أزمة مالية في نهاية العام الماضي كانت ستحدث بسبب تأثير سياسات رئيسها “رجب طيب أردوغان” المتهورة على الاقتصاد، لكن تلك الإجراءات التي اتخذتها أنقرة ليست ذات فعالية مستدامة، ولن تستمر على مدار عام 2021.

ومن بين المخاطر كذلك، انخفاض أسعار النفط. وذكر التقرير بهذا الخصوص أن البلدان المنتجة للطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واجهت صعوبات عدة في عام 2020، وعلى الرغم من ذلك، فإنه من المتوقع أن يكون هذا العام أكثر صعوبة على بلدان المنطقة. وأرجع التقرير السبب وراء ضعف اقتصادات المنطقة خلال العام المنصرم إلى انهيار الطلب العالمي على الطاقة، ممَّا أدى إلى تراجع التدفقات النقدية لدى حكومات المنطقة من الجزائر إلى إيران بسبب الجائحة العالمية.

وتحدثت الوثيقة عن مستقبل أوروبا بعد “ميركل”، وقالت إنه على الرغم من العواقب الوخيمة لوباء كورونا على العالم أجمع، إلا أن الجائحة العالمية ساهمت في تعزيز الحظوظ السياسية للمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” وإنقاذها من أن تصبح “بطة عرجاء”، كما دفعت الجائحة الاتحاد الأوروبي إلى بدء تأسيس صندوق التعافي بقيمة 750 مليار يورو، وهو التطور الذي غيَّر قواعد اللعبة، والذي يمثل أفضل استفادة -وربما الوحيدة-من الوباء كفرصة سياسية لتعزيز التعددية.

آخر المخاطر مرتبط بمستقبل التطورات في أمريكا اللاتينية. وأوضح التقرير أن دول أمريكا اللاتينية، التي تعد من البلدان الناشئة، ستواجه تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية أكثر حدة مقارنة بتلك التي كانت تواجهها قبل أزمة وباء كورونا. وأضاف أن تلك الدول لا تتوفر لديها الإمكانيات اللازمة للتعامل مع موجة أخرى لفيروس كورونا نظرًا لضعفها، كما أنه لن يكون هناك توافر للقاحات داخل البلدان الناشئة على نطاق واسع، حتى منتصف العام الجاري.

The post تقرير: هذه المخاطر العشرة الأكثر تأثيرا في العالم خلال السنة الجارية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن الكاتب

لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق، إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد، النص لن يبدو مقسما ولا يحوي أخطاء لغوية، مولد النص العربى مفيد لمصممي المواقع على وجه الخصوص، حيث يحتاج العميل فى كثير من الأحيان أن يطلع على صورة حقيقية لتصميم الموقع.

إعلان