قال الشيخ سعيد بن محمد البرعمي، سفير سلطنة عمان لدى المغرب، إن بلاده أكدت دائما على وحدة تراب المملكة المغربية، مبرزا أن موقف مسقط من قضية الصحراء المغربية ثابت ولم يتغير، كما هو ثابت ومثبت، وفق تعبيره، في مختلف الوثائق والمحاضر، منذ مشاركة السلطنة في المسيرة الخضراء سنة 1975.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها السفير العماني، الخميس، بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، في موضوع “السياسية الخارجية لسلطنة عمان”؛ وذلك في إطار الأنشطة التي ينظمها منتدى الجامعة الدبلوماسي عن الموسم الثقافي لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس لعام 2021/2022.
وأكد الشيخ سعيد بن محمد البرعمي، في معرض حديثه عن العلاقات العمانية المغربية، أن “العلاقات بين البلدين قوية وكانت دائما متميزة وخالية من أي مشاكل”، مضيفا أنه “فضلا عن التنسيق والتعاون الدائم في الجوانب السياسية، فإن الطرفين في سعي متواصل إلى تطوير العلاقات الاقتصادية”.
وأوضح السفير العماني، في هذا الصدد، أن “حجم التبادل التجاري بين السلطنة والمملكة في تزايد عاما بعد عام”، موردا أنه “يتم باستمرار العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات من خلال اللجنة العمانية المغربية المشتركة التي يرأسها وزيرا خارجية البلدين”.
وفي معرض حديثه عن الخلفية التاريخية للسياسية الخارجية العمانية، أوضح السفير أن “الدبلوماسية العمانية قديمة وعريقة عراقة سلطنة عمان وتاريخها وحضارتها”، مشيرا إلى أن بلاده “كانت سباقة، من بين دول المنطقة، إلى إقامة علاقات وصلات مع محيطها العربي والإقليمي والدولي”.
وأشار الشيخ سعيد بن محمد البرعمي إلى أن السلطنة، شانها كبقية الدول، “جزء من العالم تؤثر وتتأثر بما يجري فيه من أحداث”، مبرزا أنه، “من خلال عضوية السلطنة في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، تسعى الدبلوماسية العمانية إلى تطبيق القانون الدولي والالتزام به، وحل كافة المشاكل التي يواجهها العالم بالطرق السلمية وبالحكمة والروية”.
وتابع ممثل مسقط بالرباط، عند حديثه عن السياسة الخارجية لبلاده، بأن “سلطنة عمان تعد من الدول القلائل التي لا توجد لها خلافات مع أي دولة في العالم”، مشيرا إلى أن “الدبلوماسية العمانية تحظى بالاحترام والتقدير في مختلف المحافل الإقليمية والدولية”.
وعند حديثه عن المرتكزات الأساسية للسياسة الخارجية العمانية، أوضح الشيخ سعيد بن محمد البرعمي أنها “ترتكز على المحافظة على الاستقلال والسيادة وصون كيان الدولة وأمنها واستقرارها، والدفاع عنها ضد كل عدوان، وتوثيق عرى التعاون والصداقة مع جميع الدول والشعوب، على أساس من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومراعاة المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية وقواعد القانون الدولي المعترف بها”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “الدولة العمانية لها خبرة سياسية ودبلوماسية متراكمة”، مبرزا أن “السلطنة تفطنت إلى إقامة علاقات مبكرة مع الدول الكبرى في العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا”، ومشيرا، في هذا السياق، إلى أنه “إذا كان المغرب يعد أول دولة عربية تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية فإن عمان تعتبر ربما أول دولة عربية تبعث سفيرا لها إليها”.
ولدى توقفه عند علاقة السلطنة بمجلس التعاون الخليجي، قال السفير العماني لدى المغرب إن بلاده “تعد من مؤسسي هذه المنظمة الإقليمية”، مشيرا إلى أن “سلطنة عمان حريصة على إقامة أفضل تعاون مع الدول الأعضاء في المجلس”، الذي قال إنه حقق مكاسب كبيرة.
وبالنسبة لعلاقة بلاده مع باقي دول العالم العربي، قال السفير العماني إن السلطنة “تجمعها أفضل العلاقات مع جميع الدول العربية”، مبرزا أنها “تربطها بهاته الدول ما يقارب 30 اتفاقية في إطار جامعة الدول العربية”.
ولدى تطرقه للبعد الإقليمي للسياسة الخارجية العمانية، أشار الدبلوماسي العماني إلى أن بلاده “مهتمة كثيرا بمحيطها وعلاقتها مع دول الجوار بمنطقة المحيط الهندي”، موردا أن السلطنة من المبادرين لتأسيس رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي، “التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية والتبادل العلمي والتكنولوجي؛ فضلا عن التعاون والتنسيق في مختلف المجالات في المحافل الدولية”.
إلى ذلك، قالت لويزة بولبرس، مديرة منتدى الجامعة الدبلوماسي، في تصريح لهسبريس، إن المنتدى “دأب على الانفتاح على الجسم الدبلوماسي بالمغرب”، مشيرة إلى أنه استضاف، منذ سنة 2009، عدة فعاليات وسفراء دول عربية وصديقة، وموضحة أنه “بالموازاة مع هذه التظاهرات الفكرية والثقافية يتم التوقيع على اتفاقيات مع المؤسسات التي ينتمي إليها ضيوف المنتدى”.
وأكدت بولبرس أن “استضافة الدكتور الشيخ سعيد بن محمد البرعمي، سفير سلطنة عمان لدى المغرب، الذي تم بالمناسبة إهدائه درع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، شكلت مناسبة لتسليط الضوء على العلاقات المغربية العمانية، وفرصة للوقوف على تجربة السياسة الخارجية لسلطنة عمان المتوازنة والداعية دائما إلى لم الشمل العربي”.
The post سفير عُمان: موقف السلطنة من مغربية الصحراء ثابت منذ المسيرة الخضراء appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق