من المرتقب أن يصدر قريبا ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط كتاب بعنوان: “القضاء المتعدد، اليهود والمسلمون في المغرب المعاصر”، وهو ترجمة أنجزها الأكاديمي خالد بن الصغير.

وسيصدر الكتاب في 450 صفحة، بعدما ترجم بن الصغير من الإنجليزية إلى العربية كتابَ جيسيكا مارجلين، من جامعة جنوب كاليفورنيا، الصادر سنة 2017 عن منشورات يال بالولايات المتحدة الأمريكية.

واستنادا إلى تجارب آل أصراف، وهي عائلة مغربية يهودية من مدينة فاس، تستكشف جيسيكا مارجلين “كيفية إسهام القانون في نسج الروابط وتمتينها بين اليهود وجيرانهم المسلمين، ليفضي في نهاية الأمر إلى تقسيمهم في سنوات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين”.

وتطلعنا فصول كتاب القضاء المتعدد، وفق نص تقديمي له، “على كيفية نجاح المغاربة اليهود في التنقل عبر حدود مختلف المؤسسات القضائية (المحاكم اليهودية والإسلامية والمخزنية والأوروبية)، المجَسِّدَة لمقوِّمات النظام القضائي المغربي التَّعددي، إلى أن أدت الإصلاحات الاستعمارية، فجأة، إلى تقليص حراكهم القضائي، المعهود لديهم في ما سبق من الزمن”.

وبدلاً من التركيز على أرشيف يخص نوعا واحدا من هذه المحاكم، اختارت مارجلين، حسب المصدر نفسه، التعامل مع مؤسسات قضائية مختلفة استخدمها المغاربة اليهود؛ فاعتمدت في دراستها على وثائق ومستندات قضائية متنوعة محررة باللغات العبرية والعربية والأوروبية، لم يسبق استغلالها.

ولا تقتصر “هذه الدراسة الرائدة على إتاحة فرصة أمام إمكان تعميق فهمنا للعلاقات المعاصرة بين الرعايا المغاربة اليهود والمسلمين”، بل تسعى أيضا إلى “إحداث تغيير في الطريقة التي نفكر بها في التاريخ المغربي، وفي طبيعة العلاقات بين المغاربة اليهود وجيرانهم المسلمين في العصر الحديث”.

The post خالد بن الصغير يترجم "القضاء المتعدد" للعربية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

رصد الباحث المغربي، طارق القطيبي، معالم متعددة للحضور اليهودي في الأندلس بطابع خاص وبخصوبة إبداعية وفكرية مائزة، تفتقت فيها أعلامه، وانصهرت ضمن بوتقة مجتمع جمع شتات روافد وأعراق مختلفة في ظل سماحة الإسلام. الذي أتاح للجميع العيش جنبا إلى جنب في فردوس أمسى مثالا للبهاء والعطاء ومرتعا خصبا للتلذذ بكل أشكال التنوع الثقافي الذي اغترف من قيم التسامح وثوابت التعايش، لذلك كان من البديهي أن تكون للطائفة اليهودية بالأندلس شخصيتها المتفردة التي جعلتها متميزة ومختلفة تماما عن سائر المجتمعات اليهودية المتفرقة في بقاع مختلفة من عالم العصر الوسيط، وذلك بما أحرزوه من مكانة سامقة في المجتمع الأندلسي حين شغلت هذه الطائفة مناصب سامية في بلاطات الملوك والأمراء وكانت دوما من أكابر المجتمع.

لذلك تعد القرون الوسطى حلقة ذهبية وزاهية ليهود الأندلس وأسعد عصور التاريخ العبري على الإطلاق، وذلك لما تنطوي عليه من زخم ثقافي وعلمي متنوع شمل ميادين مختلفة، حيث كان من تجلياته أن أضاءت مصابيح المفكرين والأدباء والأطباء والفلاسفة اليهود بأعمال رائدة، بلغت مبلغا عظيما في ظل سماحة الإسلام وامتداد رقعة لغة القرآن التي بلغت حدا لا يوصف من الوهج والحضور في مناطق متعددة.

وبرزت أسماء عديدة لا يزال التاريخ الإنساني يذكرها بمداد الفخر والسؤدد، بما أسدته من خدمات في الثقافة والفكر والأدب، وفق مقالة بحثية للقطيبي، ناهيك عن الأدوار التي قامت بها في مجالات الترجمة ونقل المظان العربية إلى اللغة العبرية التي تشبعت بروافد والتماعات ثقافية متعددة، ذلك أن اليهود شكلوا عاملا مهما من عوامل نشر الثقافة الإسلامية في كامل أوروبا. وذلك حين قاموا بنقلها سواء من خلال اتصالهم المباشر بمسيحيي الغرب أو عبر كتبهم ومصنفاتهم التي ترجمت إلى اللغة اللاتينية خلال العصور الوسطى، حيث كانوا بحق حلقة وصل بين الإسلام والمسيحية كوسطاء لنقل الثقافة العربية الإسلامية إلى الغرب اللاتيني. فقد ترجم اليهود على مدى القرون الوسطى مصنفات فلسفية وعلمية وأدبية تنم على نهلهم من معين الثقافة الإسلامية، وذلك حين اعتكفوا وفي مناطق متعددة ومنها مراكز الأندلس على إعادة ترجمات ذخائر علمية نفيسة ونقلها بالمقابل إلى اللغة العبرية التي بدأت تستعيد عافيتها في تلك الحقبة من تاريخ العصر الوسيط. حيث كانت جذوتهم متوقدة لنقل ترجمات قسطا بن لوقا البعلبكي وثابت بن قرة الحراني وإسحاق بن حنين وخلفه حنين بن إسحاق، كما ترجموا ذخائر أعلام الفكر الإسلامي مثل البطروجي وابن أبي الرجال القيرواني والزرقالي والزهراوي والرازي والفرغاني والكندي وابن الهيثم وابن سينا وابن رشد وابن طفيل وإخوان الصفا وجابر بن الأفلح وابن باجة.. وغيرهم من مصابيح الفكر الإسلامي مشرقا ومغربا.

وإذا كانت الترجمة من العربية لدى النخبة اليهودية بعيدة كل البعد عن أي انتماء عائلي توارث فيها الأحفاد مهنة الترجمة عن الأجداد، باعتبارها جاءت لجهود فردية في لحظات زمنية متقطعة، فإن الأمر يكاد يكون حالة استثناء لدى أسرة يهودية عريقة أمست مهنة الترجمة فيها متوارثة أبا عن جد، وهذا حال لسان أسرة آل تبون التي عاشت ردحا من الزمن في غرناطة، قبل أن تضطرها الظروف السياسية للعيش بجنوب فرنسا خلال الفترة الانتقالية بين المرابطين والموحدين بالأندلس وما رافق ذلك من أحداث متعاقبة، والتي استقر بها المقام في بداية الأمر بمدينة ليونيل حيث كان يعمل بها الطبيب اليهودي الشهير بنيامين التطيلي وذلك عام 1160م. وتشير المصادر التاريخية إلى أن يهوذا بن تبون أحد أفراد هذه الأسرة العلمية كان يملك خزانة رفيعة تعج بالمصنفات العربية والعبرية على حد سواء، ورثها عنه بنوه وحفدته من بعده والذين ما فتئوا أن ساروا على دربه، حيث نبغ منهم طائفة من المترجمين في مقدمتهم شموئيل بن يهودا ويهودا بن موسى ويعقوب بن ماهر وهذا ما سنلامسه عن كثب، من خلال النبش في ذاكرة أسرة يهودية عريقة من غرناطة كانت لها أياد بيضاء على عمليات الترجمة التي أخذت سياقات متعددة، خلال مقامها بجنوب فرنسا حيث شكلت هناك نواة لتخصيب الفكر الأوروبي بلقاح الثقافة الإسلامية من خلال معرفتهم وإلمامهم الجيد باللغة العربية لغة المعارف والعلوم في تلك الحقبة من تاريخ أوروبا العصور الوسطى.

1- يهوذا بن تبون: الأب الروحي لمترجمي العائلة

يتبوأ يهوذا مكانة سامقة في وجدان الفكر العبري القروسطي، بصفته الأب الروحي لأسرة آل تبون، فقد كان من أوائل المترجمين اليهود الذين نقلوا مصنفات وأضابير من العربية إلى العبرية، حيث ترجم كتاب الأمانات والاعتقادات لسعديا كاؤون وكتاب إصلاح الأخلاق للفيلسوف الإلهي ابن جبيرول وكتاب الخزري ليهودا اللاوي وكتاب التنقيح لمروان بن جناح بجزئيه اللمع والأصول وكتاب الهداية لبحيا بن فاقودة، ذلك أن ترجمة هذا الكتاب تتسم باللبس والتعقيد وذلك لما تنطوي عليه من مصطلحات ومفاهيم فلسفية عربية صعبة كانت تحتاج لما يقابلها في اللغة العبرية، لذلك لأمراء أن يتفوق ويتوفق يهودا بن تبون في إيجاد مخرج لتلك المصطلحات الفلسفية، حيث ما لبث أن أوضح ذلك في مقدمة ترجمته لكتاب الهداية إلى فرائض القلوب، من خلال المنهج الذي اهتدى إليه في الترجمة “إنه يجب أن يترجم المصدر بادئ ذي بدء كلمة كلمة، وبعد ذلك يجب أن يرجع المترجم إلى الترجمة فيمهدها ويكتبها بأسلوبه كأنه هو الذي ألف الكتاب.

لذلك يعتبر يهوذا بن تبون الأب الروحي لمترجمي هذه العائلة التي ذاع صيتها، حيث يعود له الفضل في إنقاذ مجموعة طائلة من المؤلفات، التي كانت في طريقها المحتوم للضياع والإتلاف. فقد حمل معه مكتبته الكبيرة التي استقدمها معه من غرناطة موطن أسلافه، ذلك أنه خلال مقامه الأول بجنوب فرنسا خلق نواة أولية للترجمة بدأها بنقل بعض عيون الثقافة الإسلامية إلى العبرية أساسا، وهو ما سمح له بإضفاء تنميقات أسلوبية على الأدب العبري حيث أدخل في هذا الشأن تعابير وقسمات عبرية جديدة، ومن الأعمال الرائدة التي نقلها يهوذا بن تبون كتاب “منتخب الدرر” للفيلسوف اليهودي ابن جبيرول، حيث جعل نصه العبري مطابقا تماما للنص العربي بما تضمنه من تكرارات واستطرادات وتضمينات.
كما واصل الأب الروحي لمترجمي أسرة آل تبون مشروع الترجمة لعلم آخر من أعلام الثقافة العبرية وهو بحيا بن بقودة، خاصة في كتابه الشهير “الهداية إلى فرائض القلوب” الذي شكل نقلة نوعية في الفكر العبري العقائدي والفلسفي والأخلاقي، لذلك يعتبر كتاب “الهداية إلى فرائض القلوب” من أهم المصنفات الفلسفية الدينية التي تشتمل على الوصايا والواجبات المتعلقة بالقلب، ومن أهم الوصايا التي توقف عندها هذا المفكر اليهودي المتبحر في الأسرار الغيبية التوحيد لله ومحاسبة النفس والمحبة لله والإخلاص له. فقد كتب كتابه هذا باللغة العربية التي كان يجيدها يهود العصر الوسيط، والذين كانوا يعيشون وسط المجتمعات الإسلامية مغربا ومشرقا، لكن بأبجدية عبرية وهي السنة التي كانت متبعة لدى مفكري يهود الأندلس فيما كان يطلق عليها “العربية اليهودية”. ذلك أن ابن فاقودة بحث في المصنفات الدينية اليهودية التي سبقه إليها أعلام بني جلدته، قبل أن يصب عصارة فكره وتأملاته وملاحظته حول محتوى الكتاب الذي أفصح من خلال مقدمته عن ثنايا ذلك (ولما كان علم فرائض الدين على ضربين أحدهما ظاهر، والآخر باطن، تصفحت كتب من تقدم من أوائلنا بعد أهل التلمود الذين صنفوا في أمور الشرائع تآليف كثيرة، لأقف منها على العلم الباطن، فألفيت جميع ما قصدوا شرحه وبيانه لم يخل من أحد ثلاثة أغراض: أحدهما شرح نصوص كتاب الله عز وجل وكتب الأنبياء عليهم السلام وذلك على أحد وجهين: إما شرح لفظها ومعناها مثل شروح الربي سعديه رضي الله عنه لأكثر الكتب العبرانية)، لذلك كان من البديهي أن تمثل ترجمة يهوذا بن تبون لكتاب “الهداية إلى فرائض القلوب” قبسا حقيقيا، حملته العديد من الأبحاث والدراسات التي ظهرت عبر فكر عقائدي وفلسفي وأخلاقي خلال العصر الحديث، والذي واكبه اهتمام متزايد من لدن كل الطوائف اليهودية. ناهيك عن أن “كتاب الهداية لفرائض القلوب” يمثل امتدادا حقيقيا للمصنفات العربية في طابعها النحوي اللغوي والمظان الإسلامية في نبشها من معين العقيدة. فأما التأثير العربي فيظهر في الصيغ اللغوية وقواعد النحو العربي وما يتفرع عنه متبعا في ذلك نفس أساليب التدوين العربي، أما التأثير الإسلامي فيمكن ملامسته من خلال المفاهيم والمصطلحات الدينية التي يعج بها الكتاب.

والواقع أن بحيا بن فاقودة يعد بحق من فلاسفة اليهود بالأندلس الذين ساروا على نهج وخطى مفكري وفلاسفة الإسلام من خلال كتاب “الهداية إلى فرائض القلوب”، الذي خلد شهرته وأقحمه في خانة المتصوفة اليهود حيث دبجه باللغة العربية بناء على الفضيلة الكبرى التي هي طهارة القلب أو ما يعرف بطهارة ونقاء القلب، لذلك كان من البديهي أن يشكل هذا الكتاب أساسيات القواعد العشرة للتصوف اليهودي المعروف بـ”القبالاة” والتي هي على التوالي:

1. الإخلاص في التوحيد

2. الاعتبار بالمخلوقات

3. الطاعة والخضوع لله

4. التوكل على الله

5. الإخلاص لله

6. التواضع لله

7. التوبة لله

8. محاسبة النفس

9. الزهد في الدنيا

10. المحبة في الله.

وقد أثنى نصارى الأندلس على هذا الكتاب الذي أصبح يحمل عنوانا آخر بعد ترجمته هو “واجبات القلوب”، حيث عزز مذهب “القبالاة” وأمسى أساسا لقواعد التصوف اليهودي. ذلك أن أسلوب ومنهج بحيا بن باقودة تميز في الكتابة الفلسفية والصوفية باحتذاء طريقة العلماء المسلمين، وهو ما آثار حفيظة المستشرق المجري جولد تسيهر باعتباره أحد مؤسسي الدراسات الإسلامية الحديثة بأوروبا، الذي بحث في نظائر وأشباه ذلك مقارنا بما كتبه المسلمون في هذا الباب، خاصة حين قام بالمقابلة النصية بين كتاب الحكمة لشيخ فلاسفة الإسلام أبي حامد الغزالي وكتاب الهداية لبحيا بن فاقودة. كما أن يهودا بن تبون نقل كتابا آخر لسعديه كاؤون إلى العبرية يحمل عنوان “الإيمان والآراء”. وترجم أيضا للعالم النحوي يونا بن جناح مصنفات في قواعد الصرف والنحو. والتي كانت تكتب في ما قبل بالحرف العربي. كما نقل من العربية إلى العبرية كتاب “الخزري” للحاخام يهوذا هاليفي.

ويعد يهودا اللاوي أو يهودا هاليفي صاحب كتاب الحجة والدليل في نصر الدين الذليل ممثلا حقيقيا للتيار المحافظ في الفكر اليهودي الذي عبر عن الخصوصية اليهودية، فهو تيار أعطى الأولوية للنقل على العقل وللدين على الفلسفة وللذوق والكشف والإلهام على النظر والاستدلال. لذلك فإن فلسفة يهودا اللاوي جاءت كرد فعل إيماني محافظ على الفكر العقلاني الحر، حيث تضمن كتاب “الحجة والدليل في الدين الذليل” بين دفتيه زمرة من السمات التي ميزت الفكر اليهودي عبر العصور، وعلى رأسها الازدواجية المتمثلة في وجود عنوانين للكتاب الأول الخوزري الذي وضعه المؤلف لملك الخزر فتسمى باسمه، والثاني “الحجة والدليل في نصر الدين الذليل”. حيث تضمن الكتاب في مجمله جدلا حقيقيا بين اليهودية من ناحية والنصارى والمسلمين والقرائين من ناحية أخرى، باعتباره ردا يقوم على الدليل والبرهان والانتصار لليهودية من وجهة نظر يهودا بن شموئيل هاليفي مؤلف الكتاب، بيد أن ثمة سمة يمكن تلمسها من خلال استقراء مجمل أفكار الكتاب الذي يظهر غير ما يبطن، فيظهر من عنوانه أن هدفه الأسمى يتمثل في نصرة الدين اليهودي، في حين يبطن تمردا على اليهودية وكفرا بها، ذلك أن المؤلف قام بإخفاء تمرده وأظهر بدلا منه تعصبا مرضيا بسبب الظروف السياسية والاجتماعية والدينية العصيبة التي مرت بها الأندلس في تلك الحقبة.

كما أن يهوذا بن تبون لم يبق حبيس عمليات النقل والترجمة، بل انصرف لسبر أغوار علوم أخرى، حيث تفرغ لدراسة علم النباتات وفن إعداد العقاقير فخلف بذلك بحوثا رائدة في المجال الصيدلاني، ولعل هذا الاهتمام بالجوانب العلمية يعود أساسا إلى النشاط الفكري والعلمي المتميز الذي اشتهر به يهود جنوب فرنسا والمتحدرين أساسا من التربة الأندلسية الخالصة.

وقد وجد يهوذا بن تبون ضالته في اللغة العربية التي رآها أكثر قربا ومصاقبة للغة العبرية في التغلب على بعض الصعوبات التي قد تعتري عمليات الترجمة، ففي رسالة مرفوعة إلى الربي “أشير” نجده يعبر عن تجليات ذلك في إعجاب كبير وتقدير عظيم: “إن اللغة العربية غنية جدا وواسعة ويسهل بواسطتها التعبير في أي مادة من العلوم وعن أي تفكير بحذافيره، لأن هذه اللغة متطورة إلى أقصى حدود التطور وليست مثل اللغة العبرية محدودة الكلمات والتعابير، إذ أننا نستقي كل شيء من التوراة وهذا غير كاف لجميع الضرورات فلا نستطيع نقل أفكارنا إلى اللغة العبرية بطريقة جميلة ومعبرة، مثلما نستطيع أن نفعل ذلك بواسطة اللغة العربية”.

لذلك كان حرص يهوذا كبيرا على توريث طريقة عمله وتحبيبها لمن جاء بعده من خلفه، وذلك من أجل إيلاء الكتب محبة فائقة وصلت حدا لا يوصف، فلا تزال مكتبة “بودليان” الشهيرة تحتفظ بنسخة من وصية كتبها لابنه وخلفه من بعده المترجم شموئيل يوصيه خيرا بالكتب والدأب على إعطائها كل ما تستحق من عناية لائقة، ومما جاء في ثنايا هذه الوصية:” لقد شرفتك يا ولدي بأن اقتنيت لك مؤلفات عديدة لكي لا تضطر إلى طلب إعارة الكتب، كما يصيب الكثيرين من الدارسين الذين في بعض الأحيان يبحثون جادين عن كتاب ولا يتمكنون من العثور عليه، فأنت بنعمة الله من الذين يعيرون الكتب ولا يستعيرونها. عندك في الغالب نسختان. وقد اقتنيت لك كتبا في جميع فروع المعرفة وثقتي بك أنك تحافظ عليها بعناية، وبما أن الله أعطاك قلبا عاقلا ومتفهما للأمور حرصت البحث لك عن معلمين ماهرين في تلك العلوم التي لا تدخل في نطاق اللاهوت. ولدي اجعل كتبك وفاقك واجعل مكتبتك بستان راحتك وفردوسك وتغد بثمارها وتنعم بورودها، واجن فواكهها وعطرها وعبيرها وإذا تسرب إليك الملل والضجر انتقل من بستان إلى بستان ومن ثلم إلى ثلم ومن صورة إلى صورة، وهكذا تستيقظ رغبتك من جديد وتتلذذ نفسك. راجع مكتبك العبرية في كل شهر والعربية كل شهرين ونظمها بطريقة واضحة حتى لا تتعذب في البحث عن كتاب ترغب فيه، ولكي تدرك موضع كل كتاب على الرفوف التي يجب تغطيتها بالقماش الثمين أو الستائر وصيانتها من الماء والفار والأضرار الأخرى، إذ أن كتبك أفضل كنز تقتنيه. وعندما تعير كتابا سجله في الحال في كراس خاص قبل أن يغادر مكتبتك وعندما يعاد إليك امحه من الكراس. سجل في كل كراس كتب كل رف حتى إذا ما ألقيت نظرة خاطفة على الكراس تعثر على الكتاب الذي تبحث عنه وبهذا تتجنب البلبلة والفوضى، واحرص على الرقاع الموضوعة في المخطوطات إذ أنها غالبا ما تتضمن معلومات قيمة وملاحظات هامة جمعتها أنا بذاتي ودونتها، الق دائما نظرة على فهرس كتبك لكي تكون على بينة مما تملكه من المخطوطات، لا ترفض أن تعير الكتب أولئك الذين لا يملكون الوسائل المادية للحصول عليها لكن على شرط أن يضمنوا لك ردها”.

2- شموئيل بن تبون: مترجم ولوع بأعمال ابن رشد وابن ميمون

أما شموئيل بن تبون الذي سار على درب والده يهوذا بن تبون فقد ولد بمنطقة لونيل بفرنسا وتوفي بمرسيليا عام 1204 م؛ حيث قام برحلة علمية قادته لمراكز ثقافية متعددة عرج من خلالها على بيزيه وآرل وبرشلونة وقشتالة، التي أقام فيها مدرسة للترجمة على عهد ملكها ألفونسو الثال، حيث ما فتئ أن وضع لها أسس وقواعد الترجمة الجماعية، فقد اتبع فيها خطوات التراجمة العرب والسريان، كما زاد عليها مياسم دقة الترجمة وسرعة وثيرة النقلة المترجمين، حيث اتسمت الترجمة في هذه المدرسة التي أنشأها باعتماد الترجمة من العربية إلى اللاتينية مرورا بالعبرية. وهي الترجمة التي ستعرف إيقاعا متسارعا من خلال مدرسة المترجمين بطليطلة التي يعزى لها الفضل في نقل روائع الفكر الإسلامي والمعرفة اليونانية. وينظر لشموئيل بن تبون باعتباره فيلسوفا وعالما لاهوتيا على أساس أنه أمهر المترجمين من العربية إلى العبرية خلال القرن الميلادي الثالث عشر، حيث اشتغل على مصنفات أرسطو وابن رشد وموسى بن ميمون على وجه الخصوص، حيث قام بنقل كتابه الشهير “دلالة الحائرين” الذي حاز به شهرة غير اعتيادية، لذلك لأمراء أن نعتبر ابن ميمون حجة المفكرين اليهود قديما وحديثا بالنظر لمشروعه الفلسفي الذي نادى من خلاله بضرورة إعمال العقل في القضايا الكبرى، وأن العقل في الأساس لا يتنافى مع جوهر العقيدة، وهي الفكرة التي أشاعها مفكرو الأندلس وفي مقدمتهم الفيلسوف الكبير ابن رشد الذي يعتبره الكثيرون الإطار المرجعي، الذي نهل منه ابن ميمون خاصة في كتابه دلالة الحائرين، والذي سار فيه على منهج فيلسوف قرطبة وذلك من خلال التوفيق بين الفلسفة والدين أو بين العقل والوحي الإلهي. من هذا المنطلق يمكن اعتبار كتاب “دلالة الحائرين” من الكتب الفلسفية المميزة التي أبدعها يهود الأندلس فقد ألفها ابن ميمون بالعربية، بيد أن أعداءه حاولوا تحريف الكتاب وتحويره عن طريق استبدال كلمة دلالة، بكلمة ضلالة. حيث ضم هذا الكتاب بين دفتيه جملة من الأفكار والمواقف، ذلك أن قسما مهما منها يدور حول بسط أقوال المتكلمين من معتزلة وأشاعرة وغيرها مع تفنيدها ودحض أفكارها. وقد حاول ابن ميمون في كتابه “دلالة الحائرين” تطمين الحائرين من أبناء جلدته بعد ارتدادهم كيفية التوفيق بين العقل والوحي الإلهي، حيث أفصح في المقدمة عن الغرض المقصود من الكتاب بقوله: (هذه رسالة لها غرض ثان هو شرح النصوص المجازية شديدة الغموض. التي نجدها في أسفار الأنبياء، دون أن يكون واضحا أنها من المجاز، والتي -على الضد من هذا- يأخذها الجاهل والذاهل عن معناها الخارجي دون أن يرى فيها معان خفية). كما أضاف شموئيل بن تبون إلى جهده هذا كتابا آخر لموسى بن ميمون هو “كتاب السموم والمحرز من الأدوية القاتلة” والذي ألفه عام 1199م. حيث أنشأها للوزير القاضي الفاضل سنة 1198م خلال مقامه بمصر، وهي تعرف بالمقالة الفاضلية حيث كتبت آخر أيام ابن ميمون قبيل وفاته. وفي هذه الرسالة العلمية تبرز تجارب ابن ميمون وآرائه الشخصية في علم الطب. باعتبارها موجهة أساسا للأطباء دون سواهم رغم أنها مرفوعة للقاضي الفاضل. حيث وصف في قسمها الأول العقاقير والأدوية التي يعالج بها المصاب بالعض أو اللسع، أما القسم الموالي فيبحث في السموم المختلفة معتمدا في ذلك على التراث الطبي لابن زهر الإشبيلي أحد أعمدة الطب بالأندلس. أما كتاب “السراج” الذي ترجم بعضه شموئيل بن تبون بمشاركة الأديب يهودا الحريزي للعبرية، وذلك بعد مرور قرن كامل على وفاة مؤلفه ابن ميمون، فقد أقبل عليه وبنهم كبير يهود المغرب والأندلس وجنوب فرنسا، حيث ألح يهود روما خلال عام 1296م على العلامة “سليمان أدرث” الذي كان يقطن آنذاك مدينة برشلونة بتكوين لجنة علمية لترجمة كل أجزاء كتاب السراج للعبرية، وإكمال ما بدأ به شموئيل بن تبون ويهودا الحريزي، حيث دعا “سليمان أدرث” الأحبار من رجالات العلم والمعرفة، مما جعل الكتاب يعرف انتشارا وذيوعا في كل البلدان التي كان فيها اليهود يجهلون اللغة العربية. كما أن شموئيل بن تبون وأثناء غوره في ثنايا الفكر والفلسفة استفاد كثيرا من الإبحار في المتن الرشدي عبر أعمال ومصنفات ابن رشد الفلسفية بما فيها شروحاته الأرسطية، والتي أوقدت جذوته للنهل من ينابيعها والعمل بالمقابل على تضمنيها عبر كل التفسيرات المستفيضة التي أوعزته لتفسير نصوص التوراة والتي اعتكف عليها ردحا من الزمن.

3- موسى بن تبون يكرس حياته لترجمة المنجز الطبي لموسى بن ميمون

أما موسى بن تبون (1240-1283م) فهو يعد من أشهر المترجمين خلال القرون الوسطى حيث شكلت ترجماته واجتهاداته معبرا إلى أوروبا، والتي تمكنت عن طريقه من التعرف على عدد طائل من المصنفات المتميزة لعلماء الإسلام في مجالات الفلك والفلسفة والحساب والطب، خاصة أعمال ابن رشد والفارابي وابن سينا وجابر بن حيان والرازي والبطروجي، وهي أسماء رائدة لها إشعاعها الكوني في حقل العلوم والمعارف. فقد تم نقل هذه المصنفات في بداية الأمر إلى العبرية ثم منها إلى اللاتينية لتجد طريقها نحو لغات أخرى، حيث قام بترجمة كتاب “الحدائق” للعالم الأندلسي “ابن السيد البطليوسي”، وهو عبارة عن كتاب تعليمي يمكن المتعلم من ولوج عالم الفلسفة بما يعكس في العمق خصائص ومقومات المذاهب الفلسفية الإسلامية في الأندلس، وهذا الكتاب قام بنقله المستعرب الإسباني الشهير آسين بلاسيوس خلال القرن .«Libro de los cercos» الميلادي الماضي وأعطاه اسم:

كما عكف موسى بن تبون على ترجمة المشروع الطبي لابن ميمون، حيث قام في هذا السياق بنقل كتابه “تدبير الصحة” الذي أهداه للملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين الأيوبي، وهو من المصنفات الشهيرة التي ألفها ابن ميمون حيث يشتمل هذا الكتاب على أربعة فصول. ففي الفصل الأول منه تحدث عن التدبير الحسن للصحة وذلك بالمحافظة على النظافة وقواعدها العامة، حيث اعتمد فيه على أعمال أبقراط وجالينوس أساسا، أما في الفصل الثاني فأماط فيه اللثام على طرق ومسالك استعمال الأدوية وأهم العلاجات السهلة الممكنة حين يكون المرء في حالة ترحال وسفر. كما تناول في الفصل الثالث علاجات النفس معتمدا في ذلك على أفكار أرسطوطاليس والفارابي، وهذا الفصل موجه بالأساس للابن البكر لصلاح الدين الأيوبي الذي كان يشكو أعراضا نفسية حادة، أما الفصل الرابع والأخير فهو عبارة عن تلخيصات وصل عددها إلى سبعة عشر في فروع طبية متنوعة.

أما كتاب “فصول موسى في الطب” والذي يسمى أيضا بفصول القرطبي، فتوجد منه نسخة خطية نقلت من مخطوط ليوسف بن عبد الله ابن أخت موسى بن ميمون وتلميذه المدلل، حيث يعود تسويدها لعام 1205م، أي بعد مدة وجيزة من وفاة ابن ميمون، فهي تمثل بحق أكبر رسائله الطبية حجما وشهرة، فقد ألفها بين عامي 1187و1190م حيث اشتملت على حوالي 1500 قانون مستخلص من مصنفات جالينوس الطبية وبعض أعلام الطب اليوناني، فقد تضمنت حوالي 42 تعليقا ونقدا تحليليا، أما الكتاب فيضم 25 فصلا يبحث في التشريح ووظائف المخلوقات الحية والأمراض الباطنية وعلامات الداء وتشخيصه وأسبابه وعلاجه، حيث يبحث في الحميات ووضح طرق تمرن الطبيب على معالجتها، وبين المسهلات والمقيئات، كما تعرض لأمراض النساء وتدبير الصحة والرياضة والاستحمام والصيدلة، وناقش جالينوس في النهاية فيما ورد عنه من التناقض في آرائه مناقشة دقيقة. وهذا الجزء من الرسالة من أهم ما ورد في أدب الطب العربي، حيث أمسى الكتاب مرجعا لدى الأطباء انطلاقا من القرن الميلادي 12.

أما المصنفات التي دبجها موسى بن تبون بالحرف العبري فنجد منها “سفر الأناشيد” الذي استعان فيه بالمجاز والتأويل الفلسفي محتذيا في ذلك منهج والده “شموئيل” وخاله “أنطولي”، كما صنف كتاب “الزاوية” الذي جاء كرد فعل على سخرية المسيحيين، الذين اطلعوا على الأعراف اليهودية متبرمين من فقهاء التلموذ الذين يعتمدون أقوالا لا تتفق ومنطق العقل، في حين أنها تحتاج لتأويل مجازي وإدراك ما كان مضمرا. إضافة لكتاب التنين بصفته شرحا مجازيا لسفر التكوين، لذلك فإن آراء موسى بن تبون الفلسفية لا تمثل بونا عن آراء آبيه، فقد توكأ مثله على أسفار التوراة لعرض تلك الآراء محتذيا المشروع الذي بدأه والده شموئيل وخاله أنطولي، باعتبار أن موسى بن تبون جاء برزخا ثقافيا وفكريا بينهما معا.

وتبقى هذه مجرد ومضات من مجهودات أسرة آل تبون، يقول المتحدث، معتبرا إياها من البيوتات العريقة ليهود غرناطة بما أحرزته من حضور ووهج ثقافي بالأندلس، قبل أن تضطرها الظروف السياسية المتلاحقة لمبارحة مسقط رأسها مكرهة شأنها في ذلك شأن العديد من الأسرة اليهودية ليستقر بعضها في شمال إفريقيا وجنوب فرنسا وقسم آخر فضل التوغل في أقطار أوروبية خاصة في قسمها الأوسط والشرقي مثل كراكوف حيث تجمعت هناك قاعدة يهودية كبيرة بجنوب بولندا، أو بأطراف ممتدة من الإمبراطورية العثمانية التي كانت راياتها البيض ترفرف في المجر والنمسا وبلدان البلقان، لذلك كان من الثابت أن يجد المنجز العربي الإسلامي في الآداب والفنون والعلوم طريقه لأوروبا القرون الوسطى عن طريق جهود المترجمين ومن ضمنهم اليهود، وهذا حال لسان أسرة آل تبون التي كانت لها إسهامات سامقة في نقل التأثيرات الثقافية بين المسلمين والمسيحيين بفعل عامل المساكنة والمجاورة والمصاقبة التي اطلع بها يهود الأندلس، بيد أن هذا الإسهام المبكر لأسرة آل تبون الذي يعتبر إرهاصات أولية لمشاركة يهود الأندلس في عمليات الترجمة سيعرف إيقاعا متسارعا من خلال عمليات الترجمة التي سيشتد أوارها، مع بروز مدينة طليطلة كمركز علمي أوروبي للثقافات الثلاث، والذي كرس نفسه على مدى ثلاثة قرون متتالية لتخصيب الثقافة الأوروبية بلقاح الترجمات العربية عبر روافد إسلامية وإغريقية خالصة.

The post القطيبي يتقفى أسرة "آل تبون".. يهود مترجمون تألقوا في سماء الأندلس appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

أفادت المؤشرات الأسبوعية لبنك المغرب الخاصة بسوق البورصة بأن مؤشر “مازي” سجل انخفاضا بـ 2 في المائة، ليعود إلى مستواه مطلع السنة، عازية ذلك، على وجه الخصوص، إلى انخفاض المؤشرين القطاعيين لـ”الاتصالات” بـ 6.6 في المائة، و”البنوك” بـ 1.8 في المائة، وكذا تراجع مؤشري “البترول والغاز” و”الموزعين” بـ 1.2 و1 في المائة تواليا.

وختمت مذكرة بنك المغرب خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 24 فبراير 2021 بأن الحجم الإجمالي للمبادلات بلغ 428.1 مليون درهم، مقابل 289.7 ملايين درهم أسبوعا قبل ذلك؛ فيما بلغ الحجم اليومي المتوسط للمبادلات المنجزة في السوق المركزية للأسهم 84.4 ملايين درهم مقابل 57.6 ملايين درهم خلال الأسبوع الذي سبقه.

The post مؤشر "مازي" ينخفض بـ2 % في بورصة البيضاء appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

ردا على “البيان التوضيحي” الصادر عن أعضاء من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لاتحاد كتاب المغرب، قال صلاح بوسريف، الرئيس السابق لفرع الاتحاد بالدار البيضاء: “إنه لا يعنيني في شيء”.

وفي بلاغ توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، كتب بوسريف: “لست طرفا، أنا وغيري من بعض أعضاء هذه اللجنة، في ما جاء به من حيثيات، بما فيها رفع الدعوى القضائية التي كنت ضدها، وطالبت بدعوة الرئيس السابق للاتحاد، والتحاور معه بشأن نقطة واحدة، هي عقد المؤتمر، وفق شروط تضمن الانتقال السلس إلى وضع قانوني، يتيح للمكتب التنفيذي المنتخب، خلال مدة ولايته، أن يعمل على تنفيذ برنامج بعينه، والإعداد للمؤتمر القادم، في أفق تغيير شامل للقوانين والتصورات والبرامج، انسجاما مع جرى من متغيرات على الأرض”.

ويزيد صلاح بوسريف: “لا شيء من هذا كان، بل تم تجاهل ما اقترحته أنا وغيري من أعضاء آخرين، وتم استغلال ظروف التباعد ليتم رفع الدعوى، التي أعتبرها خللا في معنى الاتحاد، وفي الأسس التي قام عليها، وفي علاقته بأعضائه، مهما كانت المشاكل التي وصل إليها الخلاف أو التوتر”.

ويشدد بوسريف على أنه لن يقبل أن يكون “أداة في يد أي كان، خصوصا أن أشخاصا بعينهم، وهم بين من كانوا سببا في انهيار الاتحاد ومازالوا، هم من يملون كل هذه البيانات والأفكار، ويسعون إلى التحكم في الاتحاد بمثل هذه الطرق والسلوكيات الحزبية القديمة؛ فبدل أن يسير هؤلاء في طريق الحل، زادوا المشكل تعقيدا وتأزما”.

ويضيف الكاتب: “بدا أن الأمر هو كسر عظام بين طرفين، كان واجب المسؤولية والحس الأخلاقي يفرضان عليهما أن يتنحيا، ليتركا الاتحاد يعود إلى سياقه الثقافي، وأن تعاد هيكلته وبناؤه وفق تصور جديد ومغاير لما مضى، بشكل جذري وحاسم”.

ويدعو الشاعر المغربي إلى اتحاد لكُتّاب المغرب “يكون فيه المثقف هو من يدير مؤسسته، وهو من يفكر في برامجها، وطبيعة قوانينها، وما يمكن أن تكون عليه في المستقبل، لا أن نحول الاتحاد إلى ساحة حرب، الجميع فيها خاسر، خصوصا من لم يكونوا طرفا في هذه الحرب التي هي تعبير صارخ وفادح عن ذهنية لا تمت للثقافة والمثقفين بشيء، وهي ذهنية التحكم والإقصاء والهيمنة والإبعاد، واستعمال الاتحاد، وغيره من مؤسسات ثقافية، لخدمة الذات، لا غير”.

The post بوسريف ينتقد الأوضاع داخل اتحاد كتاب المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

رصد الباحث الاقتصادي نجيب أقصبي أهم تداعيات الطارئ الصحي العالمي على الاقتصاد المغربي، وكذا الدروس المستفادة من الأزمة الصحية التي اعتبرها “فرصة ثمينة” لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، لكن ينبغي استغلالها بأحسن طريقة.

وقال أقصبي خلال أشغال “الجامعة المواطنة” التي نظمتها مؤسسة “HEM”: “إن جائحة كورونا أجبرت المغرب على القيام بمجموعة من التغييرات متعددة الأبعاد في انتظار التغيير الكلّي الذي يتطلب الوضوح في مختلف المجالات العامة بالبلد”.

وأبرز الخبير الاقتصادي أن “المغرب عاش سنة عصيبة بسبب أزمة العرض والطلب، فضلا عن مشكلة الجفاف خلال عام 2020، ما زاد من تداعيات جائحة كورونا، لا سيما على الصعيد الاجتماعي، حيث ارتفع معدل البطالة إلى نحو 12.8 بالمائة بالموازاة مع انخفاض وتيرة الإنتاج”.

وأضاف أن “الجائحة عمّقت كذلك الفوارق الاجتماعية بين المغاربة، ولاحظنا ذلك إبان الحجر الصحي، ذلك أن الكثيرين لا يتوفرون على مساكن لائقة”، موضحا أن “الجائحة أعادت الوهج إلى القطاع العمومي الذي ينبغي أن يضطلع بأدواره الأساسية في ما يتعلق بالإنتاج والتضامن”.

وشرح أن “أزمة كورونا كرست أهمية السيادة الوطنية، سواء تعلق الأمر بالأمن الغذائي أو الدوائي أو الطاقي، في ظل النقاش العالمي المرتبط بمحدودية سلاسل الإنتاج”، معتبرا أن الدولة “طبقت مجموعة من التدابير التي لم نكن لنحلم بها قبل حلول الجائحة”.

“أنتجت الدولة بعض المنتجات التي استوردتها طيلة عقود طويلة”، يورد المتحدث، مبرزا أن “منجزات الظرفية الصحية استثنائية بالمقارنة مع السياسات المنتهجة خلال السنوات الماضية، من قبيل ما يتعلق بتعميم التغطية الصحية على المواطنين المغاربة”.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن “الطارئ الصحي العالمي أجبرنا على العودة إلى مفهوم الدولة الاجتماعية الذي فرضته تداعيات كورونا”، مشيرا إلى أنه “ينبغي مضاعفة ميزانية الصحة العمومية حتى تتم تلبية الحاجيات الأساسية للمواطنين، سواء تعلق الأمر بعدد الأسِرّة أو الأطباء أو المشافي”.

وذكر أقصبي أن “إنجاح ورش التغطية الصحية يتطلب الاستثمار في قطاع الصحة بشكل كبير، وهنا نتحدث عن الاستثمار البشري والتقني، حتى نتفادى المشاكل التي حدثت بشأن تغطية راميد خلال وقت سابق”، معتبرا أن “تحسين أداء القطاع العمومي ينبغي أن يتحول إلى أولوية”.

وأردف بأن “هناك نقطة محورية تتعلق بإرساء مبادئ الشفافية والمنافسة بين الفاعلين، من خلال إعطاء المصداقية لمؤسسات الضبط والحكامة؛ وهي مهمة منوطة بالدولة، لكن ذلك لا يعني نهاية اقتصاد السوق أو القطاع الخاص، بل سيساهم في تحسين أدائه”.

The post أقصبي: تداعيات أزمة "كورونا" تفتح الباب أمام تحقيق الإقلاع الاقتصادي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

يرى الدكتور عبد الله بوصوف، الخبير في العلوم الإنسانية، أن من السهل جدا الانخراط في حفل “البكاء الجماعي” عندما يتعلق الأمر بالتفكير في مستقبل المغرب بكل رهاناته وتحدياته وإكراهاته.

لكننا في الوقت الراهن، يستدرك بوصوف في مقال جديد له، “نحتاج إلى الموضوعية، وأيضا إلى الكثير من الأمل والرفع من معنويات كل الفاعلين وكل الفرقاء في هذا البلد.. لأنه لا جدوى من الإفراط في النقد لدرجة جلد الذات. لكن النقد البناء مُرحب به لأنه ينقلنا إلى فُسحة التصحيح والتعديل والأمل”.

ويضيف بوصوف أن أي قراءة اليوم لواقع ومستقبل المغرب، مثلا، تغيب عنها تداعيات “كورونا”، تبقى “قراءة هشة وصورة تنقصها العديد من الأجزاء والمكونات”.

عن عالم ما بعد “كورونا”.. ما بعد “الترامبيزم”.. ومن الحروب التجارية إلى الثقافية.. يبحر بنا بوصوف في مقاله الجديد.

وهذا نص المقال:

يعكف العديد من المفكرين والمثقفين داخل الصالونات الثقافية أو مجموعات التفكير (تينك تانك) على محاولة استشراف المرحلة القادمة، وفك خيوط العديد من المعادلات، التي تتحكم في خرائط الاقتصاد والمال والتحالفات السياسية والعسكرية، وكشف أنماط جديدة للقوة الناعمة.

وليس غريبا أن نقف على اختلاف وجهات النظر في أغلب مُخرجات وخُلاصات تلك المجموعات، وهذا راجع بطبيعة الحال إلى اختلاف الخلفيات الأيديولوجية والقناعات الفكرية لتلك المجموعات أو الصالونات الثقافية. لكنها تشترك في قواسم موضوعية فرضتها الظرفية السياسية، والتحالفات الاستراتيجية، وإكراهات الأزمة الاقتصادية العالمية، وكذا جائحة “كوفيد- 19”.

إذ لا يمكن الادعاء بموضوعية أي قراءة استشرافية للمستقبل دون التوفر على قراءة واقعية لهذا المستقبل المحفوف بالتحديات والإكراهات، وفي الوقت نفسه ضرورة ضخ جرعة من الأمل، وتخصيص مساحات إيجابية في رقعة القراءة، رغم كل ما نعيشه ونقرؤه عن مآس هنا وهناك لأنه لا يمكننا الحديث عن المستقبل بدون إشراقات أمل.

فالقراءة الواقعية لما عليه العالم اليوم يطغى عليها مصطلح “الأزمة”، فهناك أزمة قيم أخلاقية، وأزمة أيديولوجيات تحتاج إلى مراجعات قوية، وأزمة تحالفات سياسية واقتصادية صِيغَت في سياقات مغايرة، وأزمة تدبير ملفات شائكة مثل الهجرة والإرهاب الدولي والإسلاموفوبيا.. ورغم ذلك، فإن العالم يحاول الانبعاث من جديد رغم كل أزماته.

لكن ونحن نحاول القيام بتلك القراءة تستوقفنا محطتين هامتين، أولاهما جائحة “كورونا”، وثانيتهما نهاية “الترامبيزم”، لما لهما من تداعيات عالمية جعلت أغلب الدول تعيد ترتيب بيتها الداخلي وأولوياتها، ومن بين تلك الدول طبعا وطننا المغرب.

فمن السهل جدا الانخراط في حفل “البكاء الجماعي” عندما يتعلق الأمر بالتفكير في مستقبل المغرب بكل رهاناته وتحدياته وإكراهاته. لكننا في الوقت الراهن نحتاج إلى الموضوعية، وأيضا إلى الكثير من الأمل، والرفع من معنويات كل الفاعلين وكل الفرقاء في هذا البلد. إننا نعتقد أنه لا جدوى من الإفراط في النقد لدرجة جلد الذات، لكن النقد البناء مُرحب به لأنه ينقلنا إلى فُسحة التصحيح والتعديل والأمل.

نعم فالواقعية تُلزمنا بالقول إن هناك خصاصا في العديد من القطاعات ببلادنا، وأن هناك أزمات في تدبير العديد من الملفات، والاعتراف بوجود الكثير من الانزلاقات والإخفاقات. لكن الواقعية نفسها تلزمنا بالقول إن المغرب كانت له الجرأة بالاعتراف بضرورة تغيير العجلة، وأن طرح تصور جديد للنموذج التنموي بمقاربة تشاركية ضرورة حتمية. كما استطاع تجاوز امتحان جائحة “كورونا” بأقل الخسائر مقارنة بدول قريبة جغرافيا أو متقاربة في الوضعية الاقتصادية.

لذلك فإن أي قراءة اليوم لواقع ومستقبل المغرب، مثلا، تغيب عنها تداعيات “كورونا”، تبقى قراءة هشة وصورة تنقصها العديد من الأجزاء والمكونات. وهذا ما يعلل تأخير تقديم تصور للنموذج التنموي الجديد، مثلا، حتى تُتَاح الفرصة للنموذج التنموي الجديد لاستيعاب ما عرت عنه الجائحة من أعطاب اقتصادية واجتماعية وثقافية.

والشيء نفسه يقال عن أي قراءة لا تستحضر الاستحقاقات القادمة، وما حمله القانون التنظيمي الجديد من بشائر التخليق والمساهمة في صناعة جيل جديد من الفاعلين السياسيين والحزبيين، والانتصار للنوع من خلال التمييز الإيجابي بالرفع من تواجد نون النسوة في كل المجالس المحلية والجهوية والبرلمان لأن المشهد الحزبي بالمغرب وتجديده وتدعيمه بمراكز التفكير وقنوات التواصل وضخ دماء جديدة ووجوه جديدة فيه هو أحد الرهانات المستقبلية للمغرب.

وكل قراءة تُهْمِل هندسة الثورة الاجتماعية في الأفق القريب والمتوسط، سواء على مستوى توسيع التغطية الصحية أو التغطية الاجتماعية، تجعلها قراءة مجانبة للواقعية ولا تقف على أرضية صلبة.

كما أنه لا يمكننا قراءة مستقبل المغرب بدون استحضار مستجدات ملف الوحدة الترابية والوطنية، أي الصحراء المغربية، سواء من خلال قراءة كل قرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة في السنوات الأخيرة التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وسياسي توافقي وسلمي، أو من خلال افتتاح القنصليات بمدينتيْ الداخلة والعيون بالصحراء المغربية، أو أخيرا من خلال اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء إلى الحدود الموريتانية، وضم أوراق هذا الاعتراف إلى الأوراق الرسمية للقضية داخل مجلس الأمن الدولي المكلف حصريا بملف الصحراء المغربية.

ومن شأن هذه الاعترافات وتدشين القنصليات أن يُساهم في جعل المناطق الجنوبية المغربية أكثر “جذبا” للاستثمارات الأجنبية، وبالتالي المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وربط المغرب بعمقه الإفريقي.

وهي قراءات في مُجملها، شِئنا أم أبينا، تغلب عليها كفة الأمل في مغرب يجتهد من أجل التصحيح والتعديل والبناء. مغرب مراكز التفكير والطاقات الشابة، سواء بالمغرب أو من قبل مغاربة العالم، الذين يشكلون خزانا كبيرا من الكفاءات والخبرات الواعدة، ويساهمون في دعم عناصر التنمية الاجتماعية والمجالية بالمغرب. إذ لا يمكن قراءة مستقبل المغرب بدون إشراك مغاربة العالم.

وبطبيعة الحال، فإن قراءة المستقبل، بتحدياته ورهاناته، تعني أيضا ما يقع خارج المغرب، سواء في البيت الإفريقي أو بالمتوسط أو بالدول الأوربية، وكذلك بالولايات الأمريكية. وهنا أيضا أثرت جائحة “كورونا” في تغيير الكثير من الميكانيزمات التي كانت تحكم العلاقات الدولية، وتصدرت آليات جديدة في مجالات التحالف أو التفاوض كديبلوماسية الكمامات مثلا أو الديبلوماسية الصحية كنوع جديد من القوة الناعمة، وسباق المختبرات العالمية من أجل التوصل إلى لقاح فعال لـ”كوفيد- 19″.

كما عرت “كورونا” عن أزمة غير مسبوقة للعلمانية في الدول الغربية، عندما تم إغلاق الفضاءات العمومية للعبادة بأوامر السلطات الحكومية وليس رجال الدين، وهو ما أثار حفيظة بعض رجال الكنيسة، وخففت من حدته وتداعياته فقط بعض قرارات وتصريحات الفاتيكان.

كما أثرت نهاية “الترامبيزم” بإعلان تغييرات في معالم العالم بعد زمن “كورونا” وفي تكتلاته وأحلافه، وتغيير بوصلة العالم والأيديولوجيات من ترويج فكرة “الحروب التجارية” إلى تبني فكرة جديدة، أي “الحروب الثقافية”.

وهكذا فإن أغلب المحللين ينحازون إلى فكرة إحياء نقاشات التاريخ والإرث التاريخي للدول الاستعمارية، والتاريخ المشترك للدول المُستعمَرة والاستعمارية بين الجاليات في الدول الغربية، بالإضافة إلى مواضيع الإسلام والعلمانية والانعزالية الإسلامية والمسلمين في البدان الغربية، وإشكالية الرموز الدينية، وطرح إشكاليات معرفية وتاريخية تتعلق بإشكالية المقابر، مثلا، في الديانات المختلفة، وكذا الدعوة إلى إعادة قراءة التراث. دون إغفال الإشارة إلى ما يُعرف الآن بـ cancel culture أو “ثقافة الإلغاء” بالدول الغربية، التي انتشرت بقوة، خاصة بعد مقتل الأفروأمريكي جورج فلويد في ماي 2020، وما تبعه من موجة استنكار ومسيرات عارمة وتدمير تماثيل شخصيات عالمية اشتهرت في مجالات الاكتشافات الجغرافية وكذا الفلسفة والفكر والفن، اتهمها أنصار هذا التيار بالعنصرية والتمييز الجنسي.

لذلك فإن الاعتقاد السائد الآن هو أن المرحلة القادمة بعد نهاية فترة ترامب أو “الترامبيزم” سيغلب عليها العنصر الثقافي والحقوقي والتاريخي.. وهو ما يعني الاتجاه من ساحة الحروب التجارية إلى ساحة الحروب الثقافية.

The post مستقبل العالم بعد "الترامبيزم" .. من الحروب التجارية إلى الثقافية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

ضخ بنك المغرب خلال الفترة الممتدة ما بين 18 و24 فبراير 2021 ما مجموعه 72.2 مليار درهم، منها 28 مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة 7 أيام بناء على طلب عروض، و15.9 مليارات درهم على شكل عمليات لإعادة الشراء، و26.7 مليارات درهم في إطار برنامج دعم تمويل المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، و1.6 مليارات درهم برسم عمليات مبادلة للصرف.

وعلى مستوى السوق البنكية، سجل المصدر ذاته أن متوسط حجم التداول اليومي بلغ 4.4 ملايير درهم، بينما استقر المعدل البنكي خلال هذه الفترة في 1.5 في المائة في المتوسط، لافتا إلى أن بنك المغرب ضخ مبلغ 30.6 مليارات درهم على شكل تسبيقات لمدة 7 أيام خلال طلب العروض ليوم 24 فبراير (تاريخ الاستحقاق 25 فبراير).

The post بنك المغرب يضخ تسبيقات بـ 72.2 مليار درهم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

تم بالمركز الثقافي نجوم سيدي مومن بمدينة الدار البيضاء تدشين معرض فردي للفنان هشام معيدي، يضم 19 لوحة، بحضور مجموعة من الفنانين وعشاق فني الرسم والنحت.

الأعمال المعروضة، وفق ما أورده معيدي في تصريح للصحافة: “مستوحاة من مشاهد بمدينة فاس، مع التركيز على كل ما هو موروث شعبي من أجل إعادة نقل حكايات مغربية إلى عوالم اللوحات”، مشيرا إلى أن المعرض “يشمل أيضا لوحات أخرى تعيد الحياة لتقاليد ومعتقدات شعبية، خاصة تلك السائدة بمدينة فاس ونواحيها”.

وعن تقنيات الاشتغال لديه، لفت الفنان ذاته إلى أنها تمر من 3 مراحل، أولاها إعداد المادة المستخدمة (خشب أو قماش أو صباغة وغيرها)، وثانيها تتمثل في الرسم أو النقش، وأخيرا وضع الصباغة من أجل إعطاء الصورة الحقيقية للمشهد، مع إضافة “الكولاج” (غالبا مواد مستعملة قديمة).

وحسب معيدي فإنه كان يشتغل في بداية مساره الفني على الثوب (القماش)، ثم اجتهد سعيا وراء البحث عن طريقة خاصة به، حتى استقر على الجمع بين الرسم والحفر، ضمن توجه يمزج بين عدة اتجاهات أو مدارس فنية.

ويندرج المعرض الذي سيستمر إلى غاية السابع من مارس ضمن الأنشطة الثقافية والفنية للمراكز التابعة لمؤسسة علي زاوا، التي تأسست سنة 2009 من أجل توفير فضاءات للشباب المغربي للتعبير والحوار والاكتشاف.

The post معرض فردي يقدم إبداعات هشام معيدي بالبيضاء‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

على بعد 63 كيلومترا بالجنوب الشرقي لمدينة تزنيت، تقع جماعة تغيرت التابعة لإقليم سيدي إفني، متمركزة في قلب مرتفعات قبيلة إمجاض، إلى جانب جماعات أنفك وبورطروش وإبضر وسبت النابور.

ووصل عدد سكان تغيرت، حسب إحصاء المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2014، إلى 6606 من السكان، موزعين على 1345 أسرة اختارت غالبيتها سبيل الهجرة الداخلية نحو عدة مدن بحثا عن ظروف عيش أفضل وضمانا لتمدرس جيد للأبناء.

ورغم المجهودات المبذولة قصد تحسين مؤشر التنمية بجماعة تغيرت، فإنها لا تزال بحاجة إلى عمل تشاركي بين مختلف المصالح الخارجية من أجل الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام شأنها في ذلك شأن العديد من الجماعات المجاورة، التي تتنفس هواء الإقصاء والإهمال على عدة مستويات.

شبح الصحة

يعتبر القطاع الصحي واحدا من الإكراهات الكبرى التي تعانيها ساكنة تغيرت، حسب ما أورده العديد من المواطنين في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس خلال زيارتها للمنطقة، والذين رسموا صورة قاتمة عن الخدمات الصحية في ظل صمت مطبق لكافة الجهات المسؤولة.

وأوضح المتحدثون أن المركز الصحي بتغيرت لا يرقى إلى مستوى تطلعات الساكنة بالنظر إلى موارده الطبية والبشرية المحدودة، التي لا تتجاوز خدماتها سقف علاجات بسيطة، فيما تجد النساء الحوامل والحالات الخطرة نفسها أمام خيار واحد هو المستشفى الإقليمي لسيدي إفني، الموجود على بعد أزيد من 100 كيلومتر، بعد الرفض الذي أضحى يواجه الحالات القادمة من إمجاض من قبل إدارة مستشفى تزنيت منذ التقسيم الإداري الأخير.

ودعا هؤلاء الجهات المعنية إلى ضرورة تكثيف الجهود قصد بناء مؤسسة صحية متكاملة قادرة على تغطية الخصاص، وتقديم خدمات في المستوى المطلوب لفائدة السكان الذين يعانون بشكل متواصل من شبح التطبيب، خصوصا في فترة الصيف، التي تعرف ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات الناجمة عن لسعات الحشرات السامة.

وأشار المواطنون الذين التقتهم هسبريس إلى أن إمجاض بكاملها لا تتوفر على منتخبين قادرين على الترافع بغيرة وحرقة على الصعيد المركزي، خصوصا أن الذين يمثلون الساكنة في البرلمان لا تربطهم بالمنطقة سوى فترة الاستحقاقات الانتخابية ليعودوا بعد ذلك إلى مقرات عملهم وسكناهم بالرباط والدار البيضاء وكلميم، وفي حوزتهم مقاعد نيابية دون أن يأبهوا نهائيا بمعاناة من منحوهم ثقتهم.

كما نوهت التصريحات ذاتها بالمجتمع المدني وأفراد الجالية بالخارج، ودورهما في تمكين الدواوير بالماء الصالح للشرب، وتزويد الجمعيات المحلية بحافلات النقل المدرسي لما لهذه الأخيرة من بصمة إيجابية في محاربة الهدر ومساعدة المتمدرسين على استئناف مسيرتهم التعلمية.

إكراهات بالجملة

وعلى مستوى تدبير الشأن المحلي، أوضح المحفوظ جالي، نائب رئيس تغيرت، أن المجهودات التي يبذلها المجلس الجماعي تبقى دون طموحات الساكنة باستثناء تنزيل بعض المشاريع المبرمجة سابقا كشبكة التطهير السائل، ومشروع تزويد العالم القروي بالماء الشروب، وبناء الثانوية التأهيلية، وتوسيع المركز الصحي، وبرنامج حماية المراكز من الفيضانات.

وأضاف نائب رئيس جماعة تغيرت المنسحب من الأغلبية المسيرة أن الجماعة مازالت تعاني من غياب طرق معبدة تربط الدواوير بالمركز، وهو ما يعيق فك العزلة، إضافة إلى انعدام برنامج لتوسيع شبكة الكهرباء، الشيء الذي جعل فئة كبيرة من المواطنين بدون كهرباء، وكذلك بدون ماء.

وأشار جالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن انعدام تهيئة في المستوى بالمركز يعتبر سببا رئيسيا في ما يعرفه من اكتظاظ، خصوصا يوم انعقاد السوق الأسبوعي، الذي يعرف رواجا كبيرا، فضلا عن الغياب التام للمرافق الثقافية والرياضية.

غياب استراتيجية تنموية

وعزا جالي أسباب ضعف تدبير الشأن المحلي إلى غياب رؤية واستراتيجية واضحة لدى المجلس، وانفراد الرئيس بالتسيير والتدبير، وعدم الاعتماد على التواصل والانسجام والمقاربة التشاركية، إلى جانب طغيان الهواجس الانتخابية والحسابات السياسية، وغياب العدالة المجالية في البرامج المسطرة، إضافة إلى “انعدام ترافع قوي وجيد لدى مختلف المصالح والمؤسسات مركزيا وجهويا، خاصة أن دور الدولة يبقى محوريا في تحقيق التنمية على اعتبار مجموعة من الإكراهات التي تفوق إمكانيات المجلس كضعف الموارد وغياب العقار والافتقار إلى نخب محلية قادرة على صنع التنمية”، يضيف جالي.

وأكد المتحدث ذاته أن تطور الوضع التنموي بتغيرت رهين بتوفر منتخبيها على روح المواطنة  إرادة سياسية مقرونة بالتكوين والتجربة السياسية، فضلا عن الإنصات إلى الشارع، والتواصل مع كل الفعاليات المحلية، وضرورة إعداد برامج تراعي خصوصيات وحاجات المنطقة، والترافع الجيد بشأنها.

الرئيس يوضح

وفي توضيح له بخصوص الإكراهات التي تعانيها تغيرت، قال رئيس المجلس الجماعي عمر أمهزول إن مجهودا كبيرا قامت به كلا من جماعة آيت الرخاء وسيدي عبد الله أوبلعيد والجماعات الخمس التابعة لمنطقة إمجاض لإنجاز مستشفى القرب، وتجاوز إشكال الخدمات الصحية، غير أن الوزارة الوصية برمجت المشروع بالأخصاص، مشيرا إلى أن المصالح الجماعية ترافعت من أجل توسيع دار الولادة وتجهيزها، إلا أن مشكل انعدام طبيب قار بالمنطقة مازال قائما إلى حدود الساعة.

وفيما يتعلق بالطرق، أوضح أمهزول أن المجلس الجماعي تمكن من إنجاز مجموعة من المشاريع المهمة خلال هذه الولاية، على رأسها طرق أضرضار بأكثر من مليار ونصف، وإد داود تفو نرى، وطريق تغيرت أفا إنفلاس عبر إد بيوكار، وطريق  إكجكال عبر امي وكني جماعة سيدي عبد الله أوبلعيد، وطريق إد الحسن أوعمر عبر أفا إكرامن، إضافة إلى الطرق المؤدية إلى دواوير إد حمايد وتكنيت وأضرضورن وبوتزنيرت، كما تم إعطاء صفقة إنشاء مجموعة 10 مسالك طرقية بالجماعة.

