في مسرحية “رجل الذكرى”، يُسجّل “عمر”- وهو إحدى شخصياتها الرئيسة”- انحلال علاقته بماضيه، وعجزه عن ربط علاقة قوية جديدة مع الحاضر، فيواجه وحيدا أعزل المستقبل الغامض، ومن وراء المستقبل الزمن المتحكم في كل شيء. إنها المواجهة التي سيقت “في غمار السياسة” للدلالة على صعوبة إحاطة الباحث أو المهتم بشأن من شؤون المغرب بدون ربط الفروع بالأصول والحاضر بالماضي، من منطلق أن كل شيء، في مجال السياسة، كما في مجالات أخـرى، له تاريخ.

هذا بالضبط ما سنفعله، سنعود لأحداث سنة 2021 دون أن نغفل عن كون ما ستشهده الأشهر المقبلة سيكون لا محالة نتاجا لما بلغناه طيلة 365 يوما التي انقضت، مضافا إليها ما خطّه المغاربة لأنفسهم منذ الاستقلال، بوعي أو بغيره، ببطء أو بعجل، بقصد أو بارتجال.

قبل أن نباشر هذه المراجعة الخلفية لتحريك الظاهر أو الدورة التعاقبية، لنتذكر أن “لعبة الزمن” أقوى منّا، لا يمكن أن نواجهها إلا بالمكاشفة والحوار الجاد بين العقل والتاريخ نشدانا للحياة، وتطلّعا لمستقبل أفضل للجميع، حيث تتحسن الأحوال المعيشية، والأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية، لتكون رافدا معززا لمكانته إقليميا ودوليا.

في ثنايا هذا التطلع، لنتأمل أحداث هذه السنة في ميادين عدة متداخلة، تختلف من حيث مواضيعها ودرجات تأثيرها والمفاجآت التي أحدثتها في السياسة والاجتماع، وتتوحد، في معظمها، بشأن ضرورة الانتقال إلى السرعة القصوى لاستثمار كل الفرص والإمكانات الداخلية في أفق إنهاء دورة الإصلاح التي لم تكتمل بعد، وتُبقي الباب مفتوحا للمحاولة من جديد ضمن منطق الاستمرارية.

البداية مع المشهد السياسي الذي تميّز بإجراء انتخابات تشريعية وجهوية وجماعية في يوم واحد على غير العادة، لم يكن من نتائجها “سقوط حر” لحزب العدالة والتنمية وترأُّس حزب التجمع الوطني للأحرار لرئاسة الحكومة بعد نيل الصدارة فحسب، بل وألحقت أحزابا، من اليمين وما يسمّى باليسار، بالمعارضة كرهاً. وبقدر ما حاول “المصباح” ظاهريّا رتق جرحه بعد تقلُص مقاعده إلى ثلاثة عشر مقعدا وتجديد الثقة في أمينه العام السابق في مؤتمره الاستثنائي إثر استقالة الأمانة العامة للخروج سريعا من صدمته، يبدو بالاستناد إلى الواقع أن جزءا كبيرا من الأحزاب السياسية الأخرى لن تكون مرحلة انكماشها وتعافيها من التذبذب الداخلي قصيرة الأمد.

سرعان ما يتحول النقاش السياسي، والحالة هاته، إلى تركيز غير مشرّف على قضايا ثانوية تتحوّل من تمثيل الأمة داخل البرلمان إلى الدفاع “بلغة الشارع” عن الأشخاص أو الهيئات السياسية، على نحو يبرز أن الفعل السياسي ماضٍ، بدراية أو تجاهل لما يعيشه المغرب من تحولات ضاغطة، إلى التطبيع مع فكرة تَحوُّل العمل السياسي إلى تَجمُّع مصالح غير ملزم بالوفاء لرؤية مجتمعية قد تُكلّفه التخلي عن “همزة” تدبير يوميات الحكومة أو البرلمان أو الجماعات الترابية؛ أي أن معظم الأحزاب، في نهاية المطاف، بما فيها المتفرّعة عن الحركة الوطنية أو تلك التي أريد لها أن تنافسها، تتأقلم وتعمل على تكييف ردود فعلها، بشكل يجعلها -بمجرد فرز صناديق الاقتراع- أسيرة تصورات ماضوية لم تنفلت بعد من تدبير السياسة من جانب الندرة لا الوفرة التي تطبع شخصية المغرب وجغرافيته ومؤهلاته.

في الميدان الاقتصادي، وعلى الرغم من الركود الذي سبّبته جائحة كوفيد-19، ولا سيّما بالنسبة للقطاعات ذات العلاقة بالنشاط البشري المباشر، أو تلك المفتوحة على الطلب الخارجي، تفيد عديد التقارير الوطنية والدولية أن الاقتصاد استعاد معظم ما فقده تقريبا خلال العام الماضي بفضل الثقة التي أرساها المناخ المؤسساتي.

ويُتوقّع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي المغربي بنسبة 6,3% في 2021، وهو من أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لكن وإن كانت الأرقام الرسمية في مجملها إيجابية، يجب أن تتعامل معها الحكومة الجديدة بحذر في ظل التطورات الوبائية غير المستقرة التي تؤخر، مثلا، تعافي قطاع السياحة والقطاعات الفرعية المرتبطة التي تعتمد بشكل كبير على السياحة الدولية بدل الداخلية بسبب غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية.

وعلى المستوى الخارجي، ما فتئت المملكة تؤكد بأن منظورها عن النظام-العالم وارتباطاته يجب أن يُفهم في إطار المسؤولية والممارسات الفضلى على الرغم من تعقُّده وصعوبة التكهن بمآلاته.

وبالنظر إلى المتغيرات التي يشهدها هذا النظام من حيث تبدّل الأولويات وتنامي المخاطر العابرة للحدود وتصاعد أهمية الاقتصاد في الارتباطات الدولية في مقابل تراجع البعد القيمي أو الأيديولوجي، علاوة على التحولات التي مسّت مفهومي السلم والأمن الدوليين، وحدوث تغيّر على مستوى موازين القوى الدولية والإقليمية، سعت المملكة المغربية جاهدة هذه السنة إلى تكييف سياستها الخارجية مع هذه التطورات؛ إذ تمكّنت من خوض مجموعة من المحطات الضاغطة، التي واجهت مصالحها الحيوية، وهو ما مَثّل مناسبة للوقوف على الملامح الجديدة التي باتت تطبع سياستها الخارجية انطلاقا، على الأقل، من ثلاثة مرتكزات جوهرية، بدءا بالحرص على التمسك بالشرعية الدولية واستقلالية وسيادة القرار الداخلي، ومرورا بتنويع الشركاء على المستوى الدولي، وانتهاء بالواقعية والبرغماتية الدبلوماسية في التعاطي مع مختلف المتغيرات الدولية من خلال الانفتاح، إلى جانب شركائه التقليديين، على بلدان أخرى، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الصين وروسيا والبلدان الأربعة المنتمية لـ”مجموعة فيسغراد”، التي تتزايد أهميتها وتأثيرها على المشهد الأوروبي. وباستحضار التطورات الإيجابية الحاصلة، يبدو أن هذه السنة تختلف سابقاتها من زوايا عدة، وهو ما يقتضي من الجميع، كل من موقعه، مواصلة التعبئة واليقظة، للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، والمضي قدما في تعزيز المسار التنموي والسياسي بالأقاليم الجنوبية.

عمليّاً، تشهد عديد الأحداث والوقائع ميل السلوك الخارجي إلى التعامل بالمثل، وخير شاهد على هذا التوجه هو مدى التقدير الذي تحظى به الدول والتجمعات التي تربطها بالمملكة اتفاقيات وشراكات مثمرة نابعة من مواقف واضحة وإيجابية تحترم، خطاباً وممارسة، سيادة المغرب ورؤيته للتنمية المتبادلة؛ وبخاصة أن المملكة ماضية بخطى ثابتة في تعزيز حضورها العالمي والأفريقي، وتضع في قلب أهدافها تكريس هويتها الأفريقية؛ وهو ما لا يجعل رؤيتها الإستراتيجية الإيجابية متفردة وملفتة لا غير، بل أيضا متعددة الأبعاد، حيث تتداخل فيها الجوانب الأمنية والعسكرية والدينية، والاقتصادية، والدبلوماسية، والإنسانية والاجتماعية.

وبشأن وضع التربية والتكوين والبحث العلمي في المغرب، الواقع لا يرتفع كما يُقال، المجهودات المبذولة على مستوى توسيع وتطوير العرض المدرسي بمعناه العام، وكذا على مستوى الدعم الاجتماعي بكل مكوناته أسهمت بشكل كبير ومباشر في ارتفاع أعداد المتمدرسين والطلبة، وفي المقابل، استمرار حالات الانقطاع عن الدراسة تقتضي الانكباب العاجل على وضع آلية لمحاربة الهدر المدرسي لأجل تجنب تراكم فجوات التعلم والحد من مخاطر الانقطاع عن المدرسة والرفع من فرص النجاح الأكاديمي والمهني. وسيكون من المفيد لتحقيق نجاعة هذه الآلية، وغيرها من التدابير الطموحة الواقعة أو المتوقعة، العمل وفق خطة استراتيجية على تحسين الوضع المادي للأستاذ والرفع من مكانته داخل المجتمع بدل استغلال كل مناسبة للنيل من سمعته والتقليل من قيمته لتعزيز الثقة في المهنة وجذب أجود الكفاءات إليها، على نحو لا يتعارض مع ربط المسؤولية بالمحاسبة في اتجاه التأديب أو التحفيز على السواء، وبين هذا وذاك، التقليل من التناقضات والتجاذبات السياسية التي ما عاد الملاحظ يجد أدنى صعوبة في كشف تأثر القرار التربوي بها.

وفي المجال الثقافي، لم نودّع السنة دون حصيلة على الرغم من تقييدات الوباء؛ إذ نُظمت أنشطة وتظاهرات ثقافية وفنية فردية وجماعية، حضوريا وعن بعد في نفس الوقت. ويُنتظر أن تتابع الحكومة جهدها للتفكير في آفاق ومداخل جديدة لتحفيز الإبداع ودعم المنتسبين إليه في جميع المجالات، بما يساعد على استعادة الثقة في إمكانية الارتقاء الرمزي والمادي عبر الأعمال الفنية والإنتاجات العلمية، وهو ما يجعل الثقافة مدعوّة، كما يتوقع تقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، إلى أن تغدو رهانا بالغ الأهمية في مجال الصعود الاقتصادي والسيادة وخلق الثروة اللامادية، وذلك بحكم الحاجة المتجددة والكونية إلى المعنى وإلى التماسك الاجتماعي، وبحكم التحديات العالمية التي تفرض تثمين العناصر الناعمة والمحتوى والجودة.

وبخصوص الوضع الحقوقي، لربما فطن واضعو تقرير النموذج التنموي إلى ضرورة التوفيق بين السلطة وإكراهاتها والحرية وانزلاقاتها من خلال الدعوة إلى الجمع بين “دولة قوية ومجتمع قوي”؛ وهو توجه لا يعني دولة أقل بل دولة أفضل (ذات رؤية استراتيجية وحامية وضابطة وفعالة) تضع إطارا لترسيخ الثقة والمسؤولية يعزز الحماية القانونية والمعنوية للفاعلين والمواطنين بواسطة منظومة للعدالة بدون شوائب وتتوفر على قوانين واضحة وقواعد عمل شفافة، مطبقة بشكل مستقل، وتكون موضوع تقييم منتظم ومرتبط بشكل وثيق بالمحاسبة وتراعي قيم النزاهة والتخليق. باستقراء أحداث السنة، يصعب ادعاء أن هذا التوجه/ الرهان بعيد المنال، والأجدر أن تتسع الصدور وتتكاثف الجهود للتقليص من الاختلالات والنواقص التي تشوب مجال الحقوق والحريات لتسمو الممارسة الحقوقية إلى المستوى الذي يجعل الانتقال الديمقراطي سلسا وسريعا.

وسيراً على عادة متمنيات السنة الجديدة، الأجدر أن ننبّه، في نهاية هذه القراءة الإجمالية المختزلة، إلى أن التحولات الجارية لا تسمح بمزيد من الأخطاء أو الترددات: العنوان الجديد للمرحلة – وفقاً للنموذج التنموي الجديد الذي يتعين أن تحكم توجهّاته مغرب الغد– هو التقدم المضطرد. ولأن المملكة أنهت السنة موقّعة على مبدأ “واقعي” قائم على الربح والاحترام المتبادلين مع مختلف الوحدات الدولية، المتوقع أن تستمر التعبئة الجماعية لتعزيز المغرب، من جهة، كبلد ديمقراطي يمتلك فيه جميع المواطنين القدرة الكاملة على تولي زمام أمورهم وتحرير طاقاتهم والعيش بكرامة، ومن جهة ثانية، كقوة إقليمية تضطلع بدور طلائعي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

*أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض

The post المغرب يستقبل سنة 2022.. التحولات الجارية لا تسمح بالترددات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

تجاوز معدل الشغل بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة المستوى المسجل قبل الجائحة، وذلك حسب تقرير أصدرته المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بجهة الشمال.

وعرف معدل الشغل ارتفاعا من 39.6 في المائة إلى 45.8 في المائة على صعيد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، متجاوزا المستوى المسجل قبل الجائحة (40 في المائة في الفصل الثالث من سنة 2019).

ووفق مضمون الوثيقة ذاتها، سجلت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة خلال الفصل الثالث من سنة 2019 أعلى معدل شغل (45.8 في المائة) بين باقي جهات المملكة، لتفوق المعدل الوطني المسجل (39.8 في المائة) بست نقط، متبوعة بجهة مراكش – آسفي (42.4 في المائة) في المركز الثاني، ثم جهة الدار البيضاء – سطات في المركز الثالث (41.6 في المائة)، فجهة بني ملال- خنيفرة (40.3 في المائة) في المركز الرابع. وفي المقابل سجلت أدنى المعدلات بجهة الشرق (34.7 في المائة)، وجهة درعة تافيلالت (35.8 في المائة )، وجهات الجنوب (35.9 في المائة).

وعرف معدل البطالة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة خلال الفصل الثالث من سنة 2021 ثاني أدنى معدل للبطالة في المغرب، مناصفة مع جهة بني ملال – خنيفرة، بعد جهة مراكش – آسفي (7.7 في المائة)؛ وهو يقل عن المعدل الوطني (11.8 في المائة) بـ 1.8 نقط، تلتهما جهة سوس ماسة بـ11 في المائة في المركز الرابع من حيث ضعف مستوى البطالة، ثم جهة الرباط سلا القنيطرة (11.5 في المائة) في المركز الخامس.

وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة بجهة الشمال انخفض بشكل ملموس ما بين الفصل الثالث من سنة 2020 والفصل ذاته من سنة 2021، منتقلا من 12.3 في المائة إلى 10 في المائة، ومسجلا أدنى معدل له في الفصول الثالثة لآخر ثلاث سنوات، إذ نزل حتى عن المستوى المسجل قبل الجائحة (11.2 في المائة في الفصل الثالث من سنة 2019).

The post الارتفاع يسم معدل الشغل في جهة طنجة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

حياة جديدة لمحمد القاسمي، في معرض جديد للفنان الراحل، يقدم بمراكش لوحات خاصة تعرض فترات متعددة من إبداع هذا التشكيلي المغربي البارز.

برواق “لو كونتوار دي مين” بالمدينة الحمراء، يقدم هذا المعرض المفتتح في ختام سنة 2021 عمل القاسمي من خلال ثلاث مراحل تاريخية: “نهاية إيديولوجية جماعية تبنتها حركة الدار البيضاء” (1979-1982)، “محيطات للقطع” (1982-1988)، و”نحو عالميةٍ” (1988-1995).

ويكشف هذا المعرض أعمالا “خاصة ونادرة” للقاسمي، الذي كان من رموز مدرسة الدار البيضاء للفنون الجميلة، بالاستناد إلى أرشيفه.

ويضم “الكتاب الفني” للمعرض أفكار الفنان الراحل، مع آراء مفكرين وشعراء بارزين واكبوا حياته، من قبيل: عبد اللطيف اللعبي، وعبد الكبير الخطيبي، ومحمد بنيس.

ويعد هذا المعرض الثاني المخصص للتشكيلي القاسمي، برواق “الكونتوار دي مين”، في سعي إلى “الاستمرار في سرد تاريخ محمد القاسمي عبر المعارض”.

ومن المرتقب أن يستمر هذا المعرض في استقبال المهتمين بالفنون، وبتجربة القاسمي وتاريخ الفنون الحديثة والمعاصرة بالمغرب، إلى اليوم التاسع من شهر فبراير سنة 2022 بمراكش.

The post رواق بمراكش يكشف لوحات للراحل القاسمي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

أفادت معطيات رسمية بأن مبيعات الفوسفاط ومشتقاته بلغت حوالي 70 مليار درهم في الأشهر الأحد عشر الأولى من السنة الجارية.

وذكر مكتب الصرف، ضمن المؤشرات الشهرية للتجارة الخارجية لنونبر، أن هذه المبيعات سجلت ارتفاعاً قدره 51.9 في المائة، أي بزيادة 23.6 مليارات درهم مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.

ويأتي هذا التطور نتيجة الزيادة في مبيعات الأسمدة الطبيعية والكيماوية بـ14.7 مليارات درهم، بفعل تأثير ارتفاع السعر بنسبة 65.4 في المائة، إذ انتقل من 2779 درهماً للطن في نونبر 2020 إلى 4595 درهماً للطن في نونبر المنصرم.

وتفيد معطيات مكتب الصرف بأن حجم مبيعات الأسمدة الطبيعية والكيميائية انخفض بنسبة 8.6 في المائة، لكن ارتفاع الأسعار عوض الانخفاض بشكل كبير.

أما على مستوى صادرات قطاع السيارات فسجلت 75.08 مليارات درهم في نهاية نونبر سنة 2021، بزيادة بلغت نسبتها 12.8 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية.

ووفق المعطيات نفسها سجل عدد السيارات السياحية المصدرة نمواً بنسبة 12.8 في المائة، ليبلغ 317.068 سيارة في نهاية نونبر 2021، مقابل 281.134 سيارة في نونبر 2020.

وفي ما يتعلق بمبيعات النسيج والجلد، رابع قطاع مُصدر، فقد بلغت 33.49 مليار درهم في نهاية نونبر 2021، مقابل 27.74 مليار درهم السنة الماضية، وهو ما يمثل نمواً بـ20.7 في المائة.

مؤشر تحويلات الجالية المغربية نحو وطنها الأم حقق أكثر من 86.48 مليار درهم، مقابل 61.29 مليار درهم في الفترة ذاتها من السنة الماضية، بحيث شهدت نمواً بنسبة 41.1 في المائة، أي بما يعادل 25.187 مليار درهم كزيادة.

وفي المسار نفسه، سجلت الفاتورة الطاقية ارتفاعاً بنسبة 49.3 في المائة بسبب زيادة التموينات من مادتي الغازوال والفيول (+10,73 مليارات درهم)، بحيث سجلت الأسعار ارتفاعاً بنسبة 39.1 في المائة، إلى جانب زيادة الكميات المستوردة بنسبة 9.2 في المائة.

وإجمالاً، بلغت صادرات المغرب في نهاية نونبر حوالي 293 مليار درهم، بارتفاع ناهز 22.5 في المائة؛ أما الواردات فكانت في حدود 474 مليار درهم، بنمو يقدر بـ24 في المائة.

وكنتيجة لما سبق، تفاقم العجز التجاري للمغرب بتسجيله 181 مليار درهم، بارتفاع قدره 26.4 في المائة، لينخفض معدل تغطية الصادرات للواردات إلى 61.8 في المائة، عوض 62.6 في المائة سنة 2020.

The post مبيعات الفوسفاط والمشتقات تحقق 70 مليار درهم خلال 11 شهرا appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

توفي طفل يبلغ من العمر 13 سنة، مساء الجمعة، أثناء نقله إلى المستشفى الإقليمي بتنغير، متأثرا باستنشاق غاز البوتان أثناء استحمامه بمنزل عائلته الكائن بمركز جماعة إميضر، وفق إفادة مصدر من السلطة المحلية.

وكشف مصدر هسبريس أن الضحية وجده أحد أفراد عائلته مغمى عليه في الحمام، فتم الاتصال فورا بسيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى، إلا أن الإسعافات الأولية المقدمة له في الطريق لم تفلح في إنقاذ حياته.

وإثر إشعارها بالواقعة حلت بمنزل الضحية عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بإميضر، وقامت بفتح تحقيق في الموضوع، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تم نقل جثة الطفل إلى مستودع الأموات بمستشفى تنغير.

The post "القاتل الصامت" ينهي حياة طفل في تنغير appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

حلّق قطاع الفضاء في الولايات المتحدة عالياً عام 2021، إذ حفلت السنة التي انصرمت قبل سويعات قليلة بإطلاق المركبات، وتخللتها حوادث انفجار، وسجل خلالها أول تحليق لمروحية فوق كوكب غير الأرض، إلا أن الأهم كان بروز السياحة الفضائية التي شهدت منعطفاً حاسماً.

واستقطب “سباق أصحاب المليارات إلى الفضاء”، كما يحلو لكثر تسميته، سريعا اهتمام العالم أجمع، متغلبا على هبوط مركبة “ناسا” المتجولة الجديدة على المريخ، أو إطلاق أقوى تلسكوب فضائي تم تصميمه على الإطلاق. وجذب هذا المنحى المتسارع الانتقادات، خصوصا لناحية أضراره البيئية.

في يوليوز، كانت “فيرجين غالاكتيك” أول شركة ترسل مؤسسها البريطاني ريتشارد برانسون إلى حدود الفضاء.

بعد بضعة أيام، قام جيف بيزوس برحلة فضائية في صاروخ من تصنيع شركته “بلو أوريجن”، ثم نظمت الشركة مهمتين أخريين – إحداهما كان على متنها الممثل ويليام شاتنر، القبطان الشهير في مسلسل “ستار تريك”.

وأبعد بكثير من حدود الأرض، أرسلت “سبايس إكس” من جانبها أربعة مبتدئين إلى الفضاء لمدة ثلاثة أيام، وهي أول مهمة مدارية في التاريخ لا تضم رائد فضاء محترفا.

وتقول المحللة في شؤون الفضاء لورا فورشيك: “لقد انتظرنا طويلاً جداً الرحلات الجوية شبه المدارية أو المدارية الخاصة، وها هو ذلك يحدث أخيراً”.

وكانت لروسيا أيضا حصتها في هذا المجال سنة 2021، إذ أرسلت طاقم فيلم ومليارديرا يابانيا إلى محطة الفضاء الدولية، لكن بصواريخ سويوز التقليدية.

وإلى جانب السياحة، أثبتت “سبايس إكس” نفسها كشريك مفضل لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

فقد أعادت الشركة المملوكة من إيلون ماسك طاقمين من رواد الفضاء من محطة الفضاء الدولية، بمن فيهم الفرنسي توما بيسكيه.

في موازاة ذلك، طورت الشركة صاروخًا آخر هو “ستارشيب”. وبعد تجارب فاشلة عدة انتهت بكرات نارية ضخمة تصدرت عناوين الأخبار، نجحت المركبة في الهبوط أخيرا في مايو.

واختارت وكالة “ناسا” المركبة التي ستستمر الاختبارات عليها عام 2022، لتصبح وسيلة النقل المستخدمة لإعادة الأمريكيين إلى سطح القمر… لكن ليس قبل عام 2025 على أقرب تقدير، على ما أعلنت وكالة الفضاء في نوفمبر بعدما اضطرت إلى تأجيل الموعد النهائي لعام واحد.

ورغم كل شيء، أبقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد تسلمه منصبه في البيت الأبيض في يناير الفائت، على برنامج “أرتيميس” الذي أعادت إدارة سلفه دونالد ترامب إطلاقه لعودة الأمريكيين إلى القمر. وقالت لورا فورشيك: “من دون استمرارية، لن يمكن الوصول إلى أي مكان”.

وعلى صعيد التقدم العلمي، انطلق تلسكوب جيمس ويب الذي انتظره علماء الفلك حول العالم لمدة 30 عاما، في يوم عيد الميلاد من غويانا الفرنسية.

وتبلغ قيمة التلسكوب حوالي 10 مليارات دولار، ومن شأنه دفع حدود معرفتنا بالكون من خلال إتاحة إمكانية مراقبة المجرات الأولى التي تشكلت بعد الانفجار العظيم، وتحليل الغلاف الجوي للكواكب الخارجية، بحثا عن بيئات صالحة للسكن.

The post 2021 سنة السياحة الفضائية .. سباق المليارديرات نحو إطلاق المركبات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

تزامنا مع احتفالات فاتح السنة الميلادية، شهدت مدينة خريبكة انتشارا أمنيا واسعا، من خلال نصب سدود قضائية وإدارية بمداخل المدينة، خاصة بالطريق الوطنية المؤدية إلى الدار البيضاء، وفي الاتجاه المؤدي إلى الطريق السيار، وعند مدخل المدينة باتجاه مدينة الفقيه بن صالح، مما ساهم في ضبط إيقاف الاحتفال بهذه المناسبة، وتسجيل حالات قليلة من المخالفات مقارنة مع مدن أخرى.

وعملت عناصر الأمن المتواجدة بالسدود القضائية على مراقبة عشرات المركبات القادمة إلى مدينة خريبكة وتلك التي تغادرها، كما تم تنقيط عدد كبير من راكبي السيارات والشاحنات والدراجات النارية…، إضافة إلى تحرير مخالفات في حق عدد ممن تواجدوا في أوضاع غير قانونية، خاصة المرتبطة بقانون السير.

وإلى جانب السدود المذكورة، تبين من خلال جولة قامت بها هسبريس بعدد من الأحياء السكنية لـ”عاصمة الفوسفاط” تواجد عناصر أمنية من مختلف المصالح التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن بخريبكة، من أجل تأمين الاحتفال بالسنة الجديدة، والاستعداد للتدخل السريع لزجر كل المخالفات المحتملة خلال هذه المناسبة السنوية.

وقال خالد الساهيلي، نائب رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بخريبكة، إنه “على غرار باقي المصالح التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، تواكب المنطقة الإقليمية بخريبكة احتفالات المواطنين بحلول السنة الميلادية الجديدة”، معربا عن أمله في أن تكون السنة الجديدة فاتحة خير على جميع المغاربة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.

وأضاف المسؤول الأمني أن “المنطقة الإقليمية للشرطة بخريبكة، تحت إشراف والي أمن بني ملال، ورئيس المنطقة الإقليمية بخريبكة جندت لهذه المناسبة الخاصة جميع مواردها البشرية واللوجيستيكية، بهدف ضمان المحافظة على الأمن والنظام العام وحماية أرواح وممتلكات المواطنين”.

وأكد المتحدث على أنه “تم رفع التأهب والاستعداد إلى درجات قصوى، من خلال الانتشار الأمني للدوريات الراجلة والمحمولة سواء بالشوارع والمحاور الرئيسية للمدينة، أو بالأحياء الشعبية، أو بأطراف المدينة، كما تم تعزيز هذا التواجد لحماية المدينة عن طريق وضع نقط للمراقبة بالداخل، وبتنصيب سدود قضائية وإدارية بالمداخل”.

وعن الوقائع التي تسجل تزامنا مع الاحتفالات بفاتح السنة الميلادية من كل سنة، أشار نائب رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بخريبكة، في تصريح له بالمناسبة، إلى أن “مصالح الشرطة القضائية عملت على نشر وحدات مختلفة بربوع المدينة، مهمتها زجر الجريمة وإيقاف مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة”.

وأوضح خالد الساهيلي أن “الاحتفال بحلول السنة الميلادية الجديدة يأتي في ظرفية تتسم والتطور الوضعية الوبائية الخاصة بكوفيد 19، لذلك تساهم المصالح الإقليمية للشرطة بخريبكة في ضمان الأمن الصحي للمواطنين، سواء بالدور التحسيسي الذي تقوم به مختلف المصالح الأمنية، أو بالدور الزجري للأشخاص الذين لا يمتثلون لاحترام التدابير الوقائية”.

وختم المسؤول الأمني تصريحه بالتأكيد على أن “المصالح الأمنية بخريبكة حريصة على المساهمة في تطبيق وتنزيل القرارات الحكومية التي نصت على الإغلاق التام للمحلات على الساعة 23:30 ليلا، يليها فرض حظر التنقل الليلي من منتصف الليل إلى غاية الساعة 6:00 صباحا، من أجل الحفاظ على الأمن والنظام العام وحماية الأشخاص وممتلكاتهم، وحتى تمر هذه المناسبة في أجواء آمنة يطبعها السلم”.

The post الأمن يضبط إيقاع احتفالات الميلاد بخريبكة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

وصلت حالات الاستشفاء لأطفال مصابين بـ”كوفيد-19″ في الولايات المتحدة إلى أعلى المعدلات منذ بدء الجائحة في وقت تواجه البلاد طفرة في الإصابات بسبب انتشار المتحور أوميكرون.

ويُشدّد الخبراء على أهمية تلقيح الأطفال، لافتين إلى العدوى الشديدة لهذا المتحور المسؤول عن ارتفاع عدد حالات الاستشفاء في صفوف الأطفال.

خلال الأسبوع الذي انتهى في 28 ديسمبر، سُجّلت 378 حالة استشفاء جديدة لدى الذين لا يتخطى عمرهم 18 عاما، أي بارتفاع نسبته 66 % مقارنة بالأسبوع السابق، بحسب الأرقام الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).

ويتجاوز هذا الرقم القياسي الذروة السابقة الملحوظة في سبتمبر خلال الموجة الوبائية المرتبطة بتفشي المتحورة دلتا.

أمّا الفئة العمرية الأخرى الوحيدة التي وصل عدد حالات الاستشفاء فيها إلى مستوى قياسي جديد، فهي فئة الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا.

ومع ذلك، فإن مستوى الإصابة بالأشكال الحادة من المرض بين القاصرين لا يزال أقلّ بكثير من تلك لدى الفئات العمرية الأخرى.

وقال جيم فيرسالوفيك من مستشفى الأطفال في تكساس في هيوستن لوكالة فرانس برس “نشهد أرقاما قياسية من حالات إصابات أطفال بكوفيد-19 خلال هذه الموجة من أوميكرون”، مشيرا إلى أن نحو 50 طفلا حاليا في المستشفى جرّاء إصابتهم بكوفيد-19، أي أكثر بأربع مرّات ممّا كان عليه الوضع في الأسبوع المنصرم.

وأعلنت السلطات الصحية في نيويورك هذا الأسبوع أنها تراقب “عن كثب ميلا إلى الارتفاع في حالات استشفاء الأطفال”.

The post "أوميكرون" يُدخل أطفال أمريكا إلى المشافي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

ليلة رأس سنة جديدة هادئة عاشتها العاصمة الرباط، بعد قرار الإغلاق. فرغم الرغبة البادية للاحتفال، كبحت إجراءات الوقاية من فيروس “كورونا” طموحات بادية في الشوارع من أجل الاحتفال بدخول عام 2022.

وعلى امتداد الساعات المتأخرة من يوم الجمعة، عاينت جريدة هسبريس طوابير طويلة أمام محلات بيع المشروبات الروحية والحلويات، وكذا العلامات التجارية الكبرى، مع مطالبة الزبناء بوضع الكمامات وكشف جواز التلقيح.

وعاشت الرباط إغلاقا تاما لمختلف المرافق والمحلات التجارية، حيث توقفت كافة الأنشطة منذ الساعات الأولى، باستثناء بعض بائعي السجائر بالتقسيط، ممن ينتظرون زبناء يتسللون خلال ساعات “الحجر الصحي”.

وإلى جانب سيارات الشرطة المنتشرة في كل مكان ركنت سيارات الإسعاف بمناطق عديدة، فضلا عن شاحنات المطافئ تفاديا لأي انفلات ممكن في سياق احتفال المواطنين بحلول السنة الجديدة.

وتجولت هسبريس بكل أحياء العاصمة الرباط، وعاينت سيرا عاديا وتسجيل مخالفات أحيانا، فيما شهدت الحركة المرورية ازدحاما كبيرا لحظات قبل حظر التنقل في أحياء أكدال وحسان والقامرة.

وباقتراب منتصف الليل، اشتدت عملية المراقبة في السدود، حيث عرفت مختلف النقاط مراقبة صارمة انتهى بعضها بغرامات مالية، وأسئلة عن قانونية الخروج في هذا الوقت.

وانطلق مشوار “ليلة رأس السنة” مبكرا لدى مديرية الأمن بالعاصمة الرباط، فمنذ زوال أمس الجمعة بدأت المصالح المعنية بتنظيم الصفوف لضمان مرور الاحتفالات في أحسن الظروف.

ومنذ الثالثة والنصف زوالا، اصطف رجال الأمن والقوات المساعدة أمام مديرية الأمن بالرباط، مستعينين بسيارات عادية وأخرى رباعية الدفع و”سطافيطات” ودرجات نارية وعادية، فضلا عن كلاب مدربة.

واتجهت دوريات الأمن ومختلف الوحدات صوب نقاط عديدة بالمدينة، من أجل معاينة الأجواء ومتابعة أي تجاوزات قد تحدث خلال عطلة نهاية السنة.

The post العاصمة تعيش ليلة هادئة في "رأس السنة" .. والأمن ينشر الأعين بالشوارع appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

اتخذت عناصر الأمن بالناظور إجراءات أمنية مشددة لتأمين مرور ليلة رأس السنة، عبر الانتشار الواسع لمختلف تلاوينها بكل أرجاء المدينة.

وشملت الإجراءات الأمنية، التي تأتي في إطار تنزيل قرار حظر التجول خلال ليلة رأس السنة، تكثيف دوريات الشرطة وتعزيز السدود الأمنية عند مداخل المدينة وشوارعها الرئيسية.

ورفعت درجة التأهب القصوى في مختلف الساحات العمومية وشوارع وأزقة الناظور لمنع أي خرق لحالة حظر التجول، وتغريم المخالفين لهذا القرار.

كما قامت دوريات أمنية بجولات حول المطاعم والمقاهي لفرض قرار الإغلاق الذي أعلنت عنه الحكومة من الساعة الثانية عشرة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا.

وقد مرت أجواء “البوناني” بالناظور في ظروف عادية طيلة الليلة، بفضل الجهود الأمنية المبذولة للتصدي لانتشار جائحة “كورونا”.

The post تدابير تؤمّن ليلة "البوناني" في الناظور appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

صاغت الثقافة والفنون والإبداعات الفكرية الأمريكية ما يعرف بـ”الحلم الأمريكي” حول العالم، بل وجعلته جزءاً من أدوات الصراع الجيوسياسي مع الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة وفقاً لما تذهب له بعض الأدبيات، لكن هل هذا البُعد الثقافي لا يزال قائماً في وقت يتصاعد فيه الحديث في واشنطن عن حرب باردة جديدة مع الصين، بل ويُشير الواقع إلى أنها تركز أكثر على البعدين الاقتصادي والتكنولوجي.

من هنا، تبدو أهمية ذلك العرض النقدي الذي قام به بيفرلي كايج في مجلة فورين أفيرز مؤخراً حول كتاب لويس ميناند الجديد المعنون بــ “العالم الحر: الفن والفكر في الحرب الباردة The Free World: Art and Thought in the Cold War، إذ يغطي الكتاب الفترة الزمنية ما بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، والتي شهدت هروب العديد من أبرز المفكرين والفلاسفة والمبدعين الذين وضعتهم أفكارهم في طليعة الثقافة الغربية من بلادهم التي تأثرت بالحرب نحو الولايات المتحدة الأمريكية.

يشير كايج إلى أنه ولفترة وجيزة بعد الحرب العالمية الثانية، أثبتت الليبرالية الأمريكية قوتها وبريقها من خلال خلق مجتمع منفتح، بما يكفي لتعزيز التبادل الإيجابي في مجال الثقافة والفنون والأفكار الإبداعية، إلا أنه عاد وأكد انتهاء تلك اللحظة في ستينيات القرن الماضي، بعد أن شوهت التحديات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية الصورة الذهنية باعتبارها بؤرة “العالم الحر”، لكنها في نهاية المطاف أنتجت عصراً ذهبياً غنياً بالتجارب الفكرية والفنية، والتي لاقت القبول من جمهور عامة الشعب.

ازدهار الابتكار الثقافي:

يربط ميناند في كتابه بين فترة ازدهار الابتكار الثقافي في الولايات المتحدة والحرب الباردة، إذ اعتبر أن فكرة “العالم الحر” التي تجسدها الولايات المتحدة كانت شعوراً ودافعاً وشكلاً من أشكال التعبير أكثر من كونه نوعاً من كيان سياسي متماسك. لكن كايج في عرضه وتحليله للكتاب يرى أن ذلك الأمر كان “واهياً”، مشيراً للصراع النفسي الذي عاشه كبار الفلاسفة والمفكرون الأكاديميون الذين هربوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصير العالم إبان صراع الحرب الباردة خاصة مع ظهور الرعب النووي.

ويعرض كايج ما تناوله الكتاب عن أحد أهم الموضوعات في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين، وهي؛ الطرق التي أعادت بها الحرب الباردة – وشبح الشيوعية – تشكيل كيان المجتمع الأمريكي كله. مشيراً لآراء بعض المؤرخين، مثل ماري دودزياك، وجليندا جيلمور الذين قاموا بالربط بين حالة النضال التي عاشها المجتمع الأمريكي للحفاظ على حقوقهم المدنية بعد الحرب العالمية وبين المناقشات التي تمت حول الشيوعية وثورة العالم الثالث.

وأشار كايج كذلك إلى أنه لطالما كان واضحاً أن المشاعر المُعادية للشيوعية قد قيدت طموحات السياسة الليبرالية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، عندما تم الاستهزاء بالرعاية الصحية الشاملة باعتبارها “الطب الاجتماعي”، واتهام أنصار حقوق العمال بالتعاطف مع الشيوعية. ورغم ذلك وبطرق أقل وضوحاً، دفعت الحرب الباردة الولايات المتحدة إلى اتجاهات سياسية أكثر تقدماً كالنضال ضد مجتمع ادعى أنه يدافع عن الأمن الاقتصادي من المهد إلى اللحد، ولتقديم نفسها كدولة نموذجية قادرة على منح مواطنيها أفضل نوعية حياة في العالم.

وأكد كايج أيضاً على تأثر الفن والفكر في المجتمع الأمريكي بمجريات الأحداث للحرب الباردة، مشيراً للحالة التي وصل إليها القطاع الأكاديمي خلال تلك الفترة حيث أدى تدفق الأموال الفيدرالية إلى الجامعات – والمدفوعة بمنافسة المعرفة خلال تلك الفترة الزمنية – إلى إعادة هيكلة الحياة الفكرية، سواء كانت لأهداف جيدة أو غير جيدة. كما أدى الانهيار الداخلي للجبهة الشعبية، إلى جانب الأجواء القمعية للمكارثية، إلى شعور جيل كامل بالتفكك وخيبة الأمل.

وأشار كيج إلى أن دوامة الصراعات الجيوسياسية دفعت الآلاف من الفنانين والمثقفين الأوروبيين الرائدين في مجالهم للمجيء للولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الحرب الباردة، خاصة في ظل صعوبة التبادل الثقافي مع كل من الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية، وهو الذي كان محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد.

وأبرز كايج الأبطال الأكثر حيوية في كتاب ميناند وهم اللاجئون الأوروبيون الذين أُجبروا بسبب الظروف على الفرار إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقالوا من مناصبهم في بلادهم لتحقيق أقصى استفادة منهم في المجتمع الأمريكي. ومنهم المُنظِّرة السياسية الألمانية المولد “حنا أرندت” التي وصلت إلى نيويورك عام 1941، على الرغم من عدم إجادتها اللغة الإنجليزية. كما وصل عالم الأنثروبولوجيا “كلود ليفي شتراوس” في نفس العام، حيث استغل وجود عرض لوظيفة في مدرسة جديدة كشريان حياة للخروج من فرنسا التي احتلها النازيون.

وعلى مدار أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من القرن الماضي، قام العشرات من كبار المفكرين والفنانين والكتاب برحلات مماثلة، وكان العديد منهم يهوداً فروا للنجاة بحياتهم. وبحسب أحد التقديرات، فقد انتقل أكثر من 700 من الفنانين التشكيليين الأوروبيين، بخلاف عدد من الرسامين والنحاتين والمصورين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1933 و1944. وعند وصولهم، شكَّلوا مجتمعات نابضة بالحياة لمواصلة أعمالهم وأصبح معظمهم أمريكيين بطريقة أو بأخرى.

حرب ثقافية عالمية:

ووفقاً لميناند، فقد كان المواطنون المولودون في الولايات المتحدة الأمريكية جزءاً من المزيج الثقافي أيضاً، وهذه كانت ميزة هذا العصر حيث أُتيحت الفرصة للأمريكيين للاختلاط وتبادل الأفكار مع أفضل ما يمكن أن تقدمه أوروبا وذلك في مدن مثل شيكاغو، ولوس أنجلوس، ونيويورك بدلاً من باريس التي كانت مركز الثقافة الغربية قبل الحرب.

وقال كايج إن الحرب الباردة قد أعطت إحساساً بالحيوية والمخاطر الكبيرة لكل ما يحدث تقريباً في الفنون والأفكار الأمريكية وهو ما دفع الأمة للإعلان عن حرب ثقافية عالمية. وأكد أن الدافع وراء هذه النهضة الثقافية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي هو القلق الأمريكي بشأن ما إذا كانت الإنجازات الفكرية والفنية للولايات المتحدة الأمريكية جديرة بالمكانة الجديدة للبلاد باعتبارها دولة ذات قوة عظمى عالمية والمدافع الرئيسي عن الديمقراطية الليبرالية.

وأشار الكاتب إلى ما كتبه ميناند، بأنه كان هناك شك واسع النطاق، حتى بين الأمريكيين، حول قيمة وتطور الفن والأفكار الأمريكية. وبالتالي وقع على عاتق الفنانين والكتاب والمثقفين في البلاد مع بداية الحرب الباردة مهمة إثبات أنهم كانوا بالفعل على استعداد للقيادة العالمية التي فُرضت عليهم.

التحول لقوة عظمى:

تناول كايج رؤية ميناند حول أسباب تحول الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة عظمى بعد الحرب مشيراً إلى الاستعداد – على الأقل داخل المؤسسة الليبرالية – للتفكير في عيوبها وإخفاقاتها. كما أدى الجمع بين الطموح الإمبراطوري والفردية الليبرالية والتبادل عبر الأطلسي والثراء الاجتماعي إلى إنتاج كتب ورسومات ومؤلفات موسيقية رائدة خلال هذا العصر.

وأشار كايج خلال تحليله إلى كتاب ويليام ف. باكلي الأول، وهو مؤسس مجلة National Review في عام 1955، المعنون بــ “الله والرجل في جامعة ييل” والذي نُشر في عام 1951، والذي أكد فيه أن جامعته “الجامعة الأمريكية” أصبحت موقعاً للفكر الليبرالي “الشنيع”، واستشهد أيضاً بما تناوله كتاب ميناند الذي سلط الضوء فيها على رأي باكلي بأن جامعة ييل كانت، بالمعنى النسبي، معقلاً للفكر المحافظ، حيث يرى الكاتب أن هذا الرأي كان صحيحاً جزئياً.

وأبرز كايج خلال تحليله كتاب ميناند أنه رغم استهداف التنظيم المحافظ في الولايات المتحدة الأمريكية لأهم مؤسسة للحياة الفكرية خلال الحرب الباردة وهي “الجامعة الأمريكية”، فإنه عاد وأكد أن النظام الذي تم تطبيقه في الجامعة الأمريكية بدءاً من مشروع قانون قدامى المحاربين الأمريكيين العائدين من الحرب العالمية الثانية، وامتداداً إلى التمويل الجديد للعلوم والفنون – كأهم وأبرز المشاريع الهادفة لفترة ما بعد الحرب لجعلها الأفضل في العالم – أدى إلى مجيء جيل من المفكرين تجرؤوا على التعبير بأفكار جديدة، ولكنهم ظلوا مرتبطين هيكلياً بالمشروع الليبرالي.

وأشار الكاتب إلى رؤية ميناند تجاه حالة التضارب بشأن صعود الجامعة كمركز للحياة الفكرية، مع وعدها بالتوظيف الكامل للمثقفين، إذ أصبحت هناك نزعة لامتصاص الطاقات الإبداعية في المجالات العلمية المتخصصة، مستشهداً على ذلك بتصريح ليونيل تريلينج عند ترقيته إلى أستاذ في جامعة كولومبيا، قائلاً: “أشعر بالخجل من الالتحاق بجامعة”. “لديّ سمعة عظيمة في العالم الأكاديمي. هذا الفكر يجعلني أتراجع”.

وأبرز كايج ما واجهته بعض الفئات من المثقفين من صعوبات حيث تم استبعاد العديد من المفكرين اليهود، كما لا تزال النساء وأصحاب البشرة الملونة يواجهون صعوبات أكبر. ويحدد ميناند الأفراد في كلتا الفئتين الذين تمكنوا من تجاوز قيود العصر، بما في ذلك الناشطة النسوية والمؤلفة بيتي فريدان والكاتب جيمس بالدوين، لكنهما احتلا مكاناً مختلفاً قليلاً في التعبير عن آرائهم بالمقارنة مع شخصيات مثل المفكر كينان وتريلينج، وغيره ممن امتلكوا قوة مؤسسية وثقافية حقيقية. كما أن قلة منهم، مثل المنظِّرة السياسية الألمانية المولد أرندت، تمكنوا من الحصول على درجات جامعية لائقة.

وفي ظل انهيار النهضة الثقافية في فترة ما بعد الحرب، أيد كايج رؤية ميناند بشأن أسباب هذا الانهيار، بأنه يعزو إلى التحولات السياسية في الداخل والخارج. ودعت حركة الحقوق المدنية إلى التشكيك في الصورة الذهنية للولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها معقلاً للمساواة الليبرالية. وبالمثل، تحدت حرب فيتنام حكمة المشروع الإمبراطوري الأمريكي. في الوقت نفسه، أدى التوسع السريع للثقافة الشعبية الجماهيرية، خاصة في صناعة التلفزيون والموسيقى، إلى عدم اقتصار التركيز في الفترة ما بعد الحرب على مستويات الفن والفكر الرفيعة.

يؤكد كايج أنه قد يكون من الصعب تخيل كيف يمكن للمرء أن يستعيد عالماً يُنظر فيه إلى الإنجازات في الفنون الجميلة والموسيقى الكلاسيكية – أو حتى التمويل القوي للجامعات العامة – على أنها طريق إلى القوة العالمية والإشادة الشعبية.

وأشار إلى رؤى بعض المتنبئين بشأن ما تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية الآن من حرب باردة جديدة مع الصين. مشيراً إلى عدم احتمالية أن تنتج هذه الحرب الباردة أي نوع من النهضة الثقافية، خاصة في ظل الدعوات المرتكزة على زيادة تمويل الجامعات بشكل حصري في مجالي البحث العلمي والتكنولوجي، وهي المجالات التي يبدو أن النظام الصيني يتفوق فيها.

كما أشار كايج في تحليله إلى وجود القليل من القلق المقبول بشأن مستقبل الفنون والآداب الأمريكية حيث إنه في الأربعينيات من القرن الماضي، أعرب الأمريكيون عن قلقهم العميق بشأن وضعهم كمؤثرين ثقافيين، إلا أنه يبدو بعدما يقرب من قرن من الزمان، تظل الثقافة الجماهيرية هي واحدة من المجالات القليلة التي لا تزال فيها قوة الولايات المتحدة الأمريكية لا مثيل لها في جميع أنحاء العالم. كما أن الاستقطاب السياسي لا يترك مجالاً كبيراً لهذا النوع من الاستثمار مثلما حدث في أوائل الحرب الباردة السابقة حيث تم احتضان اللاجئين الفكريين والفنيين، وهو ما ساهم في إنتاج أشكال معينة من النهضة الثقافية.

*مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المستقبلية

The post هل تستطيع "الثقافة الأمريكية" قيادة الحرب الباردة الجديدة مع الصين؟ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0



0

أشرفت ولاية أمن سطات على تنظيم ترتيبات أمنية مهمة ليلة رأس السنة الميلادية 2022، التي كانت الحكومة قد ألغت الاحتفالات بها، مع حظر التنقل الليلي انطلاقا من الساعة الثانية عشرة إلى الساعة السادسة صباحا، في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة انتشار المتحور الجديد لفيروس “كورونا”.

وحسب ما عاينته هسبريس، فقد نصبت ولاية أمن سطات سدودا قضائية بجميع مداخل المدينة، كالمدخل الشمالي بالطريق الوطنية رقم 9 في اتجاه الدار البيضاء، والجنوبي في اتجاه مراكش، وكذا طريق أولاد سعيد وكيسر وابن أحمد. كما تم توزيع عدة دوريات متنقلة، وأخرى ثابتة على مستوى أحياء عاصمة الشاوية ومداراتها، وتغطية كل المحاور الرئيسة بشرطة المرور.

وأشارت مصادر هسبريس إلى أن عناصر الأمن المكلفة بترتيبات رأس السنة الميلادية الجديدة ستواكب عمليات إغلاق المقاهي والمطاعم وكل الفضاءات بالمدينة، التي تم إخبارها من قبل السلطات المحلية مسبقا، انطلاقا من الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، مع حظر التنقل الليلي ابتداء من الساعة الثانية عشرة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة كانت قد أعلنت، في بلاغ سابق، عن تدابير وقائية عدة بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، شملت منع الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية، ومنع الفنادق والمطاعم وجميع المؤسسات والمرافق السياحية من تنظيم احتفالات وبرامج خاصة بهذه المناسبة، وإغلاق المقاهي على الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، فضلا عن حظر التنقل الليلي ابتداء من الساعة الثانية عشرة ليلا إلى السادسة صباحا.

The post دوريات أمنية ترافق "رأس السنة" بسطات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

هبة بريس - الرباط تمكنت فرقة خاصة تابعة للدرك الملكي بالحاجب ، من اعتقال "سفاح "بودربالة الذي قتل شابين وترك وراءه علامات استفهام بخصوص دوافع واسباب الجريمة التي اهتزت على وقعها ساكنة المنطقة قبل أيام . وبحسب مصادر ، فقد جرى توقيف الجاني عقب مطاردة هوليودية نفذتها عناصر تابعة لفرقة خاصة من درك الحاجب ، على مستوى حي سيدي بوزكري بمدينة مكناس . جدير بالذكر ان المشتبه فيه الذي جرى اعتقاله يبلغ من العمر 27 سنة،كان قد أقدم نهاية الأسبوع الماضي على قتل شابين بطريقة وحشية داخل ورش بناء مركز اجتماعي بمنطقة بودربالة.

0

0

أغلقت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، الخميس، على وقع اللون الأخضر.

فقد سجل مؤشرها الرئيسي “مازي”، الذي يشمل جميع المعاملات المالية من نوع الأسهم، ارتفاعا بنسبة 0,12%، منتقلا إلى 13.404,63 نقطة.

وسجل مؤشر “MSI20″، الذي يعكس أداء 20 مقاولة مدرجة بالبورصة، بدوره عند جلسة الإغلاق تقدما بنسبة 0,28% إلى 1.090,76 نقطة .

كذلك الشأن بالنسبة لمؤشر “ماديكس”، وهو مؤشر مدمج يتكون من الأسهم المتداولة على أساس مستمر، الذي ارتفع بنسبة 0,22% منتقلا إلى 10.845,15 نقطة.

The post البورصة المغربية ترتدي اللون الأخضر appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

تقدم الفريق الحركي بمجلس النواب اليوم بسؤال شفوي آني، حول إقصاء مجموعة من الجرائد الورقية والإلكترونية من نشر الإعلانات الادارية، وذلك تبعا لمقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل 100 من الدستور، وتطبيقا لمقتضيات المواد 278 و 283 من النظام الداخلي لمجلس النواب. وجاء في السؤال الشفوي الذي وقع من طرف كل من النائب محمد مبديع ومحمد لحموش والنائبة كلثوم نعيم، أن وزارة الاقتصـاد والمالية أصدرت مؤخرا قرارا يقضي بتحديد لائحة الجرائد والمواقع الإخبارية المخول لها نشـر الإعلانات الادارية، وحسـب نص القرار رقم 3109 الصـادر في الجريدة الرسمية عدد 7048، فإن اللائحة تضـم بعض الجرائد الورقية بالعربية والفرنسية وبعض المواقع الالكترونية، لكن القرار أقصى جرائد أخرى كجريدة الحركة مثلا، ومجموعة من الجرائد الورقية والإلكترونية المستقلة، والملاحظ أن اللائحة تضم أكثر من وسيلة إعلامية للمؤسسة نفسها. وساءل فريق حزب السنبلة، السيدة الوزيرة عن المعايير المعتمدة في تحديد لائحة الجرائد والمواقع الالكترونية التي يمكنها نشر الإعلانات الإدارية ، والأسباب الكامنة وراء إقصاء وسائل إعلام عريقة نظير جريدة الحركة، وما هي الإجراءات التي تعتزمون اتخاذها لتدارك هذا الاقصاء

0

سنُودع سنة 2021 بكل ما حملت من أحداث صاخبة ولحظات تاريخية فارقة تميزت ببالغ التأثير لجائحة فيروس كورونا ومتحوراته على معادلات العلاقات الدولية، وإعادة ترتيب الخرائط السياسية والتحالفات الاقتصادية، وتضرُر الطبقات الهشة، كما تميزت بعمليات تلقيح واسعة وسجالات قانونية بين حرية التلقيح الشخصية وضرورة حماية المجتمعات من انتشار الوباء الفتاك.

سنودع سنة 2021 بين تدابير احترازية صارمة وأخرى مخففة، والحيطة والحذر للحفاظ على مكتسبات عمليات التلقيح الجماعي والحد من انتشار الوباء، وترقب كبير لكل جديد شركات الأدوية العالمية ومختبرات محاربة الأوبئة، والتشجيع على مبدأ التضامن الإنساني في عمليات التوزيع المجاني للقاح بالنسبة للدول النامية والفقيرة.

ورغم كل تهديدات وتداعيات جائحة كورونا سنة 2021 فإنها لم تمنع من عودة الحياة تدريجيا إلى ميادين السياسة والرياضة والفن؛ وهكذا شهدت إعادة تنظيم العديد من التظاهرات المؤجلة عن سنة 2020، ككأس الأمم الأوروبية لكرة القدم بإنجلترا، والألعاب الأولمبية بطوكيو، وكأس العرب بقطر، و”الكوب 26″ بغلاسكو (بريطانيا) و”إكسبو دبي 2020″…كما عادت اجتماعات جي 20 وجي 7 والبرلمان الأوروبي واللجنة الأوروبية للانعقاد، وغيرها من الهيئات داخل المقرات الأممية أو القارية.

لقد عاش العالم وطيلة اثني عشر شهرا الماضية أحداثا ستغير لا محالة من مجرى العديد من معادلات العلاقات الدولية، كالملف الليبي، حيث تبقى مُخرجات لقاءات المغرب، سواء بالصخيرات أو بوزنيقة، أهم نتائج الحوار فيه، بعد سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات، ومن ثم تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي كانت مقررة يوم 24 دجنبر من هذه السنة إلى موعد غير مسمى.

كما تميزت هذه السنة بإجراء انتخابات في إيران، أعادت المحافظين إلى السلطة، وهو ما يعني الرجوع بالملف النووي وتخصيب اليورانيوم إلى طاولة جنيف من جديد. كما جرت انتخابات بألمانيا في شهر أكتوبر، غادرت معها المستشارة أنجيلا ميركل السياسة بعد قيادتها ألمانيا لمدة 16 سنة، وتراجع حزبها في بورصة الانتخابات الألمانية أمام عودة قوية للخضر… وأجريت انتخابات أيضا في روسيا، حيث فاز حزب “روسيا الموحدة” بأغلب مقاعد مجلس الدوما الروسي؛ بالإضافة إلى انتخابات مهمة بدول أمريكا اللاتينية.

من جهة أخرى عرفت سنة 2021 تنصيب الرئيس جو بايدن على رأس الإدارة الأميركية الجديدة، التي رفعت شعار حقوق الإنسان والديمقراطية، واختارت التركيز على منطقة المحيط الهادي لترسيخ التحالف السياسي والاقتصادي القديم / الجديد مع دولها، والحد من النفوذ الاقتصادي الصيني.

كما قررت الإدارة الأميركية الجديدة الخروج من أفغانستان بعد عشرين سنة من التواجد العسكري، وهو ما فتح المنطقة على سيناريوهات جديدة تتعلق بالاستقرار والتحالفات والتسليح والعنف…وخلف موجة جديدة من الهجرة الجماعية نحو أوروبا.

لقد فسرت العديد من التحليلات شعور “روسيا بوتين” بنوع من التفوق من خلال تدبيرها ملفات ساخنة، كسوريا وليبيا ودول الساحل الإفريقي، وأيضا أنبوب الغاز الطبيعي ” نورد ستريم 2″ وارتفاع مبيعاتها من الأسلحة لمختلف دول العالم؛ وهو الشعور الذي تقوى بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعودة طالبان، ما عجل بإرسال حوالي 170 ألف جندي روسي إلى حدود أوكرانيا. وفي الوقت نفسه أرسلت روسيا شروطها إلى كل من حلف “الناتو” والولايات المتحدة الأمريكية، بخصوص انضمام أوكرانيا وبعض دول الاتحاد السوفياتي سابقا إلى “الناتو”، وكذا الرؤوس النووية والقواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا، واضعة بذلك العالم على شفا حرب عالمية.

عشنا سنة 2021 أحداثا مأساوية وهجرات جماعية جديدة (خصوصا من أفغانستان والعراق)، سواء بأوروبا الشرقية عبر بيلاروسيا وبولندا، أو انطلاقا من ليبيا نحو سواحل اليونان وجنوب إيطاليا، أو انطلاقا من بحر المانش في اتجاه بريطانيا.

ولم تسلم موجات الهجرة هاته من التوظيف السياسي، الذي لم يقف عند رغبة إحدى دول أوروبا الشرقية في بناء سور ورفض المفوضية الأوروبية تمويله، بل رسخ ملف الهجرة واللجوء وكراهية المهاجرين كعقيدة لا تتزعزع في كل برامج اليمين المتطرف، خاصة الفرنسي، في حين تجنبت برامج الانتخابات الألمانية لسنة 2021 توظيف الإسلام والهجرة، وهو ما يحسب لها.

في المغرب نسجل سنة 2021 كسنة انتصارات دبلوماسية في ملف الصحراء المغربية؛ فقد مرت سنة على الاعتراف الأمريكي (10دجنبر 2020) بشرعية السيادة المغربية على الصحراء المغربية، وتم الاحتفال بـ”الاتفاق الثلاثي ” في دجنبر 2021، بالإضافة إلى مشاركة الإدارة الأمريكية الجديدة في مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش المغربي بالجنوب المغربي (يونيو 2021) وبالبحر المتوسط (دجنبر 2021).

وأكد انتصارات المغرب الدبلوماسية في ملف الوحدة الترابية قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص قضية الصحراء المغربية، الذي أكد على جدية مبادرة الحكم الذاتي، وحدد الأطراف المعنية بالقضية، وشدد على مركزية الأمم المتحدة في التفاوض لإيجاد حل سياسي واقعي لهذا النزاع المفتعل.

كما سجلت هذه السنة اعترافا أمميا بمكانة المغرب وقوة أجهزته في عمليات مكافحة الإرهاب الدولي وحفظ السلام الدولي؛ وذلك باحتضان العاصمة المغربية “مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بإفريقيا” في يونيو 2021، وهو الأول بإفريقيا.

وقبل توديع سنة 2021، حمل شهر دجنبر تصريحات إيجابية بخصوص ملف الصحراء المغربية والحكم الذاتي، قادمة من ألمانيا التي نوهت أيضا بالدور المغربي المهم على مستوى العلاقات المتوسطية والأوروبية والإفريقية؛ وهي التصريحات التي عبدت طريق عودة العلاقات المغربية/ الألمانية إلى “شكلها الطبيعي”، وأولها عودة السفيرة المغربية إلى العاصمة برلين. هذا في انتظار رجوع العلاقات المغربية/ الإسبانية إلى سابق عهدها، لكن بمعادلات جديدة وسقف جديد.

كما حمل شهر دجنبر معه قرار “جامعة الدول العربية” اعتماد خريطة تضم الصحراء المغربية في كل الاجتماعات وداخل المقرات؛ وهو انتصار للتاريخ والجغرافيا، وتأكيد على إجماع عربي على حق المغرب في وحدته الترابية، في أفق عقد القمة العربية بالجزائر السنة المقبلة. وهي كلها تطورات تُحرج جنرالات الجزائر وتزيد من عزلتهم، على الرغم من حملة توزيع شيكات سوناطراك لاستمالة بعض الأصوات العربية، التي لا تراعي المطالب الاجتماعية الحيوية البسيطة للشعب الجزائري، الذي يضطر إلى الاصطفاف في طوابير طويلة من أجل حصص الحليب والخبز واللحم والبطاطس.

ويدخل الاجتماع الوزاري الأول لـ”مجموعة فيسغراد” والمغرب، المنعقد يوم 7 دجنبر من هذه السنة، في إطار تنويع المغرب شركاءه في أوروبا الشرقية والاشتغال على أجندات مشتركة مع كل من بولندا والتشيك وهنغاريا وسلوفاكيا، وهو ما يعني حصادا دبلوماسيا مغربيًا إيجابيا في انتظار معارك السنة المقبلة 2022.

وستعرف سنة 2022 العديد من الأحداث والأجندات خارج الحدود المغربية، لكن ستكون لها، شئنا أم أبينا، ترددات على الأوضاع المغربية، كالانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل 2022، ودخول القوانين الأوروبية الجديدة حيز التنفيذ، خصوصا تلك المتعلقة بالانتقال الرقمي، سواء بالنسبة للأسواق أو الخدمات…Digital Services Act (DSA) أو Digital MarketsAct (DMA) وأيضا قوانين الهجرة واللجوء والطاقات المتجددة…إلى جانب انطلاق مفاوضات روسيا والولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو المرتقب بداية السنة المقبلة.

سنستقبل إذن سنة 2022 وكلنا أمل في الحفاظ على حياة الشعوب من جائحة كورونا والمتحورات المشتقة منها، وفي توفير اللقاح المجاني لشعوب القارة الإفريقية. لتكن سنة 2021 إذن خطوة للوراء من أجل خطوتين للأمام؛ مثلما صورها الروائي الروسي أنطوان تشيخوف في رواية “المبارزة”، في مقطع يقول: “بحثا عن الحقيقة يخطو الناس خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء.. تدفعهم الآلام والأخطاء وملل الحياة إلى الوراء، لكن الشوق إلى الحقيقة والعزيمة الصلبة يدفعانهم إلى الأمام قدماً”.

The post بوصوف: رهان كبير على 2022 للمضي إلى الأمام في المغرب والعالم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

ع محياوي _ هبة بريس ألغت المحكمة الإدارية الاستئنافية بالرباط، أخيرا، قرارات صادرة عن إدارية فاس تخص منازعات انتخابية بجماعة قرية با محمد بإقليم تاونات وسيدي حرازم بإقليم فاس، و أنصفت رئيسيهما بموجب قرارين رفضا طعون مقدمة في مواجهتهما من طرف منافسيهما. وأبقت على إسماعيل الهاني من التجمع الوطني للأحرار، رئيسا لجماعة قرية با محمد، بعدما كانت إدارية فاس ألغت انتخابه عضوا بداعي ازدواجية الانتماء، بعدما التحق بحزبه الجديد قادما من الاتحاد الاشتراكي، قبل أن يدلي بما يفيد استقالته القانونية. وأصدرت ذات المحكمة قرارا ٱخر , هم أحمد قنديل رئيس جماعة سيدي حرازم المنتمي لحزب الأحرار، قضى بتأييد الحكم الابتدائي القاضي برفض طلب تقدم به مرشح حزب الأصالة والمعاصرة في مواجهته

0

بدأ الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، زيارة رسمية إلى الجزائر، بدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ومن المرتقب أن تتناول الزيارة حسب الإعلام الرسمي الجزائري والموريتاني واقع العلاقات بين البلدين وآفاق التعاون المشترك وملفات إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة ولد الغزواني للجزائر أياماً قليلة بعد عودة الرئيس تبون من زيارة قام بها إلى تونس، التقى فيها بالرئيس التونسي قيس سعيد، والتي عرفت سخاءً جزائريا غير مسبوق في دعم تونس ماليا واقتصاديا، أفضى الى تغيير في مواقف تونس في ملفات إقليمية أبرزها ملف نزاع الصحراء المغربية، كما يرى متتبعون. ويترقب المغاربة وعدد من المتتبعين نتائج زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر، ومدى قدرة الجزائر على استمالة موريتانيا نحو التوجه الجديد الذي تسعى من خلاله الجزائر إلى محاصرة المغرب والضغط الإقليمي عليه، أو قدرة موريتانيا على التبات في مواقفها تجاه الاغراءات والتهديدات الجزائرية لها، ومدى إمكانية قيامها بوساطة لحل أو تقريب وجهات النظر بين المغرب والحزائر كما وسبق وأن عبرت عنه سابقا. وفي هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية عصام العروسي، إن زيارة ولد الغزواني للجزائر تأتي في إطار دعوة من الرئيس تبون للرئيس الموريتاني لزيارة بلاده، وهي في الحقيقة محاولة للهروب من الأزمة الحقيقية، ومن وضعية العزلة التي فرضت عليها من قبل المحيط الإقليمي العربي والدولي، حسب العروسي. ولفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن مؤشرات هذه العزلة كثيرة منها تثمين مجلس الأمن لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كصيغة لحل نزاع الصحراء المغربية، وكذلك الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والاجماع الخليجي على دعم المغرب ووحدته الترابية، فضلا عن دعوة الجامعة العربية لاعتماد خريطة المغرب كاملة في انشطتها وغير ذلك. وشدد ذات المتحدث في تصريح لجريدة "هبة بريس" الالكترونية، على أن قيمة هذا التقارب لن يكون أكثر من التقارب التونسي الجزائري والمبني على المال والمساعدات التي ركزت عليها الجزائر في استمالة تونس إلى جانبها مؤخرا. واعتبر العروسي أن موريتانيا لن تنصاع للاغراءات الجزائزية، ولن تتخلى عن حيادها الايجابي كما تصفه في مسألة الصحراء، بالنظر أولا وكما علم إلى أن أجندة اللقاء لا تضم التطرق ونقاش ملف الصحراء المغربية، ويبدو أن الطرف الموريتاني قد فرض استبعاد هذه النقطة من أجندة الزيارة. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية على أن موريتانيا لن تضحي بمصالحها مع المغرب، وتتجه نحو تبني الأطروحات الاجزائزية او الاصطفاف معها، سيما وهي تعي جيدا الدور الجديد والكبير للمغرب في المنطقة، الذي أصبح يتنامى ويتطور بشكل كبير في إفريقيا. وبخصوص إمكانية قيام الجمهورية الإسلامية المورتانية بوساطة بين الرباط والجزائر، أكد المحلل السياسي على أن ذلك يبقى مستبعدا، باعتبار أن الوسيط الذي يمكن أن يقارب وجهات نظر الجانبين المغربي والجزائري، يجب أن يتمتع بنفوذ وقيمة ومكانة دولية كبيرة، حتى يكون صوته مسموعا ويقدم مقترحات قابلة للنقاش والتطبيق. وواصل ضيفنا، معتبرا أن موريتانيا تنتفي عنها هذه الصفة حتى تنجح في مثل هذه الأمور، كما أن العلاقة الموريتانية الجزائرية شابتها بعض لحظات التوتر في الماضي خاصة إبان التدخل الجزائزي في موريتانيا في سبعينات القرن الماضي والذي يظل محفوضا في الذاكرة الموريتانية، ومن الصعوبة حاليا إيجاد حلول وسطى بين البلدين المغرب والحزائر، على حد تعبير ذات المتحدث.

0

أطلقت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، كرسي:"الألكسو العلمي للتنمية المستدامة"، وقد تم ذلك في إطار لقاء منظم تحت شعار : "التنمية المستدامة جسر لبناء القدرات المجتمعية"، بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب وشركاء مؤسساتيين وهيئات دولية تعمل في مجال التنمية المستدامة. ويهدف إحداث الكرسي العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، إلى تعزيز نظام متكامل لأنشطة البحث والتدريب والتوثيق، وتطوير نظام موسع للتثقيف، وتثمين برامج التكوين للعاملين في مجالات التعليم وجمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والهيئات المنتخبة. ويضع الكرسي العلمي ضمن أولوياته، التأهيل الرقمي للمنظومة التربوية حول مواضيع التربية على التنمية المستدامة والموروث الثقافي وتوحيد المفاهيم والأدوات والدعائم التي يمكن استخدامها في استراتيجيات التربية على التنمية المستدامة، بالإضافة إلى إعداد بحوث ودراسات علمية متعددة التخصصات في المجال. وفي هذا السياق قال رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله في كلمة له بالمناسبة رضوان المرابط، أن الكرسي العلمي جاء ليعزز المجموعة المتنوعة من الكراسي العلمية التي تتوفر عليها الجامعية حاليا، مضيفا أن الجامعة تعززت في الآونة الأخيرة بأربعة كراسي علمية تابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) من أصل 7 كراسي علمية مخولة للمملكة المغربية. ومن جانبه قال أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الدكتور مراد محمودي، إن المملكة المغربية تتوفر على كرسيين علميين في مجال التنمية المستدامة، الأول بجامعة محمد الخامس بالرباط والثاني تم إحداثه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (المدرسة العليا للتكنولوجيا). مقترحا إحداث منتدى عربي يجمع جميع الكراسي العلمية المهتمة بالتنمية المستدامة لتوحيد الجهود من الناحية الفنية والعلمية والمالية، تحتضنه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وترعاه اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة. وفي كلمته بذات المناسبة قال الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، الدكتور جمال الدين العلوة، بالتوجه الجديد للمملكة المغربية نحو الإقتصاد الأخضر وتحقيق تنمية مستدامة شاملة. جدير بالذكر، أن إحداث كرسي:"الألكسو العلمي للتنمية المستدامة" يندرج ضمن الأهداف التي سطرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الرامية إلى توفير الخبرة والمعرفة الضرورية والمساهمة المبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة، كما يكرس إحداث الكرسي العلمي متخصص في التنمية المستدامة المكانة التي تحظى بها المدرسة العليا للتكنولوجيا في مجال تخصصها من خلال انخراطها في الجهود المبذولة لتوفير البيئة الملائمة للبحث العلمي الرصين وربطه بمجالات التنمية المستدامة للمملكة المغربية تحت إدارة الدكتور علي بن باسو. وبالمناسبة تم تعيين الدكتور عبد المجيد جميل مديرا للكرسي، بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، كما شكل اللقاء لقاء إطلاق الكرسي العلمي فرصة مواتية لتقديم مقترحات وتوصيات لبلورة تصور مشترك حول أهداف وغايات كرسي التربية على التنمية المستدامة وبناء القدرات المجتمعية. علما، أن فعاليات هذا الحدث شهدت مشاركة العديد من الشخصيات البارزة في الوطن العربي، التي لها بصمة في مجال التنمية المستدامة، وعلى رأسهم البروفيسور عبد الغفار رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية - رئيس مجلس إدارة المركز العالمي للتنمية المستدامة- وأيضا المستشار لافي ناصر البلوي مدير عام معهد روائع الفكر والتدريب بدبي؛ والمستشارة ابتهال خليفة مستشارة السعادة وجودة الحياة سفيرة السعادة مملكة البحرين، والدكتورة شيماء الشرقاوي سفيرة مصر لدى الأمم المتحدة لجنة حقوق الانسان والتنمية المستدامة،والمهندس محمد بنعبو خبير في المناخ والتنمية المستدامة.

0

ع محياوي _ هبة بريس أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الفاعل الرئيسي في مجال الطاقة أنه حصل على شهادة ISO 9001 المرتبطة بنظام إدارة الجودة لشبكة النقل الكهربائية التابع بذات القطاع بالجهة الشرقية للمغرب. ويعتمد المعيار الدولي ISO 9001 على عدد من مبادئ إدارة الجودة؛ وتحفيز والتزام الإدارة، والنهج العملياتي المتبع، والتحسين المستمر وجودة الخدمات وجاهزية وسلامة الشبكة الكهربائية، وكذلك جهود المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لتحقيق المشاريع الطموحة والمهيكلة من أجل مواكبة الدينامية الاجتماعية والاقتصادية بهذه المناطق. وأبرز الافتحاص فعالية النظام المعتمد الذي يقدم منتجات وخدمات تلبي حاجيات وانتظارات الزبائن، بما فيها خبرة العاملين وإنتاجية البنى التحتية، التي تشكل محاور سياسة المكتب في مجال إدارة نظام الكهرباء. ومنحت شهادةَ الجودة مؤسسةٌ شهيرة لقطاع النقل بعد إجرائها الافتحاص، وجميع الإجراءات والعمليات الإدارية والتنفيذية، وكذا تلك المتعلقة بدعم أنشطة صيانة الشبكة الكهربائية وتسيير المراكز التحويلية ذات الجهد جد العالي وتصميم وإنجاز المرافق ذات الجهد جد العالي وقراءة وصيانة أنظمة القياس. وانضمت جهوية قسم النقل بالمنطقة الشرقية، التي تشمل جهات فاس مكناس ودرعة تافيلالت وأقاليم الحسيمة وخنيفرة، إلى الأقاليم الجنوبية والشمالية والوسطي التي حصلت على الشهادة ذاتها في وقت سابق. وتجدر الإشارة، أنه منذ سنة 2005، حصلت كل المديريات الجهوية لنقل الكهرباء، وكذا مديرية إدارة النظام الكهربائي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، على شهادة “

0

اخنوش يهاج البيجيي

عقد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار اجتماعه، يوم الأربعاء 29 دجنبر 2021، حيث تمت الإشادة بالموقف القوي والإيجابي لدول الخليج العربي والداعم لقضية الوحدة الترابية. وجاء في بلاغ المكتب السياسي انه تم التوقف عند الورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية، وأبرز أن الحكومة استطاعت في ظرف وجيز استكمال الترسانة القانونية لتمكين حوالي 11 مليون مغربي ومغربية من الانخراط في نظام التغطية الصحية الإجبارية عن المرض لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وجدد أعضاء المكتب السياسي، دعم الحزب القوي للأغلبية الحكومية، التي تقوم بإصلاحات مهمة، ونوهوا بالتنسيق الدائم والمستمر بين مكوناتها وعملها المشترك، كما حيا أعضاء المكتب السياسي عالياً حرص الأغلبية على تفعيل آليات التنسيق، وعزمها عقد لقاءٍ قريب لتعزيز التشاور، وأكد المكتب السياسي في هذا الإطار، تعبئة جميع هيئات الحزب لإنجاح هذه التجربة،والتزامه بدعم وتعزيز التماسك المتين والتضامن المستمر بين أطراف الأغلبية الحكومية وأشاد أعضاء المكتب السياسي بمبادرة الحكومة الرامية الى ضخ 13 مليار درهم لأداء متأخرات الضريبة على القيمة المضافة إلى غاية مارس 2022، وذلك لتمكين المقاولات خاصة الصغرى والمتوسطة، من التوفر على سيولة مهمة في خزينتها، من أجل الصمود في وجه الأزمة. وعبر أعضاء المكتب السياسي عن عميق ارتياحهم بهذا القرار، الذي يؤكد سعي الحكومة الجاد إلى إنعاش الاقتصاد الوطني، ولتقوم المقاولات بدورها في مجال الاستثمار والتشغيل والتنمية الاقتصادية، على اعتبار أنها النواة الأساسية والمحرك الفعلي لكل تنمية اقتصادية واجتماعية، كما نوهوا باعتماد الحكومة على مواردها الذاتية دون اللجوء إلى الحلول الكلاسيكية والسهلة، التي كان يُلجأ إليها في هذا الإطار.

0

فرنسا كورونا

خففت فرنسا القيود التي كانت تمنع البريطانيين المتوجهين من بلادهم إلى أماكن إقامتهم في دول أوروبية أخرى، من عبور نفق المانش بسياراتهم. وكانت القيودد التي فاجأت حتى الحكومة البريطانية تعني البريطانيين المقيمين في إحدى دول الاتحاد الأوروبي غير فرنسا، الذين ومن أجل الوصول إلى تلك الدول يعبرون عادة فرنسا بسياراتهم، كما هي الحال في هذه الفترة حين يعود الجميع من عطل الأعياد. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها طلبت "توضيحات بشكل عاجل من جانب الحكومة الفرنسية" بعد اكتشاف الأمر. ونقلت "فرانس برس" عن وزارة الداخلية الفرنسية في حينه أن البريطانيين هم "مواطنون من دول أخرى"، ولا يسمح لهم بعبور فرنسا للوصول إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. إلا أن الوزارة تراجعت، وقررت توجيه "تعليمات بالتساهل" لعناصر شرطة الحدود كي يتمكن كل شخص من الوصول إلى مكان إقامته

0

عيون الساقية الحمراء، في مكانها وفي مجالها الجغرافي، وفي حضن ترابها الأوحد، وفي ارتباط طبيعي بشمالها منذ أن خلق الكون وإلى أن يرثه الله…فالمغرب في صحراءه والصحراء في مغربها…

عيون أمينتو تراها في مكان آخر، متخيل، متوهم استقلاله، بكينونة خاصة به، لم تتحقق في التاريخ، والحمد لله لا يدعم ذلك إلا طموحات شيخوخة عسكرية خرفت بصدأ معداتها العسكرية…إنها الدولة الموعودة المبنية بالرمال، والأوهام، والدماء، والأوجاع، والطموحات التوسعية، وكثير من ايديولوجيا الحرب الباردة…

عيون الساقية الحمراء، حرة، تنطق بما بدى لها، غير أسيرة ولا مطوقة، إنها تسافر بعينيها مدى البصر وتجوب الكون حالمة بمستقبل واعد في جهوية متقدمة، وفي بلد صاعد كما يتحدث بذلك الأعداء أنفسهم…والحق ما شهد به الأعداء….

عيون أمينتو، تستمتع بحرية العيون، لكنها أسيرة حقد دفين، يعتنق الانفصال لا مذهبا، بل عملا مؤدى عنه، فخزائن البترول تفتح لأصحاب هذا المذهب، وييسر لهم ملاقاة الخارج، وتفرش لهم سجادات الإعلام، وتمنح لهم جوائز نظير التنكر لدمهم، لذويهم ولوطنهم…فلكل جماعة خوارجها…

عيون الساقية الحمراء، تناقش ما بدى لها، غير خائفة من رصاصة غدر، ولا أسر في غياهب مجهولة، ولا تعذيبا ممنهجا، ولا اختفاء قسريا…فالكل مطروح للنقاش، بما في ذلك الطابو، والمزعج، وخطاب الآخرين…إنها ثقافة المصالحة التي تلف أديمها، وثقافة الحقوق التي تسكنها…

عيون أمينتو، ترى في المصالحة تعويضا، وفي الحرية تحريضا، وفي الابتزاز عملا وصنيعة، وفي معاداة وطنها بناء مجد، فتجوب بسيارتها، وهي آمنة مطمئنة، دروب وأزقة العيون، برفاه جلي في الهندام والراحلة، تتاجر بمآسي الصحراويين بتندوف، مقدمة، بذلك، جرعة حياة للكابرانات، ولأحلام اليقظة التي راودتهم ذات مرة، والتي تحولت اليوم إلى كابوس…

عيون الساقية الحمراء، خرجت عن بكرة أبيها في الانتخابات الأخيرة، لقد رأت في ذلك بناء للدولة الحديثة ولمؤسسة الجهة، إنها تخطط لتعزيز الرابط الأبدي بشمالها كما جنوبها، وتنفذ نموذجا اقتصاديا واعدا، يشارك فيه كل أبنائها، بدعم دولي متزايد، وباستثمارات وبمشاريع لم تتوقف رغم الجائحة ورغم الأزمة…إنها الثقة في النموذج وفي القائمين عليه…

عيون أمينتو، أعمتها زوابع الرابوني، فلا ترى مأساة الأطفال، ولا مخلفات التهجير القسري للشابات والشبان نحو كوبا، ولا استفزازات سلطات تندوف، ولا الجوع ولا ضيق الأفق الذي يعاني منه الصحراويون، الذين تتاجر بهم “القيادة”، لاستعطاف كرم وجود المنظمات الدولية، قبل تحويل العائد من ذلك إلى حساباتهم البنكية الخاصة…أليس للحرب أيضا تجار وثروة تجنى…

عيون الساقية الحمراء ترى في الحاكمين في الجزائر، مسؤولية معاكسة المغرب في حقوقه التاريخية، وفي سيادته على مجاله، وفي تأخير بناء الاتحاد المغاربي الذي حلم به جيل الآباء والأجداد فجر الاستقلال، وفي إدامة منطق الفرص الضائعة، في زمن ليس فيه مكان إلا للقوى المتكتلة…

عيون أمينتو، على العكس، ترى في ضباطها وجينرالتها “أشقاء”، مناصرين لها…تخاطب ودهم، بل الأصح عطائهم، تتودد إلى أحلامهم، تغازل أوهامهم، وتمجد صنيعهم، عيون “بوق” لا عيون “صدق”، عيون مدح مؤدى عنه، عيون تكابر، تعاند الحقيقة، لا تريد أن ترى إلا ما يقال لها، أو تعتقد أن وقعه جيد على أذن وقلب مشغلها؛

عيون الساقية الحمراء، مفتوحة صادقة، فكل يوم نصر جديد، ومكسب عائد، ودرجة تنجز، ومرتبة تحصل، ونمو يسجل، فليست في حاجة إلى خلق “الحدث”، فهي الحدث، بل و”الحدث المستمر”، لأنها تنتمي إلى وطن يحضنها ولا يبخل عنها…

عيون أمينتو، لا انتباه يشد إليها، ولا اهتمام بها…فتتحين الفرص، وتعظم الأشياء، وتنفخ في الرماد طمعا في إشعال الفتيل، فترى في مباراة كرة قدم، وفي نتيجتها، حربا، وانتصارا، وسحقا، فتخرج “متحفلة” وتعطي تصريحا على عجل وهي تقود سيارتها، وتتحدث باسم العيون كلها، وتبدي سعادة غامرة وتبسما لسم ينفذ منها…

عيون الساقية الحمراء، لا تكترث لذلك، فهي تدرك، عبر دروس سابقة، أن البحث عن “الانتصار” منتهى ذلك وغايته، فتأنف عن الرد، وعن المتابعة، ليقينها بأن هذا الخطاب في أفول، وليقينها بأن الحقيقة ساطعة، لا يراها من ببصره غشاوة…

تنام عيون الساقية الحمراء قريرة، مطمئنة، واثقة…وتغمض عيون أمينتو في قلق، ووجل وترقب…لعل القدر يجود لها بفرصة أخرى، تستطيع بها أن تغالط الرأي العام، وأن تشوش على ما تنقله بصدق وأمانة عيون الساقية الحمراء…لكن هيهات ثم هيهات…

(*) نائبة برلمانية

The post عُيون الساقية الحمراء وعُيون أميناتو appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

بعد الانهيار الاقتصادي في عام 2020 وبدء التعافي في 2021، هل يحصل تباطؤ عالمي في 2022؟ الانتعاش اتسم بالزخم، لكن الاقتصاد العالمي ليس بمنأى عن الخضات بسبب أزمة الامدادات والتضخم والمخاوف الصحية التي تُضاف إليها كذلك مستلزمات المحافظة على البيئة.

انتعاش متعدد السرعات

من الصين إلى الولايات المتحدة ومن أوروبا إلى إفريقيا، أدى الوباء في وقت واحد تقريبا إلى انهيار اقتصادات العالم في ربيع عام 2020. وبعد عامين وأكثر من 5,3 ملايين وفاة، صار السبيل للخروج من الأزمة أكثر تشتتا.

استفادت الدول الغنية من امتياز الوصول إلى اللقاحات: أزالت الولايات المتحدة آثار أسوأ ركود شهدته منذ الكساد الكبير في الثلاثينات وبدا أن منطقة اليورو ستحقق الشيء نفسه في نهاية العام. لكن الانتشار السريع للمتحورة “أوميكرون” وتدابير الإغلاق التي فرضتها، يثير مخاوف من تبعات جيدة على العديد من القطاعات، بدءا بالنقل الجوي والمطاعم والضيافة والسياحة.

يؤكد محللون من بنك “اتش اس بي سي” البريطاني أن “الانتصار في المعركة ضد الفيروس ما زال بعيد المنال”، معتبرين أن الاقتصاد لا يزال “بعيدا عن العودة إلى مساره الطبيعي”.

في الطرف الآخر من المشهد، تفتقر البلدان الفقيرة إلى اللقاحات. ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي يتوقع صندوق النقد الدولي أن تسجل أبطأ انتعاش، حصل على اللقاح أقل من 4% من السكان في الكاميرون أو إثيوبيا أو أوغندا على سبيل المثال، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.

يتوقع صندوق النقد الدولي حتى عام 2024 أن تفشل معظم البلدان الناشئة والنامية في تلبية توقعات النمو التي حددتها قبل الوباء، خاصة وأن عددا من البنوك المركزية (في البرازيل وروسيا وكوريا الجنوبية وغيرها) قد رفعت أسعار الفائدة لدرء التضخم المتسارع الذي من شأنه أن يعيق تعافيها.

حتى في الصين، قاطرة النمو العالمي، يتباطأ الانتعاش مع تراكم المخاطر، كما حذر صندوق النقد مؤخرا من الاستهلاك الأسري الذي يكافح لاستعادة مستويات ما قبل الوباء، وأزمة قطاع العقارات مع الصعوبات التي واجهتها شركة إيفرغراند العملاقة المثقلة بالديون التي أدت إلى ارتفاع سعر الفحم ونقص المكونات الذي يثقل كاهل الشركات.

التضخم والنقص في السلع

كتب محللو غولدمان ساكس في توقعاتهم لعام 2022: “كانت المفاجأة الأكبر في عام 2021 هي ارتفاع التضخم”. وكان الدافع وراء ذلك هو الفوضى التي عمت سلاسل التوزيع ونقص المنتجات الأساسية للتجارة الدولية مثل أشباه الموصلات.

ويُعزى ذلك إلى الزيادة الكبيرة في الطلب أثناء الأزمة وبعدها، ولكن أيضا إلى النقص في صغار العاملين في قطاع التجارة العالمية من العمال الذين يفرغون البضائع في الموانئ وسائقي الشاحنات والعاملين في المتاجر الكبرى الذين لم يعودوا إلى مواقع عملهم بعد رفع الحجر الصحي.

كما يقف وراء التضخم ارتفاع أسعار المواد الخام (الخشب والنحاس والصلب) والطاقة (البنزين والغاز والكهرباء).

وفيما اعتبر محافظو البنوك المركزية ارتفاع الأسعار مسألة “مؤقتة”، فقد أثارت القلق على أعلى المستويات، واعترف البنك المركزي الأميركي أخيرا على أن ذلك ليس عارضا معلنا وأنه سيعمل على تسريع رفع أسعار الفائدة عام 2022 على الرغم من خطر تباطؤ النمو.

في هذه البيئة المتقلبة، قال رويل بيتسما، أستاذ الاقتصاد بجامعة أمستردام، لفرانس برس، إن “السؤال هو معرفة إن كنا خرجنا بالفعل من الأزمة”.

يؤكد عدد كبير من الشركات مواجهة صعوبات أمام نقص السلع والمواد والتضخم. لكن في الوقت الحالي، ما زال صندوق النقد الدولي يتوقع نموا عالميا بنسبة 4,9 % العام المقبل.

المناخ ضحية لتقلبات الاقتصاد

بين تلبية احتياجات الأسر وتجنب نهاية العالم، صار من الصعب إيجاد توازن كما اتضح من الاستنتاجات المتباينة لمؤتمر الأطراف “كوب-26” الذي عُقد في نونبر.

فالاتفاق الذي تم التوصل إليه يدعو الدول إلى زيادة التزاماتها لخفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة اعتبارا من عام 2022، لكنه لا يضع العالم على مسار متسق للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بمقدار أقل بكثير من درجتين مئويتين كما هو مذكور في اتفاقية باريس عام 2015.

قال رويل بيتسما بأسف إن “التفكير قصير المدى هو ظاهرة معتادة، خاصة لدى السياسيين”، مطالبا بفرض ضريبة كربون موحدة في جميع القطاعات ورادعة بما فيه الكفاية، وهو أمر بعيد كل البعد عما عليه الحال اليوم.
فالكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ يمكن أن تؤثر أيضا على أسعار الأغذية، عدا عن أن أضرارها قُدرت بنحو 250 مليار دولار من قبل شركة إعادة التأمين السويسرية “سويس ريه”.

وتقترب الأسعار العالمية بالفعل من مستوياتها القياسية التي بلغتها عام 2011، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. فقد ارتفع القمح بنسبة 40% تقريبا خلال عام واحد ومنتجات الألبان بنسبة 15%، وتجاوزت الزيوت النباتية المستويات القياسية.

