يسود قلق كبير في أوساط العشرات من الأسر الكائنة في بعض الدواوير التابعة لإقليم أزيلال بسبب “أزمة العطش” وبُعد ينابيع المياه، وتعثر بعض المشاريع المائية المنجزة في هذا الإطار، ما جعل فعاليات مدنية تتدخل لحث المسؤولين على التفاعل مع نداءات المتضررين.
دوار “تمدنا”، الواقع في النفوذ الترابي لجماعة آيت عباس بإقليم أزيلال، واحد من القرى الجبلية النائية التي تشكو ساكنتها من بُعد ثقب مائي، وقلة الماء به، ومما وُصف بأنه “تأخر في استكمال تجهيزات خزان مائي كان سيزود المنطقة بالماء الشروب”.
محمد بوزيد، فاعل جمعوي بالمنطقة، قال في تصريح لهسبريس إن “ساكنة الدوار لم تذق طعم العيد، إذ في وقت كانت الأسر المغربية تنتشي بأجواء هذه المناسبة الدينية كان أهالي الدوار يبحثون عن جرعة ماء من ثقب مائي يبعد بحوالي ستة كيلومترات”.
وذكر الناشط الجمعوي ذاته أن أطفال الدوار، وفي ظل هذه الأزمة الحادة في الماء، باتوا محرومين من كل الحقوق، بما فيها الدراسة والترفيه، مشيرا إلى أن حياتهم تنحصر في قضاء اليوم كله في رحلة البحث عن هذه المادة الحيوية.
ومما يزيد الطينة بلة، يقول المتحدث، “بعد الثقب المائي عن الدوار وقلة صبيبه، وتواجده في مكان يتطلب أزيد من ثلاث ساعات من التنقل على الدواب في مسلك صعب، ما يقتضي من الأفراد المكلفين بهذه المحنة الاستيقاظ في غلس الليل لبلوغ المكان”.
وكشف الناشط المدني ذاته أن “ما يزيد من حجم معاناة الساكنة حاجتها أيضا إلى مياه الغسيل وسقي المواشي، ناهيك عن باقي الاستعمالات التي لم يعد الأهالي يفكرون فيها جراء الأزمة الحادة في الماء بالدوار”، مضيفا أن “وعورة التضاريس تُصعب من إمكانية استغلال مياه وادي الأخضر الذي يخترق المنطقة”.
من جهته، قال مطهر محماد، من دوار “تمدّنا”: “نقطع حوالي ستة كيلومترات، والبعض من أولادنا يبيتون بالقرب من الثقب المائي من أجل ‘النوبة’، ومنهم من ينام فوق البهيمة أو وسط الطريق”، خاتما: “آحنا مكرفصين بزاف وأولادنا ضاعو ومتيقراوش.. رجاؤنا في الملك وفي العامل من بعد الله تعالى”.
كما أشار متحدثون لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن المجلس الجماعي والسلطات سبق أن أحدثت خزانا مائيا ومدت العشرات من القنوات المائية بالمنطقة، إلا أن ذلك لم يكتمل بعد لأسباب غير معروفة، مؤكدين أن حجم المعاناة مع الماء يقتضي الإسراع في إنهاء ما تم إنجازه، وربط كل الكوانين بالشبكة أو على الأقل وضع سقايات بقلب الدوار.
ورصد المصرحون لهسبريس عدة نقائص تنموية تهم خاصة قطاعي الصحة والتعليم، مشيرين إلى أن ساكنة “تمدنا” لم تستفد من مشاريع تنموية حقيقية، اللهم مسلك وحيد تم إنجازه في إطار المبادة الوطنية للتنمية البشرية، وبات اليوم- حسبهم- صعبا على الدواب، فما بالك العربات.
وفي معرض تعليقه على أزمة الماء بالدوار المذكور، أوضح رئيس جماعة آيت عباس الترابية، محمد أزهار، أن المجلس الجماعي يقوم بتنسيق مع السلطات الإقليمية بجهود “مهمة” في هذا الإطار، من أجل تحقيق تغطية شاملة بالماء الشروب، خاصة في الدواوير المتضررة، مشيرا إلى أنه “من غير الصائب الحديث في الوقت الراهن عن أزمة حادة في الماء، خاصة بجماعة آيت عباس”.
وبخصوص أزمة الماء في دوار “تمدنا”، قال الرئيس ذاته: “لقد تم إنجاز خزان مائي بكل مقوماته لربط الكوانين بالماء الشروب”، مبرزا أن المشكل الحقيقي يتعلق بتدبير هذا القطاع من طرف الجمعيات، وليس بتأخر المشروع أو فشله.
وتعهد الرئيس أزهار بتزويد الساكنة بكل ما يلزم من قنوات الربط بالماء الشروب ابتداء من الأسبوع المقبل، شريطة أن يجد محاورا جديا، مضيفا أن موضوع الماء بالمنطقة تحكمه بعض الصراعات المحلية، ولا علاقة له بما اعتبر تدبيرا متعثرا للمجلس الجماعي.
The post قرية "تمدّنا" تشتكي العطش والعزلة في انتظار خزان مائي بإقليم أزيلال appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق