“أَكشوَنَةُ” المجتمع ..حينما يُستدرج المغاربة الى حقل “التفاهة”

أضحى للتفاهة حضور مهم في مجتمعاتنا – عن المجتمع المغربي اتحدث- نتيجة التحولات التكنولوجية الكونية وتبدلات حقل التواصل وواقع القيم والعلاقات التي اصبحت تفرض إيقاعاتها وبديهياتها على المغاربة كما في كل بقاع الدنيا،  ماجعل الظاهرة – التفاهة- حتمية استسلم لها العقل المغربي وتكيف معها وكأنه قدر لا مفر منه ، فمن المسؤول ؟

ربما أضحى من الضروري وبما لايقبل المزايدات الاعتراف باكتساح “التفاهة” جل مناحي الحياة من خلال التدني الملحوظ عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاذاعات الخاصة والصحف المكتوبة ، اذا امعنا النظر في المواضيع المتناولة ولغة الكتابة والحديث التي تنهل من حقل “التفاهة” والغاية طبعا تمرير وتعميم رسائل وافكار ومواقف وتصورات تسائلنا كمجتمع وكبلد وكحكومة – ان لم نقل ان الداء (التفاهة) عم ايضا حقل السياسية – والنماذج في ذلك عديدة و”مؤلمة “.

الواضح اليوم أن حقل التفاهة بدأ يتسع وبطرق ووسائل ما يتم استدراج المغاربة اليها لمتابعة تفاصيل مواضيع تافهة لاتشكل اية افادة بالنسبة للمغاربة لاحاضرا ولامستقبلا والحجة في ذلك أنه بمجرد ما أن تخلق “تفاهة” جديدة “البوز” يتم تجاهل الأولى وهنا نصير أمام تنافس شرس بين منصات الفضاء الازرق والاعلام الالكتروني لجر الراي العام بكل الاغراءات الممكنة من اجل الاهتمام بها – أي التفاهات” والتيه في عبثيتها ، والنماذج في ذلك كثيرة بداية من “بات بات مك وصولا الى الاكشوان “.

يقدم كتاب البروفيسور “آلان دونو” الذي يحمل عنوان “الميديوقراطية” كيف ان التفاهة أصبحت متغلغلة ضمن تفاصيل الأوضاع السياسية والاجتماعية في العالم ، بدعم من قوى عولمية امبراطويرية عابرة للقارات حسب رأيه ، والتي اسماها بالقوى الراسمالية المتوحشة ، التي تتحكم في تصورات وقيم تعمل على نشرها سياسيا واعلاميا واجتماعيا ، الامر الذي انتج لنا حسب الكاتب اسلوب حياة تافه اسماه ب (paradigm of life )، ويسقط في حبالها الانسان العادي وتتقلص فيها المساحات الحرة أمام اية محاولة للرفض ، لدرجة ان مواقع المسؤولية اضحت تغص بالسطحيين والتافهين حسب رأي ألان دونو ” ، علما أن التفاهة تروم استبعاد اصحاب الكفاءة والخبرة من مجالات التاثير تحت شعار  : ” يا بلهاء العالم اتحدوا ” كي يكون الانتصار ساحقاً”.

وبالعودة الى مجتمعنا المغربي فان استجلاء واستشعار خطورة “التفاهة “، يكتسي من الاهمية بما كان ، بالنظر الى ابتعاد العموم والشباب بالخصوص عن القضايا الرئيسية للوطن بشكل فضيع لصالح “التفاهة” ، وهنا استحضر دور الاعلام والصحافة الجدية وذات المصداقية لاعادة الرأي العام الى القضايا الحقيقية والمشكلات المركزية ، كما لاننسى دور الجامعات والمدرسة والنخب المثقفة ومسؤوليتهم في انقاذ المغاربة من هذا السيل المنهمر من الاخبار التافهة والمعارك “الدونكيشوتية ” الهامشية التي تحجب القضايا الوطنية الحقيقية … أقول قولي هذا الذي انا متاكد ان عمره الافتراضي أطول من “التفاهة” والتي لن نسلم من سهام نقدها طبعا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن الكاتب

لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق، إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد، النص لن يبدو مقسما ولا يحوي أخطاء لغوية، مولد النص العربى مفيد لمصممي المواقع على وجه الخصوص، حيث يحتاج العميل فى كثير من الأحيان أن يطلع على صورة حقيقية لتصميم الموقع.

إعلان