“وبخصوص قطاع الماء تم تزويد أزيد من 47 دوارا بكل من إد بنيران وإد الحاج عم واموحدي وإد الحسن أوعمر بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى تزويد المركز وجميع الدواوير بهذه المادة عن طريق مشروع تجاوزت كلفته الإجمالية أكثر من 4 مليارات كثمرة اتفاقية شراكة مع المكتب الوطني للقطاع، والذي ساهمنا فيه كجماعة بمبلغ 600 مليون سنتيم، إلى جانب ربط دوار بوالجير بالكهرباء، وإنجاز الدراسة التقنية للمنازل الهامشية بالمركز والدواوير التابعة للجماعة”، يقول رئيس جماعة تغيرت في تصريح لهسبريس الإلكترونية.

وتابع المتحدث ذاته قائلا: “أما بالنسبة لمشاريع البيئة والبنية التحتية، فقد قمنا بإنجاز شبكة التطهير السائل في شطره الأول بأكثر من 800 مليون سنتيم، إضافة إلى الشطر الثاني بتكلفة مالية تقدر بحوالي 200 مليون سنتيم، ومازالت أشغاله مستمرة إلى حدود اليوم، فضلا عن اقتناء مجموعة من الآليات المستعملة في جمع النفايات، وإفراغ المطمورات، وصيانة الإنارة العمومية، وحاويات للنظافة، وغيرها من المعدات اللوجستيكية”.

ونفى أمهزول أن يكون هناك أي هاجس انتخابي أو انفرادية أو عدم التواصل في تدبير الشأن المحلي بجماعة تغيرت، مشيرا إلى أن المجلس يسير وفق برنامج عمل تم التصويت عليه بإجماع الأعضاء، ويطبق في جميع تراب الجماعة حسب الاولويات. وأضاف أن أبواب الإدارة الجماعية مفتوحة لمختلف شرائح المواطنين أسوة بأشغال الدورات، وهو ما يزكيه الإجماع في اتخاذ القرارات، وتحقيق مجموعة من الإنجازات في ظرف وجيز.

وأكد المسؤول الجماعي ذاته أن أغلبية المشاريع المنجزة بتراب تغيرت تمت بشراكة مع المصالح الخارجية بعد ترافع جيد، غير أن المجلس الإقليمي لسيدي إفني والجهوي لكلميم واد نون لم تستفد منهما الجماعة من أي مشروع، باستثناء الإنارة العمومية، وتزويد دوار واحد بالماء الشروب بعد برمجته من طرف المجلس الإقليمي السابق.

وأرجع أمهزول الجمود الذي يعرفه قطاع الشباب والرياضة، رغم قرب إنجاز ملعب بمنطقة أريون، إلى الشح الذي تعرفه تغيرت على مستوى الوعاء العقاري، مشيرا إلى أنه السبب المباشر في توقف اتفاقية بين الجماعة ووزارة الثقافة قصد بناء دار الثقافة وكذا الملعب الكبير الذي لم يخرج إلى حيز الوجود رغم موافقة الوزارة الوصية.

The post جماعة "تغيرت" تتحدى الإقصاء وتلتمس التنمية بإقليم سيدي إفني appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

”لست متشائما.. أنا ثائر على كل شيء، والمتشائم لا يكون ثائرا بل يكون منهزما. وأنا القائل يروق لي تمردي فأشتهي تمردا حتى على التمرد”.. (أدونيس)

”يا وجه الممكن وجه الأفق غيِّر شمسك أو فاحترق”، (أدونيس).

شاعر من وزن شعرية ورؤى علي أحمد سعيد إسبر؛ أو أدونيس، مثلما فضل تسمية نفسه منذ الوهلة الأولى، مستلهما الميثولوجية الفينيقية المتضمنة لكل معاني الجدة والحياة، لا يمكنه قط الامتثال لتلك المنظورات المجتمعية المتفقة حول ”هويات” بعينها ترسم معالم الولادة والموت، وكذا السعي إلى توثيق خطِّي لمسارات الولادة؛ مادام هؤلاء يعيشون زمنا عموديا غير زمننا الأفقي المطمئن للاستكانة، ثم لا يموتون على النحو الذي تبتغيه طقوس الرثاء المترهلة؛ بل أساسا حسب جدليات التحول الماسكة بحيوات الموت وميتات الحياة، دون أن نتبيَّن ذلك، نحن الرازحون سلفا منذ ولادتنا اللاإرادية تحت وطأة العدم.

ما معنى أن يلتئم جمع من عشاق الكلمة والجمال والحس الإنساني الشفاف كي يعلنوا عن مبادرة رسمية ذات بعد عالمي للاحتفال ببلوغ أدونيس سن التسعين؟ حقا إنه ذاك الطفل المنحدر من قرية قصابين السورية، المزداد يوم 1 يناير 1930، ولم ينتم إلى مقاعد المدرسة إلا بعد بلوغه سن الثالثة عشرة، بفضل مشاعر الإعجاب التي أثارتها قصيدة وطنية ألقاها آنذاك علي أحمد سعيد إسبر أمام الرئيس شكري القوتلي؛ بمناسبة زيارة الأخير لبلدته، فكان لا بد من تقديم مكافأة وفق رغبة الطفل الاستثنائي، فتحققت فورا رغبته المتمثلة في الالتحاق بالمدرسة.

حتما، بلغ التسعين ثم بدأت بواكير سنوات عقده المشرف على قرن من الزمان، حسب مرتكزات الزمن الأفقي دائما، في حين غير مكترثة تحلق روح الشاعر التي سكنته وتسكنه، بعيدا جدا؛ صوب اللانهائي واللامنتمي. أشخاص، من هذا القبيل، في غاية التميز الذهني والفكري والروحي، ملؤوا الأرض سؤالا غير السؤال لعقود طويلة، لم يولدوا من أجل حياة واحدة، كما الشأن مع باقي حشد منظومة الفكر الواحدي، وقطعا لن تتحملهم واقعة موت مثلما يحدث كل يوم.

أدونيس أيقونة شعرية وأدبية وفلسفية عظيمة، ينتمي إلى حقبة مثقفي الأنساق الفكرية الكبرى؛ ذاكرة قومية وكونية منفعلة وفاعلة بالنقد والتحليل واستشراف المستقبل بجرأة وشجاعة، واكب بالتوثيق مختلف التجارب السياسية والاجتماعية والفنية والأدبية التي عرفتها منطقته، عبر أطاريح وسجالات كتابات عدة، يصعب الإحاطة بها ضمن هذا الحيز الضيق، تبنت كمشروع مفصلي، منذ البداية، تحرير العقل والوجدان العربيين من براثن منظومة توتاليتارية عمياء في غاية القتامة والقسوة والعنف، رسخت استبدادها منذ زمن سحيق بين طيات إيديولوجيات دينية وسياسية وقيمية. بالتالي، يلزم تحقيق ثورة معرفية قبل كل شيء، واستشراف المستقبل برؤية حداثية .تصورات وضعت أدونيس مباشرة أمام فوهة النقد الشخصي الجارح والرفض الجذري من طرف الاستبداد والأصولية والمحافظين، فكان عرضة لتهديدات بالقتل والدعوة إلى إحراق كتبه، ومازال محظورا ترجله شوارع مجموعة من مدن العربية؛ لذلك مثَّل له فضاء باريس ملاذا آمنا منذ سنوات الثمانينات.

اجتهاد جمالي وفلسفي رصينين على امتداد عقود طويلة، من خلال أربعة روافد هي: الإبداع الشعري، التنظير النقدي، الترجمة، ثم تهييء مصنفات تحوي مختارات شعرية، وإشرافه على مجلتي ”شعر” و”مواقف”، بوأته عن جدارة واستحقاق مكانة رائدة ضمن كوكبة شعراء ورموز الحضارة المؤسِّسين، المنتمين للقرن العشرين..ساهم، انطلاقا من انزياحات إيستيتيقا ولوغوس اللغة العربية، التي طورها قلبا وقالبا على طريقته الرؤيوية، في الارتقاء بالحس الإنساني نحو مراتب السمو .ترجمت أعماله إلى ما يقارب عشرين لغة، وسافرت قصيدته صوب مختلف بقاع العالم، كي تمارس جاذبيتها على امتداد القارات، لاسيما إنه بقي منذ 1988 مرشحا قويا للتتويج بجائزة نوبل، تتداول اسمه صفحات المنابر وأروقة المؤسسات الثقافية الدولية.

إذن، احتفالا بعيد ميلاد أدونيس ومناسبة بلوغه سن التسعين، بادرت ابنته إرواد اسبر، صحبة المفكر الفرنسي دوباسيان غرو، إلى تأسيس منصة إليكترونية عنوانها: (adonis90.org)، قصد إفساح المجال افتراضيا أمام مائة وثمانية وثلاثين متدخلا من مختلف الجنسيات، والمرجعيات، سواء كانوا فنانين أو كتَّابا ومختصين في العلوم أو فلاسفة وناشرين، قصد تقييم تجربة الشاعر الطويلة والعميقة، من بينهم، قاسم حداد، الطاهر بن جلون، عباس بيضون، هدى بركات، مارسيل خليفة، إدغار موران، سلمان رشدي، دومنيك دو فيلبان، جاك لانغ، فينوس خوري غاتا، بيار أبي صعب، بيتر هاندكي، إلخ.

يقول دوتيان غرو، المختص في علم فقه اللغة الكلاسيكي :”أثار استغرابي انعدام أيّ مبادرة متوقعة للاحتفال ببلوغ أدونيس سن التسعين، ثم طرحنا المسألة مع ابنته إرواد إسبر، وهي مختصة ذات شأن مهم في ما يتعلق بالبرمجة الثقافية، وحاولنا استلهام أسلوب جديد لا يكون مؤسساتيا، لكن بالأحرى فضاء حرا بالنسبة للفنانين والمبدعين والنشطاء، ما أسفر عن فكرة الصيغة الرقمية. امتياز ذلك أنه يتيح لنا إمكانية إفساح المجال للقاء بين شخصيات من العالم قاطبة… اشتغل كلوديو ديل أوليو، الذي يعتبر مديرا فنيا كبيرا في عالم الموضة، على تصميم إخراج هذه المنصة الإلكترونية”. وتضيف إرواد إسبر، التي أشرفت طيلة سنوات على إدارة ”دار ثقافات العالم” (باريس): “حقا حفزتني التفاعلات الإيجابية التي عبَّر عنها المشاركون، وشكَّل السياق فرصة سعيدة للاتصال بأصدقاء ربطتهم منذ زمن طويل أواصر الودِّ مع أدونيس، كما الشأن بالنسبة لسمير الصايغ، دومنيك إده أو فينوس خوري غاتا، التي كشفت عن مشاعر قلبية كبيرة ذات طابع شخصي”.

وحسب شهادة إرواد إسبر دائما فقد أحس والدها بالتأثر نتيجة عدد الرسائل التي وصلته من جل مناطق الكون، بمناسبة عيد ميلاده، وزادت: “أيضا تلزم الإشارة إلى أن عملا جديدا لأدونيس سيعرف النور خلال شهر مارس، عن منشورات سوي، تحت عنوان ”أدونيادا” (Adoniada)، وقد أنجز الترجمة بينديكت لاتوليي، مع خصوصية لافتة بهذا الصدد: ستصدر الترجمة الفرنسية قبل النص الأصلي باللغة العربية”.

كم نحن في حاجة ماسة، حيال عالم أضحى قاسيا، يلتهم نفسه بجنون، ينهار أمامنا كل آن، إلى إرساء واستتباب مفعولات الحكمة وتمثلات الشعر ومعالم التأمل ونزوعات الجمال، حتى يجف نبع هذا النزيف الفظيع والمرعب والمهول جدا.

The post أدونيس وقد بلغ التسعين .. تحرير العقل العربي من الاستبداد والأصولية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

أصبح المركز الثقافي “أطلس غولف” بمراكش يتوفر على تلسكوب لا سلكي يعد الأول من نوعه على الصعيد الوطني.

وسيعنى هذا التلسكوب بالتقاط موجات الراديو المنبعثة من الشمس، ومناطق تكوينات النجوم، ونواة المجرات وكذلك الدراسات الكونية، وغيرها من الظواهر الفلكية؛ إذ من المرتقب أن ينفتح أمام المختصين في المجال الفلكي بالمغرب، بفضل هذا الجهاز، حقل جديد في العلوم الفضائية.

وينضاف هذا التلسكوب إلى أدوات وأجهزة فلكية أخرى للرصد موضوعة رهن إشارة الجمهور من قبل هذا المركز الثقافي الذي يتوفر على عدد من الأجهزة لرصد الأجرام السماوية، من ضمنها أكبر تلسكوب في المغرب (تلسكوب قطره 600 مم)، بالإضافة إلى تلسكوبين آخرين، أحدهما بقطر 350 ملم والثاني بقطر 355 ملم، ومنظار “كورونادو” لرصد تحركات الشمس.

The post "أطلس غولف" يحصل على أول تلسكوب لاسلكي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

قالت الحركة من أجل ديمقراطية المناصفة، وهي تجمع نسائي مغربي، إن بعض المقتضيات التي تضمنتها مشاريع القوانين الانتخابية المعروضة على البرلمان جاءت دون انتظارات الحركة النسائية والحقوقية، مسجلة أنها “بعيدة عن التطبيق الأمثل لمقتضيات الدستور التي تقر الالتزام ببناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون كخيار لا رجعة فيه”.

وأضافت الحركة في مذكرة رفعتها إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ورؤساء الفرق البرلمانية، إن ما جاءت به المشاريع “بعيد كل البعد عن مطالب الحركة النسائية والحقوقية التي تتشبث بتفعيل المقتضيات الدستورية”، مطالبة بمراجعة شاملة لكل النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالترسانة الانتخابية الوطنية والترابية في اتجاه ترسيخ المساواة والمكتسبات الإيجابية الخاصة بتعزيز تمثيلية النساء في مختلف المؤسسات المنتخبة.

وفي هذا الصدد، دعت المذكرة، تتوفر هسبريس على نسخة منها، إلى إعمال القاعدة الدستورية المتمثلة في المناصفة في الولايات والوظائف الانتخابية، والحرص على جعلها ضمن الأولويات في الورش التشريعي المتعلق بالاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 وما يليها، مطالبة بجعل مناقشة هذه المشاريع وكذلك النصوص التنظيمية الأصلية، “فرصة لإقرار المناصفة في التمثيلية الانتخابية للنساء، من خلال منحهن ما خصهن به الدستور، ويتعلق الأمر بتطبيق مبدأ المناصفة الذي تحول لمبدأ دستوري يسمو على كل القواعد التشريعية والتنظيمية”.

ورغم تسجيل المذكرة أهمية التغيير الذي عرفته الدائرة الانتخابية الوطنية بمجلس النواب التي تم تحويلها إلى دوائر انتخابية جهوية بخصوص انتداب أعضاء مجلس النواب، إلا أن الآلية المعتمدة لن تمكن، وفقا للتجمع النسائي المذكور، من الوصول إلى المناصفة، مشيرة إلى أن “المجموع الإجمالي الذي يُمكن أن تحصل عليه النساء بناء على هذه المقتضيات ينطلق من 90 مقعدا، وهو ما يجعل من هذه التعديلات لا تحقق حتى الثلث، فما بالك بالمناصفة”.

وعلى مستوى الغرفة الثانية من البرلمان، سجلت المذكرة أن مشروع القانون التنظيمي لمجلس المستشارين “لم يتضمن أية مقتضيات تشريعية تحفيزية لصالح تمثيلية النساء بما يحقق القاعدة الدستورية المتمثلة في المناصفة”، معتبرة أنه “يكرس نفس المنطق الإقصائي الذي بني عليه القانون التنظيمي رقم 28.11، الذي ينطلق من إقرار مبدأ عدم جواز تقديم لوائح ترشيح تتضمن اسمين متتاليين من نفس الجنس، دون أن يصل إلى أي نتيجة إيجابية في تحقيق المناصفة”.

The post تجمع نسائي يطلب نصف مقاعد البرلمان والجماعات للنساء في الانتخابات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

أعلنت شركة ريزر عن إطلاق كاميرا الويب Kiyo Pro الجديدة لعشاق الألعاب بسعر يبلغ 200 دولارا أمريكيا.

وأوضحت الشركة الأمريكية أن كاميرا الويب الجديدة تتيح إمكانية تسجيل مقاطع الفيديو بدقة 4K أو إلغاء قفل الحاسوب عن طريق وظيفة ويندوز Hello.

وتعتمد كاميرا الويب الجديدة على مستشعر سوني CMOS قياس 1/2.8 بوصة، والذي يتم استعماله بالفعل في سلسلة كاميرات المراقبة Starvis، وهو ما يعني أن مستشعر الصورة كبير للغاية بالنسبة لكاميرات الويب ويعمل بدقة الوضوح 1080 بيكسل. وأكدت الشركة الأمريكية أنه يمكن التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو بجودة فائقة في ظل ظروف الإضاءة السيئة.

وتقوم كاميرا الويب Kiyo Pro الجديدة بتسجيل مقاطع الفيديو بسرعة 60 صورة في الثانية بدون تقنية HDR أو بسرعة 30 إطارا في الساعة مع تقنية HDR الفعالة، كما يمكن ضبط مجال رؤية الكاميرا على وضع 103 أو 90 أو 80 درجة، ولكن يحتاج المستخدم إلى برنامج ريزر Synapse للقيام لضبط مجال رؤية الكاميرا.

وتدعم كاميرا الويب Kiyo Pro الجديدة وظيفة إلغاء قفل الحاسوب عن طريق وظيفة ويندوز Hello مع توافر سماعة استريو وخيارات تركيب متنوعة وغطاء للعدسة من زجاج Corning Gorilla Glass 3 وغطاء للحفاظ على الخصوصية مع كابل USB بطول 5ر1 متر.

The post "ريزر" تطلق كاميرا الويب Kiyo Pro الجديدة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

يشهد عالم التجميل في الآونة الأخيرة رواجا كبيرا لمستحضر العناية بالبشرة المعروف باسم “ماء الميسيلار” (Micellar Water). فما هي مزاياه؟

للإجابة عن هذا السؤال، أوضحت بوابة الجمال “هاوت.دي” الألمانية أن ماء الميسيلار” يعد أكثر مستحضرات تنظيف البشرة تطورا حتى الآن؛ حيث إنه يحتوي على جزئيات صغيرة تعرف باسم المُذيلات (micelles)، والتي تخلص البشرة من الأوساخ والشوائب وبقايا المكياج باستخدام قطعة قطن ناعمة ومبللة دون أن تؤثر بالسلب على حاجز الحماية الطبيعي للبشرة.

وأضافت “هاوت.دي” أن ماء الميسيلار يعد مناسبا جدا لإزالة المكياج المقاوم للماء بصفة خاصة، مشيرة إلى أنه يعمل أيضا على تفتيح مسام البشرة، ومن ثم يمكنها امتصاص المواد الفعالة الموجودة في مستحضرات العناية التالية بصورة أفضل.

وأوصت “هاوت.دي” باستخدام مستحضر ماء الميسيلار الخالي من مركبات “بولي إيثيلين جلايكول” المعروفة اختصارا بـ (PEG)، والتي تحوم حولها شبهات بأنها مسرطنة وتُلحق ضررا بالحمض النووي وتسبب العقم.

The post ماذا تعرفين عن ماء الميسيلار؟ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

قال البروفيسور شتيفان أندرياس إن فيروس كورونا “كوفيد 19” المستجد يتخذ مسارا شديدا لدى المدخنين، وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة.

وأوضح طبيب أمراض الباطنة والرئة الألماني أن التدخين يُلحق ضررا بالأهداب الموجودة بالرئة، والتي تعد بمثابة سلة مهملات الرئة؛ حيث إنها تعمل على توجيه المخاط وبقايا البكتيريا لأعلى بحيث يمكن طردها عبر السعال.

كما يتسبب التدخين في حدوث التهابات في المسالك التنفسية، وبالتالي تستقر الفيروسات والبكتيريا فيها بسهولة ويسر.

وتنطبق هذه المخاطر على السجائر الإلكترونية أيضا. ولتجنب هذه المخاط الجسيمة ينبغي الإقلاع عن التدخين، مع اتباع إجراءات الوقاية من الإصابة بفيروس “كوفيد 19” المستجد والمتمثلة في التباعد الاجتماعي وغسل اليدين جيدا بانتظام وارتداء الكمامة.

The post "كورونا" يتخذ مسارا شديدا لدى المدخنين appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

أطلقت شركة “جوكوما” (Gocomma) ساعتها الذكية W5 الجديدة بسعر يبلغ نحو 64 دولارا أمريكيا.

وأوضحت الشركة الصينية أن الساعة الذكية W5 الجديدة تعتمد على مكونات الهواتف الذكية مثل المعالج رباعي النوى A53 ووحدة معالجة الرسوميات Mali-T820.

وتبلغ سعة ذاكرة الوصول العشوائي واحد جيجابايت، ويمكن توسيع الذاكرة الداخلية سعة 8 جيجابايت حتى 32 جيجابايت باستخدام بطاقة microSD.

وتتمتع الشاشة قياس 54ر1 بوصة بدقة وضوح 320 × 320 بكسل. وتدعم الساعة تقنيتي LTE و GPS، بالإضافة إلى WiFi 802.11 a / b / g / n والبلوتوث.

كما تتيح الساعة إمكانية تسجيل المسافة المقطوعة، مع إمكانية عرض عدد الخطوات. وتعتمد الساعة على الإصدار 0ر9 من Android كنظام تشغيل.

The post "جوكوما" تطلق ساعتها الذكية W5 الجديدة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

أوردت مجلة “أوكو تست” أن الأطفال يحتاجون إلى معجون أسنان خاص؛ نظرا لأن أسنانهم لا تحتاج إلى كمية كبيرة من الفلورايد.

وأوضحت المجلة الألمانية أنه ينبغي استخدام معجون أسنان مخصص للأطفال يحتوي على الفلورايد بمقدار 1000 جزء في المليون (ppm).

وأشارت “أوكو تست” إلى أهمية كمية المعجون المستخدمة؛ حيث ينبغي استخدام كمية في حجم حبة الأرز مع الأطفال حتى عمر سنتين، بينما ينبغي استخدام كمية في حجم حبة البازلاء مع الأطفال حتى عمر 6 سنوات.

وفي حال استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، فإنه لا يجوز تقديم المزيد من الفلورايد للأطفال – في صورة أقراص مثلا – إلا بعد استشارة طبيب الأسنان.

The post الأطفال يحتاجون إلى معجون أسنان خاص appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

كشفت شركة سكودا النقاب عن الجيل الرابع من أيقونتها Fabia الصغيرة.

وأوضحت الشركة التشيكية أن السيارة Fabia الجديدة تظهر بطول 11ر4 متر، كما زاد طول قاعدة العجلات بمقدار 9 سم، وهو ما ينعكس بشكل ملحوظ على الرحابة الداخلية وسعة حيز الأمتعة، التي وصلت إلى 380 لترا.

وتعتمد سيارة الجيل الرابع على العديد من التجهيزات الفائقة مثل كشافات ليد ضمن التجهيز القياسي، والمعدات الرقمية، التي تقدم بشكل اختياري، ووسائد هوائية تصل إلى تسع وحدات، مع باقة من الأنظمة المساعدة مثل مساعد أوتوماتيكي للحفاظ على مسافة الأمان وحارة السير.

وعلى صعيد الدفع، تتوفر للسيارة الجديدة مجموعة من المحركات، التي تغطي نطاق قوة يمتد من 48 كيلووات/65 حصان إلى 110 كيلووات/150 حصان. وتنطلق أقوى النسخ بسرعة قصوى 225 كلم/س.

ومن المقرر أن تطرح سكودا سيارتها Fabia الجديدة في الأسواق خلال سبتمبر القادم، غير أنها لم تكشف بعد عن الأسعار.

The post "سكودا" تجدد أيقونتها Fabia الصغيرة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

حاول النقيب الأسبق عبد اللطيف بوعشرين، زهاء ساعتين، إثبات أن موكلته الفنانة دنيا باطما وشقيقتها ابتسام بريئتان من حساب “حمزة مون بيبي”.

وأكد بوعشرين، في ندوة صحافية عقدت مساء الأحد بأحد فنادق الدار البيضاء، أن موكلته دنيا باطما تمت تبرئتها خلال المرحلتين الابتدائية والاستئنافية، واحتفظ بمتابعتها بتهمة السب والقذف.

وعلى شاكلة “مرافعة” مطولة، أعرب بوعشرين عن رفضه تشويه موكلته باطما، التي كانت برفقته، عبر تأكيد عدم تبرئتها رفقة شقيقتها من الحساب المذكور.

ولفت النقيب الأسبق الانتباه إلى أن سبب إدانة موكلته بالحبس، ورفع العقوبة السجنية من ثمانية أشهر إلى عام حبسا يرجع بالأساس إلى متابعتها من لدن الفنانة سعيدة شرف، إلى جانب مصممة معروفة باسم “سلطانة”.

واستغرب بوعشرين من الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بمراكش، على اعتبار أن الهيئة التي كانت تنظر في الملف اعتمدت، وفق تعبيره، على شهادة المسمى “جوا، ق”، علما أن هذا الأخير لم يقدم أي شكاية، ولَم ينتصب طرفا مدنيا، يضيف بوعشرين، مشيرا إلى أن المحكمة اعتمدت شهادة المعني بالأمر، عند حديثه عن أن دنيا باطما رفضت وضع صورة لها رفقة فنانة أخرى أثناء فتحه محلا تجاريا، ليتعرض، وفق المحامي نفسه، لهجوم من قبل حساب “حمزة مون بيبي”.

ورفض بوعشرين، في رده على سؤال جريدة هـسبريس، اعتبار هذه الخرجة الإعلامية محاولة للضغط من أجل تسريع البحث في شكاية تقدم بها حول تسريب الأحكام، واستغلال ذلك في مرحلة الطعن بأعلى محكمة بالمملكة، مشيرا إلى أن هذه الندوة الصحافية هي لقاء يبتغي وموكلته من خلاله توضيح مجريات الملف وبراءتها وشقيقتها من الحساب المذكور، وإبقاء المتابعة في حقهما في المنسوب إليهما من قذف وسب.

وأكد الرئيس السابق لاتحاد المحامين العرب أن “منطوق الحكم ضد باطما تم تسريبه قبل أسبوعين، ولذلك تقدمنا بشكاية”، مضيفا “إن ثبت أن الحكم مسرب، والله على ذمتي ما نتعاتق معاهم، لأن هذا يمس بالعدالة المغربية وحرمة الأحكام التي تصدر باسم جلالة الملك، كما يمس مصداقية العدالة في العالم”، معربا عن أمانيه بتلقي جواب قبل اللجوء إلى مسطرة النقض.

وبخصوص علاقة الفنانة سعيدة شرف بهذه القضية، أوضح المحامي نفسه أن هذه الأخيرة، عكس تصريحاتها، تقدمت بشكاية تتهم فيها دنيا باطما وشقيقتها بالوقوف وراء حساب “حمزة مون بيبي”، مشيرا إلى أنها طالبت بأداء تعويض قدره 50 مليون سنتيم.

واستغرب النقيب الأسبق عدم تعرف الأمن المغربي على صاحب ومسيري حساب “حمزة مون بيبي”، متسائلا “هل تعذر على الأمن المغربي المتقدم والمتمرس، والذي كشف كل شبكات الإجرام من إرهاب ومخدرات، أن يضع يده على هذا الحساب ومدبريه؟ واش ما جاكمش هادشي غريب؟”.

The post بوعشرين: باطما بريئة من "مون بيبي".. ولا تسامح مع "مسربي الأحكام" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

عن دار بلال للطباعة والنشر، صدر مؤخرا ديوان “ما بعد الخربف”، وهو المنجز الشعري الثالث للشاعر المغربي بوجمعة الكريك، بعد ديوان “قراءات في ملامح وجه شاحب” (2014) و”La complainte des Muses” (2017).

يقع ديوان “ما بعد الخريف” في 106 صفحات من الحجم المتوسط ويضم بين طياته خمسين قصيدة نثر تناولت تيمات متعددة ومتنوعة، “منها ما يسائل ذات الشاعر نفسه ومنها ما يخاطب المتلقي في محاولة نبش في أخاديد جروح الوطن والانتماء، في ماهية الموت والحياة وفي كنه الوجود”.

وقد تم تقديم فهرس الديوان في غلاف أنيق من تصميم الشاعر نفسه، “يحيل بسواده إلى حلكة الزمن المعيش وإلى أصول الناظم المتجذرة في أعماق مدينة الفحم، الجوهرة السوداء مدينة جرادة. وأما الشجرة المتوسطة للغلاف بشقها غير المورق وشقها المورق، فهي رمزية للحياة بعد الموت المرتبطة أساسا بعنوان الديوان”.

The post الشاعر الكريك يصدر ديوانا جديدا "ما بعد الخريف" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

يعاني الشعر اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من حيف مركب: في القراءة والتداول؛ بل في التأثر. وهذا يدل على أنه ضيف ثقيل في المؤسسات التربوية ـ التعليمية حيث يتلقى الشعر الكثير من الضربات العمياء والمتعسفة على وجوده الهش والنابض. لهذا، يغلب التساؤل: لماذا يخرج الطلبة من تلك المؤسسات، بدون رسوخ شعري؟ فيتركون الشعر في شعره، وينصرفون للآني واللغط من الكلام المتداول على رتابته دون صور أو خيال. فالجموع بذلك، لا تبتعد عن الواقع قيد أنملة. لأنهم لا يسندوا الخيال، في محاولة نقل الأشياء إلى بناء جديد واحتمال مفتوح. على الرغم من أن الخيال فعالية كامنة في كل ذات. لكنها تقبر في اليومي والسطحي. وحين تكون جموع المدارس بلا شعر، فذاك يعني أن لا شعر في الفضاءات العامة وفي الإطارات المتنوعة. في حين أن الشعر لا يتمثل في المكتوب فقط، بل في ارتعاشات الامتداد، في النظر والتصور. فمتى كان النظر للشيء من زوايا مختلفة، كان الشعر حاضرا وشاهدا بحرقة. وهو ما يؤكد، أن الجموع متواصلة بلا شعر، بدون شعور ولا أفق، دون استعارات موحية. فتسود الرتابة والبرودة. إضافة إلى هذا العامل، هناك معطى آخر يتمثل في الوضع الثقافي العام، في البلدان العربية التي تفتقد إلى استراتيجية حقيقية وواضحة في وضع الخيارات الثقافية في أولوية الاهتمام، من خلال تعميم البنيات الثقافية ونشر القراءة، لجعل الكتاب بأشكاله، يمشي بيننا، في صداقة حياة ووجود. آنذاك يمكن للمجتمع أن يأتي من الثقافة، مشبعا بالشعر والخيال، الشعر لا كشعور وعواطف غافلة؛ بل فاعليات نفسية وفكرية تساهم في التكوين والبناء. أما العامل الثالث، فالمجتمع المدني وبالأخص منه الثقافي يساعد بدوره في هذا التعطيل، لأنه يشتغل دون أرضيات صلبة وبلا أفق. فحقن الإنسان بالشعر، يقتضي الانطلاق من مهد الإنسان إلى اللحد. وليس فقط بالحفاظ على تلك اللقاءات التقليدية، في تنظيم الأمسيات التي يحضرها الشعراء أكثر من الحضور. وفي المقابل يقتضي إيصال الشعر للبيوت بوسائل مختلفة، ولوسائل النقل والتجمعات العامة. لم نعد ـ فيما يبدو لي ـ في حاجة إلى الانشاد ونفخ الأوداج في القراءة، بل إلى إيصال هادئ يجدر المعرفة بالشعر كحطاب له ضوابطه وخصوصيته القولية والرؤيوية. وحين يتحقق شرط التواصل، من خلال تبادل الأفكار، عوض الصراخ، يأتي الحب لسيد الكلام، لأنه خطاب غير مؤدلج، خطاب غير متصالح مع النمط والعالم على شكله المحروس الهيكل والمجال.

غير خاف، أن الشعر الحقيقي، يقيم في شعره. لأنه بلا أحزاب تحرس نسلها السياسي على علاته، بل لا يمكن أن تتحقق دولة شعرية، لأنها قد تفقد الأحادية في النظر والقرار. والغريب، أن الجمعيات الثقافية ومنها بيوت الشعر هنا.. هناك لم تعد عامرة إلا بالأشباه، الساعية إلى تحويل هذه البيوت إلى بيوت مال أو إقامة مغلقة بدون نوافذ. الشيء الذي أدى للاستسهال، والكتابة والنشر بدون ضوابط. فالشعر في إيصاله، في حاجة إلى أياد بيضاء أولا، وإلى شعراء حقيقيين في الإيصال والتداول دون مسبقات وصداقات انتهازية، لا تليق بالشعر الذي لن يتحول إلى مصلحة أو إلى بيت حديدي دون حجر الشعراء.

الشعر في حاجة أيضا إلى إبراز موقعه على الأرض، وفي هذا العالم، من خلال بيانات وتصورات تستحضر دوما كيفية تحرك الشعر على الأرض، وكيفية تفاعله مع الجموع دون نخبوية مدعاة. لهذا ظلت هذه الخانة فارغة في البيانات السابقة المرتبطة بحركات شعرية أو شعراء. ما هي علاقة الشعر بالخطابات الأخرى؟ ما هو موقع الشعر في الواقع وعلاقته بالناس؟ لأن الشاعر يحيا هنا، يبن التناقضات والتراجيديات.

الشعر في حاجة إلى إعلام خاص، عوض دفعه للتدافع وانتظار دوره، في المرور المحتشم؛ بشكل متواز بين النصوص الإبداعية والنظرية. فالحركات الشعرية السابقة كانت تصر على تقديم المفهوم للمادة وطرق الاشتعال عليها. مثلا الحركة الرومانسية التي أشبعت مفهوم الوجدان بتصورات، أغنت بذلك الجوانب الذاتية في الكتابة والحياة. وقد يساعد ذلك القراء على التفاعل مع التجارب الشعرية. أما الآن، فالجموع تكتب دون تصورات لآليات الاشتغال. إنه الاستسهال الذي يكرس الاجترار والتكرار الذي يقتل الإبداع في المهد. فبدون مفهوم، له خلفياته المتمرسة بالشعر كتابة وقراءة، لا يمكن الاستمرار بخطى واثقة إلى الأمام أو السعي إلى تثبيت مشروع إبداعي في الكتابة. أقول دون ذلك، يضيع الشعر، ومفهوم الكتابة، ويسود الخبط بكامل الصور غير الأدبية طبعا.

الشعر قوة، بالمعنى العميق للكلمة، ينبغي التسلح بها، أمام كل البشاعات وأشكال الحروب، من أجل الإنسان أولا وأخيرا. ليت هذا الإنسان يدري، حين يدري.

The post حقنة أخرى appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

كاريكاتير: مبارك بوعلي

The post أسعار البيض والزيت appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

يرتقب أن تنظر محكمة العدل الأوروبية بلوكسمبورغ في الطعن المقدم بخصوص الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والذي كان سببا في حدوث أزمة دبلوماسية بين المملكة وحلفائها الشماليين، امتدت إلى تعليق الاتصالات مع الأوروبيين.

ومن المقرر عقد جلستي استماع، الثلاثاء والأربعاء، أمام الغرفة التاسعة للمحكمة الأوروبية، التي ينبغي أن تنشر موقفها “في غضون أشهر”، وفق ما قال لوكالة “فرانس برس” متحدث باسم هذه المؤسسة التي تتخذ من لوكسمبورغ مقراً لها.

وفي تصريح لهسبريس، قال نوفل البعمري، المحامي والمختص في ملف الصحراء المغربية، إن “القرار الاستئنافي، الصادر عن المحكمة الأوروبية سنة 2018، قضى بعدم شرعية تمثيل البوليساريو للساكنة الصحراوية/ الشعب الصحراوي أمام القضاء الأوروبي لكون البوليساريو تنظيم سياسي وليس كيانا دولتيا معترفا به من طرف الاتحاد الأوروبي”، مذكرا بأن المحكمة الأوروبية الاستئنافية أكدت أن البوليساريو إذا كانت طرفا في النزاع، فهي طرف سياسي في نزاع سياسي داخل الأمم المتحدة.

وفِي هذا الصدد سجل البعمري أن “هذه الوضعية لا تعطي البوليساريو الحق في التقاضى باسم ساكنة المخيمات، لأن الصفة القانونية شرط لقبول النظر في موضوع الدعوى، وهي قاعدة قانونية دولية. وهذه الصفة مُفتقدة في هذا التنظيم. وعليه، لا شرعية قانونية للترافع أمام المحاكم الأوروبية”.

وأضاف أن “البوليساريو تريد الطعن في اتفاقيات تم توقيعها بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ومن الناحية القانونية الصرفة، المغرب ليس عضوا في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لا يمكن النظر في قانونية هذه الاتفاقية من عدمها لأنها تتعلق بدولة لا ينطبق عليها القانون الأوروبي”.

“وحتى لو سلمنا بإمكانية أن تنظر المحاكم الأوربية في هذه الاتفاقيات، فيجب القول إن المغرب عمد أثناء التفاوض، الذي تم من أجل تجديد اتفاقية الصيد البحري والتبادل الفلاحي وغيرها من الاتفاقيات التي تتعلق بالأقاليم الصحراوية الجنوبية، إلى ملاءمتها مع القانون الدولي بشكل عام، والقانون الدولي لحقوق الإنسان”، يقول الباحث في ملف الصحراء. قبل أن يضيف “يجوز للدول التي تدير ولها السيادة السياسية والإدارية على الأقاليم التي لها الوضعية نفسها التي يوجد عليها إقليم الصحراء المغربية، كإقليم غير متمتع بالحكم الذاتي كما تصنفه الأمم المتحدة، إدارة كل ما يتعلق بهذه الأقاليم، بما فيها الجوانب الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “القانون الدولي اشترط أن تتم استفادة ساكنة هذه الأقاليم من هذه الاتفاقيات، وهو ما تم التنصيص عليه بشكل واضح في مختلف الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الاتحاد الأوروبي”.

ويرى البعمري أن التقرير الأوروبي، الذي تم إنجازه في شتنبر 2018، والذي قدم توصية بتجديد الاتفاقيات التي تم توقيعها مع المغرب، خلص إلى كون المملكة احترمت مختلف التزاماتها تجاه الساكنة المحلية، التي استفادت من عائدات المنطقة. وأضاف “أكثر من ذلك. المغرب ضخ أموالا كبيرة في استثمارات حقيقية قام بها في المنطقة، أعادت تأهيل البنية التحتية لهذه الأقاليم ككل على مستوى الطريق السيار وتثنيته، زيادة على الوحدات الإنتاجية الكبيرة التي تم إنشاؤها، والإعلان عنها. أضف إليها وحدات سكنية ضخمة في مختلف الأقاليم الجنوبية الصحراوية، بما فيها المحاذية للكركرات، وكذا ميناء الداخلة، الذي سيُحول الداخلة إلى تمركز دولي للتجارة الدولية، إضافة إلى المستشفى الجامعي بالعيون، وكلية الطب، ومدينة المهن والكفاءات، وغيرها من الاستثمارات الكبيرة، التي تعزز المركز القانوني للمغرب تجاه الاتحاد الأوروبي وشركائه، وتضفي شرعية اقتصادية وقانونية وسياسية على مختلف الاتفاقيات التي يبرمها، ليس فقط مع الاتحاد الأوروبي، بل مع روسيا والصين و الولايات المتحدة الأمريكية”.

وختم المتحدث ذاته مؤكدا أن الدعاوى، خاصة الدعوى الحالية التي تم إدراجها يوم 2 مارس المقبل، لن تكون لها أي قيمة قانونية ولا انعكاس سياسي، مبررا ذلك بكون “الاجتهاد الأوروبي في هذا المجال واضح، كما أن الواقع والممارسة العملية للمغرب في المنطقة زكت موقعه الاقتصادي والسياسي تجاهها وتجاه شركائه”.

The post غياب الشرعية القانونية يلاحق جبهة البوليساريو أمام المحاكم الأوروبية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

قال حميد هيمة، أستاذ الثانوي التأهيلي ونائب رئيس “جمعية أساتذة الاجتماعيات” بسيدي سليمان، إن تموقع الخطاب المدرسي من المواقف من خطاب 16 ماي 1930، المعروف بالظهير البربري، “لا يزال، للأسف، وفيا للقراءة الذاكرية، وما تنطوي عليه من مواقف اختزالية للهوية الوطنية الغنية”.

جاء هذا في الحلقة الرابعة من برنامج “مناهل التاريخ”، الذي تنظمه جمعية “البحث التاريخي”، بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، حول موضوع “التاريخ المدرسي والتاريخ العالِم”، بتنسيق الأستاذين عبد العزيز الطاهري ونعيمة الحضري.

ويرى هيمة أن في الكتاب المدرسي التاريخي المغربي “إعادة اجترار منظور السرد الذاكري لأحداث ظهير 16 ماي”، وعدم استيعاب، من الناحية المعرفية، “استنتاجات القراءات التاريخية التركيبية للمؤسسات الرسمية”، وهو ما “يضمن من الجانب الثقافي استدامة منظور أحادي للهوية الوطنية، ويعيد، من الناحية التربوية، إنتاج المنظور الموروث عن البرامج الدراسية السابقة، التي باتت خارج السياق السياسي والدستوري في المغرب”.

وأضاف هيمة أن في الكتاب المدرسي التاريخي استمرارا لـ”فاعلية التملك الإقصائي للوطنية، الموروثة عن مرحلة الصراع السياسي”، مشيرا إلى أن هذا الكتاب خصص عددا محدودا من الصور لقادة الأحزاب الوطنية، اقتصرت غالبا على شخصيات وطنية من المنطقة السلطانية، ومحسوبة على حزب بعينه، فيما تم تغييب صور قادة الحركة الفدائية وجيش التحرير، وتضمين 28 صورة للسلطان محمد بن يوسف.

كما استحضر أستاذ مادة الاجتماعيات عدم حضور مبادرات ووثائق المطالبة بالاستقلال، إلا واحدة، في الكتاب المدرسي، وتغييب المكون اليهودي، رغم مشاركته في حركة التحرر الوطنية، وفي الحركة النقابية والحركة التحريرية في الريف وفي الحزب الشيوعي المغربي، إضافة إلى كون خطاب المقاومة “خطابا ذكوريا”، رغم مشاركة مغربيات في الحركة الفدائية والنضال السياسي الوطني.

كما سجل المتحدث ذاته “إقصاء الحركة النقابية” من التأليف المدرسي، على خلاف التأليف المدرسي التونسي، وإقصاء “الهامش” أيضا، رغم استقاء تصورات الخطاب المدرسي من التاريخ الجديد، الذي يدعو إلى دمقرطة التاريخ بإعادة الاعتبار لمختلف الفئات الاجتماعية؛ وهو ما دفعه إلى التشديد على “ضرورة انفتاح التاريخ المدرسي على مكتسبات التاريخ الجهوي، لتجاوز النزعة المركزية للذاكرة الوطنية، وإعطاء معنى للتعلمات المبنية في الفصل”.

وعقب شكير عكي، أستاذ ديداكتيك التاريخ، على عرض حميد هيمة، قائلا إن الكتابة التاريخية المدرسية “تتجاذبها مطالب إبستمولوجية، ومطالب سوسيوسياسية وثقافية، ومطالب إيديولوجية، ثم مطالب سيكوبيداغوجية لأننا أمام متعلمين”، مضيفا أن هناك “إكراهات وإرغامات في التعليم المدرسي لا يعرفها الكثيرون، فينتظرون من المنتوج المدرسي أن يلبي كل طلباتهم، بينما هو ليس وعاء تصب فيه جميع الطلبات، بل هناك مدرس ومتعلم ووسائل إعلام (…) ومجال المعركة هو تعايش التيارات داخل الفصل عن طريق المدرس للحفاظ على التوازن”.

بدوره، أقر مصطفى حسني إدريسي، أستاذ الديداكتيك، بوجود “التهميش في الكتاب المدرسي”. قبل أن يستطرد متسائلا “لكن أليس هذا التهميش موجودا في التاريخ الأكاديمي فيما يتعلق بيهود المغرب والمرأة؟”، على سبيل المثال لا الحصر.

وأضاف أستاذ الديداكتيك أنه سبق له أن اشتغل على مقال مع الأكاديمي عبد العزيز الطاهري حول “الظهير البربري”، ولاحظا أن “خطاب التاريخ المدرسي يقترب جدا في خطابه من الخطاب التاريخي، ويقترب الخطاب التاريخي من خطاب الحركة الوطنية”، قبل أن يزيد “هناك أحيانا في خطاب الحركة الأمازيغية تعابير فيها نوع من التشدد، وتُعَارِض ما يوجد في التاريخ الأكاديمي”.

وفي الجلسة ذاتها، قال مسيرها مصطفى حسني إدريسي، أستاذ ديداكتيك التاريخ بكلية علوم التربية- جامعة محمد الخامس بالرباط إن بإمكان التاريخ العالم “توفير طريقة للتفكير في تجديد مفهوم تدريس التاريخ، بعيدا عن سؤال دمج المواضيع والمعرفة الجديد”. وأضاف “هنا يمكن تجاوز التعارض العقيم بين المقاربة المعرفية والمقاربة الديداكتيكية بالتفكير المشترك بين ديداكتيك التاريخ وعمل المؤرخ لوضع مسألة بناء المعرفة التاريخية وتعلم البحث التاريخي كأفق عمل مشترك”.

هذا العمل المشترك يقتضي، وفق المتحدث ذاته، “الوعي بأن تدريس التاريخ بالمغرب انتقل من تصور كان محوره الهوية والقيم الوطنية والدينية إلى تصور آخر يركز أكثر على تكوين مواطن مستنير يُقبل على الفكر أكثر من الحفظ والاستظهار، وهو تصور يجب أن يصير واقعا في المدرسة المغربية، كما يجب العمل على أن تكون الغلبة في الجامعة المغربية لبناء المعرفة التاريخية على تلقينها، فطلبة اليوم أساتذة الغد، وتكوين مواطن مستنير ذي فكر مستقل يقتضي تعويض ديداكتيك المضمون بديداكتيك الفكر التاريخي، وبدلا من تفسير شيء للتلميذ والطالب فلنضعه في وضعية يفسر بها شيئا بنفسه لنفسه”.

من جهتها، قالت لطيفة الكندوز، رئيسة “الجمعية المغربية للبحث التاريخي”، إن دراسة الصلة بين التاريخ العالِم، وهو التاريخ الجامعي، والتاريخ المدرسي، “من الإشكاليات التي لا تزال مطروحة على البحث التاريخي والبيداغوجي والديداكتيكي”، عكس ما كان سائدا في التعليم المغربي قبل الإصلاح الذي انطلق في بداية هذا القرن، حيث “لَم يكن يتم الفصل بين هذين التاريخين”، تضيف الكندوز، قبل أن تعرّج في مداخلتها على اختلاف التاريخ المدرسي عن التاريخ العالم أو الجامعي، لكونه “مادة دراسية موجهة إلى فئة المتعلمين في سلكي التعليم المدرسي الابتدائي والثانوي، تستهدف المساهمة في التكوين التربوي والمعرفي والمنهجي للمتعلمين، وتنمية ذكائهم الاجتماعي وحسهم النقدي، وتزويدهم بالأدوات والكفايات المعرفية والمنهجية لوعي أهمية دراسة التاريخ وفهمه”. وأضافت موضحة “لا ينتج التاريخ المدرسي المعرفة التاريخية، بل هو ناقل لها (…) يشكل التاريخ العالِم المرجعية التاريخية التي يعتمد عليها التاريخ المدرسي، غير أنه يرمي إلى تبسيطها وتحليلها لجعلها في متناول الفئة العمرية المستهدفة”.

فيما أوضح محمد صهود، أستاذ ديداكتيك التاريخ بكلية علوم التربية- جامعة محمد الخامس بالرباط، أن التاريخين المدرسي والعالم يكادان ينتميان إلى براديغمَين، لكل منهما شروطه في بناء المعرفة ونقلها، لكنهما يلتقيان ولهما علاقة. وأضاف شارحا أن التاريخ العالم هو معرفة من المعارف الإنسانية، وعلاقته بالتاريخ المدرسي في غائيته، فالأول يتغير بالبحث، ويبحث عن حقيقة ما، ويحاول التموقع بالنسبة للذاكرة الجماعية، فيما غائية التاريخ المدرسي هي وظائف فكرية بتعليم المتعلم نهجا تاريخيا، ومجتمعية بربطه بمجتمعه وقيمه وثقافته، ودوره في المواطنة.

وأبرز أستاذ ديداكتيك التاريخ أن التاريخين معا “ينتميان إلى براديغم تحكمه غايات ومسارات منهجية وطبيعة خاصة للمعرفة، لكن عملية النقل الديداكتيكي تأتي لتحافظ على بنية التاريخ العالم”.

أما شكير عكي، أستاذ ديداكتيك التاريخ بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، فأوضح أن المعرفة التاريخية المدرسية “صيغة مبسطة ومكيفة مع شروط متعددة”، مضيفا “لا نسطح المعرفة العلمية في المدرسة، بل نتعاطى مع أحداث ومفاهيم تاريخية، وطريقة في التفكير والبرهنة، وتساؤلات وإشكالات مبسطة، دون أن تكون معرفة ناقلة، بل معرفة علمية مكيفة”، لها شروط ونصوص رسمية، وإرغامات مؤسسية، وثقل الامتحانات، وإكراهات تتعلق بتمثلات المدرس لمهنته.

وأكد المتحدث ذاته أنه “لا يمكن الحديث عن تراتبية بين المعرفتين”، مشيرا إلى أن “المعرفة المدرسية تبسيط وإعادة بناء للمعرفة العلمية لأهداف وغايات أخرى، وبالتالي مرجعيات المعرفة المدرسية هي المعرفة العلمية، ثم المتطلبات المؤسساتية”.

بدوره، تحدث محمد زرنين، أستاذ علم الاجتماع بمركز التوجيه والتخطيط التربوي، عن العلاقة بين التاريخين المدرسي والعالم، قائلا إنها جزء من “إشكالية كبرى” هي علاقة المعرفة الأكاديمية بالمعرفة المدرسية، علما أن “المعرفة التاريخية المدرسية نتاج لنظام معرفة وسلطة، ونتيجة سيرورات وتحكيمات وميزان قوى”.

وأضاف أن “المعرفة التاريخية المدرسية معرفة أكاديمية”، وأن المدارس تقدم “معارف أكاديمية محوَّلة ديداكتيكيا ومؤطرة منهاجيا، دون أن يكون هناك غياب للمعرفة الأكاديمية فيها”.

وقدم زرنين مفاتيح من أجل فهم العلاقة بين المعرفة الأكاديمية والمعرفة المدرسية، قائلا إن “المعرفة الأكاديمية لا تمر بسهولة إلى عالم البرامج”، بل إن المنهاج “محكوم بالسلطة التنفيذية، التي تجسد ميزان توازن القوى الاجتماعي، ومستوى النقاش العام السياسي والمجتمعي، والنقاش التشريعي عبر ممثلي الأمة”. قبل أن يؤكد في ختام كلمته على أن “التاريخ المدرسي مبني وليس سهلا”.

The post مقررات التاريخ المدرسي تقدم قراءة اختزالية للذاكرة الجماعية للمغاربة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

قال محمد عامر، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى بلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، الجمعة، إن الكفاءات المغربية في الخارج ينبغي أن تساهم في الدينامية الجديدة التي أحدثها الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على صحرائها، داعيا إلى الاشتغال يدا في يد مع المجتمع المدني وجميع الفاعلين والكفاءات في الخارج، الذين بوسعهم عرض هذا الملف لدى الأوساط السياسية وصناع القرار.

وأضاف عامر، خلال نقاش افتراضي على الموقع التلفزيوني “الجسر أنفو”، نشطه الصحافي مصطفى الأبيض مع فاعلين بالجالية المغربية المقيمة في بلجيكا، أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء “يندرج في سياق صيرورة منطقية، على اعتبار أن الإدارة الأمريكية، سواء أكانت ديمقراطية أو جمهورية، لطالما اعتبرت أن مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية المقدم من طرف المغرب يشكل مشروعا جادا وذا مصداقية، بوسعه أن يشكل إطارا لتسوية هذا النزاع الإقليمي المصطنع”.

وتابع السفير المغربي، في هذا الصدد، أن القرار الأمريكي ولد ردود فعل إيجابية وأحدث آفاقا واعدة من أجل تسوية نزاع يدوم منذ 45 عاما، مذكرا بأن 40 دولة شاركت في المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي نظم افتراضيا الشهر الماضي بدعوة من المملكة والولايات المتحدة.

وأشاد المتحدث بافتتاح قنصليات لمختلف البلدان الشقيقة والصديقة في الأقاليم الجنوبية، الذي يأتي، بحسبه، من أجل تعزيز دعم مغربية الصحراء ويشكل اعترافا بشرعية مطالب المملكة في ما يخص وحدتها الترابية، موردا أن الاعتراف الأمريكي يعد “نتيجة لعمل دؤوب وتتويجا لجهود الدبلوماسية المغربية خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، مسجلا أن هذا القرار ينبغي أن يسائل أوروبا في المقام الأول، القارة الأكثر قربا من المنطقة المغاربية والأكثر تأثرا بهذا النزاع الإقليمي.

وشدد الدبلوماسي المغربي على أنه “من مصلحة الاتحاد الأوروبي أن تكون المنطقة المغاربية موحدة ومتضامنة، وأن تشكل شريكا حقيقيا في مواجهة الرهانات المتعددة المرتبطة بالأمن، التهديدات الإرهابية والهجرة غير الشرعية، وهي الآفات التي تتهدد أوروبا”، موضحا أن أوروبا مدعوة إلى الخروج من “الحياد السلبي”، وأن تلتزم بشكل أكبر من أجل الدفع بتسوية هذا النزاع الذي عمر طويلا.

وفي ما يتعلق بإعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، ذكر عامر بأن الدستور المغربي هو الوحيد في العالم الذي أدرج الرافد العبري كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، مؤكدا على التشبث القوي لليهود المغاربة، حيثما وجدوا، بالوطن الأم، مبرزا في الآن ذاته جهود المغرب “من أجل الحفاظ على الموروث اليهودي-المغربي، من خلال جهود إعادة ترميم المتاحف، ودور العبادة والأضرحة”.

كما أكد عامر أن المغرب لطالما شجع مبادرات التقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما فتئ يجدد التزامه من أجل تسوية القضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وفي إطار حل الدولتين، مشددا على أن “منطق القطيعة لا يخدم السلام، والوقت حان لكي يعمل المجتمع الدولي من أجل الدفع بالملف وتمكينه من إيجاد مخرج سلمي”.

وأضاف أن المغرب أكد أنه “سيسخر جميع إمكانياته من أجل استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإقرار السلم في الشرق الأوسط”.

The post عامر يحث على دبلوماسية الكفاءات المغربية بالخارج appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

لم يعد ولوج المرأة المغربية إلى سوق الشغل واشتغالها بجانب الرجل في مختلف المجالات يثير الاستغراب أو الدهشة، بعدما أثبتت النساء، منذ سنوات خلت، قدراتهن على تقلد مختلف المناصب عن جدارة واستحقاق، والقيام بجميع المهام المنوطة بهن بالكفاءة المطلوبة، دون استثناء الأشغال التي كانت إلى وقت قريب حكرا على العنصر الذكوري لأسباب عديدة.

آليات ضخمة بين أياد ناعمة

ومن بين تجليات وصول المرأة المغربية إلى القطاعات التي كانت ذكورية بامتياز تمكُّن مجموعة منهن، في السنوات الأخيرة، من مزاولة المهن والحرف وتحمل المسؤوليات في جميع الميادين والقطاعات؛ من بينها سياقة وسائل النقل العمومي بمختلف أصنافها البرية والبحرية والجوية بما يتطلب ذلك من معارف ومهارات وشجاعة، قبل أن تصل يد المرأة إلى مقود آليات توصف بالعملاقة.

الحديث هنا عن ثلاث فتيات يشتغلن في شركة للمناولة بأحد أوراش المجمع الشريف للفوسفاط بضواحي مدينة خريبكة، حيث استطعن في ظرف وجيز التدرب والتأقلم ثم النجاح في تطويع آليات كبيرة بين أيديهن الناعمة، وتحريك شاحنات ضخمة بانسيابية تامة وسط جبال الفوسفاط، من أجل نقل الذهب الأبيض من أماكن الاستخراج إلى مواضع التخزين والمعالجة.

مسافة الميل تبدأ بخطوة

ضخامة العجلات التي يتجاوز قطر الواحدة منها ثلاثة أمتار وستين سنتيمترا، وعلو مقصورة القيادة التي يصل ارتفاعها أحيانا إلى ستة أمتار، وثقل حمولة الفوسفاط التي تصل إلى مائتين وأربعين طنا في الشحنة الواحدة، كلها صعوبات انكسرت أمام إصرار الشابات الثلاث على تأكيد قدرتهن على تحمل المسؤولية مهما بلغت شدتها وتشابكت متطلباتها وتعددت عوائقها.

ضحى سلامي، واحدة من الفتيات الثلاث اللواتي يعملن مع شركة Procan للمناولة، قالت إن أولى خطوة قامت بها في مسارها المهني تمثلت في التفاعل مع إعلان نشرته الشركة للبحث عن عاملات، حيث تواصلت مع الشركة خلال فترة الحجر الصحي الذي فرض قبل أشهر بسبب انتشار فيروس “كورونا”، لتجد مشوارها في المقابلة والتدريب والتكوين، دون إخفاء الخوف الذي انتابها وهي ترى أمامها شاحنات كبيرة ستصبح في يوم من الأيام سائقة لها.

التتبع والمواكبة والتحدي

ضحى كشفت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التفكير في التراجع والانسحاب من هذا التحدي الجديد رافقها خلال المراحل الأولى؛ لكنها تمكنت بفضل التكوين النظري والتطبيقي ومساعدة مسؤولي الشركة وباقي العاملين بها من التغلب على ذلك الخوف شيئا فشيئا، إلى أن اكتشفت بأن سياقة الشاحنات الكبيرة لا تتطلب سوى التركيز وتتبع التعليمات وأخذ الأمور على محمل الجد.

وأكدت المتحدثة ذاتها أنها استطاعت، رفقة زميلتيْها، الاندماج في العمل والتأقلم مع الأجواء الجديدة بفضل المواكبة والتتبع الدائمين من طرف المسؤولين وباقي الزملاء، مشددة على أنها سعيدة لأنها لم تنسحب في وقت سابق، ولم تفوت على نفسها فرصة إبراز قدرتها بسياقة آليات كبيرة مخصصة لنقل المعادن.

تشجّعن لتبقى “المغربية” في المقدمة

وعن الفتيات اللواتي ما زلن متخوفات من مواجهة هذا النوع من التحديات، قالت ضحى سلامي: “بعد هذه التجربة، يمكن القول بأن لا شيء مستحيل في هذه الحياة، وما دام الإصرار والعزم حاضريْن يمكن للمرأة الوصول إلى أي منصب شاءت”، خاتمة تصريحها بتوجيه نصيحة إلى جميع المغربيات بالقول: “تشجّعن، وستبقى المرأة المغربية دائما في المقدمة”.

مسؤولون بشركة “بروكان” للمناولة أكدوا، في تصريحات لجريدة هسبريس، أن الشركة أخذت على عاتقها مسؤولية إشراك العنصر النسوي في مختلف المهام التي تقوم بها بمناجم المجمع الشريف للفوسفاط بمنطقة “لمرح لحرش”، وعلى رأسها قيادة الآليات الضخمة التي تؤمن عملية نقل الأطنان من مادة الفوسفاط بين أماكن الاستخراج والتخزين، بدءا بتدريب وتأهيل 3 فتيات.

إستراتيجية بعيدة المدى

وأفاد القائمون على تسيير شؤون الشركة بأن الفتيات خضعن لتكوينات نظرية وتطبيقية امتدت لحوالي أربعة أشهر، وشملت مختلف الجوانب التي ينبغي على سائقي الآليات معرفتها؛ خاصة ما يرتبط بالمخاطر المحتملة، واحترام شروط السلامة، ومعايير القيادة الصحيحة، وكيفية التعامل مع مختلف الأعطاب التي تشهدها الآليات، وكذا التواصل الفعال مع الفرق المشتغلة في المنجم.

ويأتي ضمن إستراتيجية شركة “بروكان” للمناولة، التي تتوفر على معدات ضخمة وآليات متطورة لنقل الفوسفاط، الرفع من عدد العنصر النسوي ضمن مواردها البشرية، في أفق الوصول إلى 35 في المائة من النساء من المجموع العام للعاملين في مصالحها مع نهاية السنة الجارية، وفق مسؤولي الشركة سالفة الذكر الذين نوهوا في الوقت ذاته بحرص مسؤولي المجمع الشريف للفوسفاط على تسهيل وتشجيع ولوج المرأة إلى المنجم.

The post أيادٍ ناعمة تقود آليات ضخمة لنقل الفوسفاط وسط أوراش مناجم خريبكة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

عن الكاتب

لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق، إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد، النص لن يبدو مقسما ولا يحوي أخطاء لغوية، مولد النص العربى مفيد لمصممي المواقع على وجه الخصوص، حيث يحتاج العميل فى كثير من الأحيان أن يطلع على صورة حقيقية لتصميم الموقع.

إعلان