وقالت نبيهة عابد، المقيمة في تونس العاصمة، لوكالة فرانس برس: “واضح أن أسعار كل شيء قد ارتفعت”، مشيرة إلى أسعار اللحوم والدجاج التي تضاعفت مرتين في بعض الأحيان. وللدلالة على ما وصلت إليه الحال، تقول هذه الأم إن “الشكشوكة”، وهي طبق تقليدي قوامه الفلفل والبصل والبيض وزيت الزيتون، “صارت رفاهية في حين كانت وصفة للناس الذين لا يملكون المال”.

وعليه، هل يثير ذلك الخشية من اندلاع احتجاجات وأعمال شغب بسبب الجوع كما حصل في 2008؟ علق سيباستيان بونسيليه، خبير القمح في شركة أرجيتيل الفرنسية الاستشارية، بالقول: “بين القمح والخبز، هناك خطوة واحدة فقط. إنه الغذاء الأساسي لقسم من البشرية وقد بات مهددا”.

The post تفشي "كورونا" يُغرق الاقتصاد العالمي في الشكوك بعد بوادر الانتعاش appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

دعت “جبهة العمل الأمازيغي” رئيس الحكومة إلى ترسيم رأس السنة الأمازيغية، معتبرة أن “تأجيل هذا الترسيم لم يعد له ما يبرره أبدا، فالإجماع الوطني حول هذه المسألة صار يحتاج إلى الحسم النهائي في هذه النقطة ذات الحمولة الرمزية”.

وأوردت الجبهة، في رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة، أن القرار من شأنه “تعزيز اللحمة الوطنية وتكريس قوة المغرب داخليا وخارجيا في تعاطيه مع القضية الأمازيغية، وما يتبع ذلك من تحولات في محيطنا الإقليمي، لا يجب إغفالها أو التقليل منها”.

وأردفت الرسالة: “مطلب ترسيم رأس السنة الأمازيغية صار منذ عقود مطلبا شعبيا بإجماع كل مكونات وتعبيرات الأمة المغربية، وهذا ليس إلا انعكاسا للتخليد الشعبي الراسخ لدى مكونات أمتنا المغربية بتاريخها الأمازيغي الطويل، كما عبر عن ذلك الملك في خطابه السامي”.

The post جبهة تراسل أخنوش لترسيم "ييض ن يناير"‬ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

فاز فريق الشباب الرياضي السوالم على ضيفه أولمبيك آسفي بـ2-1 في المباراة التي جمعتهما مساء اليوم الأربعاء على أرضية الملعب البلدي لبرشيد، برسم منافسات الدورة 15 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.

وبعد أن أنهى الشوط الأول متعادلا بهدف لمثله، تمكن فريق شباب السوالم من إنهاء المباراة بفوزه على أولمبيك آسفي بهدفين لواحد.

وكان فريق أولمبيك آسفي سباقا للتسجيل عن طريق اللاعب منصف العامري (د 19)، فيما أدرك هدف التعادل للشباب منصف العامري بعدف ضد مرماه، (د 44)، قبل أن يضيف مصطفى سهد هدف الفوز في الدقيقة 78.

وعقب هذه النتيجة ارتقى الشباب الرياضي السوالم إلى المركز الخامس، برصيد 23 نقطة، فيما جاء أولمبيك آسفي في المركز الثاني عشر برصيد 16 نقطة.

The post شباب السوالم يهزم نادي أولمبيك آسفي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

عائدا إلى مسار تسجيل آلاف الإصابات، يطرق المغرب من جديد باب التدابير الاحترازية والوضعية الوبائية الصعبة؛ فأمام ضعف وتيرة التلقيح ودخول المتحور الجديد، يعود إلى وضع الارتباك وطرح مختلف السيناريوهات.

وكشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الأربعاء، تسجيل 1504 إصابات جديدة مؤكدة بفيروس “كورونا” خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 959098 حالة في المغرب.

وإلى حدود اللحظة مازال متحور دلتا الأكثر انتشارا على مستوى مختلف ربوع البلاد، لكن متحور أوميكرون شرع في الانتشار، وتمكن من ولوج مدن كبرى ومؤسسات جامعية، ما يسهل تفشيه الواسع.

وتفاعلا مع الوضعية الجديدة، قررت وزارة الصحة خفض المدة الفاصلة بين الجرعتين الثانية والثالثة إلى 4 أشهر، فيما تطالب اللجنة العلمية بضرورة الإقبال على التلقيح لتكرار تجربة “ألفا” قليل الخسائر في البلاد.

سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أورد أن “ارتفاع عدد الحالات أصبح حقيقة ثابتة”، منبها إلى خطر انتشار أوميكرون وضرورة التوجه إلى مراكز التلقيح من أجل تلقي الجرعة الثالثة، السبيل الوحيد للوقاية.

وأضاف عفيف، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “فرنسا على سبيل المثال تلقح 640 ألف شخص يوميا، في حين أن المغرب يكتفي برقم 70 ألفا يوميا”، معتبرا أن “المملكة قادرة على تلقيح 500 ألف شخص يوميا”.

وأردف المتحدث ذاته بأن اللجنة العلمية تداولت تقليص المدة الفاصلة بين الجرعتين الثانية والثالثة إلى أربعة أشهر عوض ستة، مسجلا أنه إلى حدود كتابة هذه الأسطر يظل متحور دلتا الأكثر انتشارا بالمغرب.

وأكمل عضو اللجنة العلمية تصريحه لهسبريس قائلا: “على الجميع الالتزام بالتدابير الوقائية الضرورية، وكذلك الإقبال على التلقيح، وحينها يمكن أن تمر موجة أوميكرون بسلام، مثلما جرى مع متحور ألفا”.

The post "اللجنة العلمية" تشترط الإقبال على التلقيح لتقليص "خسائر أوميكرون" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

كشفت سلطات ولاية غوا في غرب البلاد عن تمثال للاعب كرة القدم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، بهدف "إلهام الشباب" لكن الخطوة قوبلت بانتقادات. وقالت صحيفة "تايمز أو إنديا" إن التمثال يزن حوالي 410 كغم. وقال مايكل لوبو، وهو وزير في حكومة ولاية غوا، المستعمرة البرتغالية السابقة، إن الهدف هو "إلهام الشباب وتحفيزهم على ممارسة الرياضة واتباع أحلامهم، والارتقاء بكرة القدم إلى المستوى التالي". ونشر الوزير صورة له إلى جانب التمثال: في المقابل، انتقد البعض نصب تمثال للنجم البرتغالي على بعد حوالي 5700 ميل من موطنه، ورأوا أنه كان الأجدر تكريم اللاعبين المحليين. وصرح أحد سكان المنطقة لوكالة أنباء IANS: "أشعر بخيبة أمل كبيرة لسماع نبأ نصب تمثال رونالدو. كنت أود أن نفتخر بأيقوناتنا". وكانت غوا مستعمرة للبرتغال قبل ضمها للهند قبل نحو 60 عاما.

0

تعهدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة الزهراء عمور، الثلاثاء، بإدماج المطاعم السياحية ضمن التدابير الاستعجالية المتخذة الأكثر تماشيا مع نشاطهم.

وأوضح بلاغ للوزارة أن عمور تعهدت خلال اجتماع عقدته مع مجموعة الجمعيات الجهوية للمطاعم السياحية، بإدماج المطاعم السياحية ضمن التدابير الاستعجالية المتخذة الأكثر تماشيا مع نشاطهم، مشيرا إلى أنه سيتم تفعيل العديد من هذه التدابير في أقرب وقت ممكن.

وأفاد البلاغ بأن الوزيرة أكدت، خلال الاجتماع، على ضرورة تشجيع الفاعلين على العمل بمقاربة تشاركية مع الوزارة لتعزيز الإطار القانوني للمطاعم المصنفة، حيث سيمكن هذا الورش مختلف الفاعلين وأصحاب المطاعم من تحسين تلبية الانتظارات الجديدة للسياح الدوليين والوطنيين.

وبعد أن استعرض ممثلو القطاع الوضعية الحرجة التي يعيشها القطاع منذ إغلاق الحدود، أكدت عمور، في هذا الصدد التزامها الراسخ بتجديد الدعم لقطاع المطاعم السياحية.

وأضاف المصدر أنه تمت أيضا، خلال هذا الاجتماع، مناقشة مجموعة من التدابير الاستعجالية المتعلقة بالجانب الجبائي، والبنكي ودعم مستخدمي القطاع.

The post وزارة السياحة تعد المطاعم بتدابير استعجالية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

نشتغل في هذه الورقة على ثلاثة أفلام، من الموجة الجديدة في السينما الوثائقية الإسرائيلية، التي تعالج إشكالية الهوية، وعلاقة الإسرائيليين بأوطانهم القديمة. كما تتأمل، بكيفية نقدية، الوعي الذاتي لدى صانعي هذه الأفلام. وسنعتمد بالأساس على مقال لـ عوفير أشكنازي (. Ofer Ashkenazi (2014) « Homecoming as a dead end: place and displacement in the new Israeli documentary film »)، يتابع الإشكالية من خلال ثلاثة أفلام وثائقية طويلة: [فيلم “الشقة”– فيلم “رابطة دموية”– فيلم “شظايا”].

تنخرط هذه الأفلام، لدى الباحث، في الدور المزدوج للسينما الإسرائيلية الجديدة؛ فهي، من جهة، وسيلة لعرض مفاهيم مختلفة للهوية؛ وهي، من جهة ثانية، وسيط يقرب بين التصورات الذاتية داخل المجتمع الإسرائيلي المنقسم. على اعتبار أن الهوية دائمة الحركة، وليست وحدة وتماثلا طبيعيا ثابتا.

من هنا، تركز الأفلام المدروسة على الحكايات الشخصية الذاتية، وعلى التوترات، التي تميز الخطاب الهوياتي الإسرائيلي، وتنتشر في الثقافة الإسرائيلية المعاصرة.

من هذا المنظور يقارب الباحث أزمة الهوية، مقارنا بين الأفلام الثلاثة ومتنقلا بينها بنوع من التوازي والتداخل. تجاوزا لهذه المقاربة التي تعتمد على الذهاب والإياب، سنعمل على عزل الأفلام، ونعيد بناء الإشكالية بالوقوف عند كل فيلم على حدة.

فيلم الشقة (2011) the flat، إخراج Arnon Goldfinger

يبدأ الفيلم بلقطة داخلية لشقة، مصحوبة بصوت الراوي. تتحرك الكاميرا ببطء. تعرض الأشياء المتراكمة {أثاث قديم – صور عائلية – منمنمات خزفية – كتب ألمانية قديمة}. يتحدث الراوي عن زياراته السابقة لجدته في شقتها بتل أبيب، وعن إحساسها بالغربة داخل الوطن الجديد، وارتباطها بالجذور الألمانية.

يعثر المخرج على بعض الوثائق ‘الغريبة [أكوام فواتير – بيانات بنكية – مراسلات خاصة – مقالات صحافية – رسائل]. تكشف الرسائل عن علاقة جدَّيْه مع ضابط نازي رفيع المستوى. علاقة صداقة سرية، توثقت في رحلة من برلين إلى فلسطين سنة 1933؛ ثم استمرت ما بعد الحرب، بفضل التواصل المستمر والزيارات المنتظمة إلى ألمانيا.

يسافر المخرج إلى ألمانيا، رفقة والدته، بحثا عن فهم هذه العلاقة الغريبة. يقابل مؤرخين. يبحث في الأرشيف عن شخصية الضابط الغامضة وأدوارها. يلتقي ابنته “إيدّا” في شقتها في غرب ألمانيا. تتذكر إيدّا زيارة الجدين لوالديها بعد الحرب. تتباين استجابة المخرج بين الرغبة فيها، وبين إرغامها على الاعتراف بدور أبيها في الهولوكوست.

في المشهد الافتتاحي، يحاول المخرج إبراز غرابة جدته عن المحيط الإسرائيلي، وإحساسها الدائم بكونها غريبة في إسرائيل، وعدم قدرتها على الاندماج في ثقافتها، وعجزها عن الشعور بأن وطنها هو إسرائيل. من أجل هذا يوظف الأكسسوارات والكتب خاصة لتصوير الشقة كمكان أجنبي يوحي بالاغتراب الثقافي، ويوجد خارج التراب الإقليمي. فضاء لا يسمح بالتكيف معها كفضاء للعيش.

تمثل الرحلة إلى ألمانيا بدورها تعبيرا عن الاغتراب؛ ذلك أن ألمانيا ليست مجرد منطقة جغرافية، بل إنها رمز يحدد ملامح الخيال الذاتي. إنها، حسب أشكينازي، سفر في اللاوعي الجماعي الإسرائيلي. فالقطارات تحيل على معسكرات الإبادة، والعساكر يذكرون بقوات الأمن الخاصة.

يخصص المخرج مقطعا طويلا لرحلته {الطيران من إسرائيل – أجزاء من خريطة محلية – منازل في الضواحي – شوارع مزدحمة – قطار متحرك}، يعرض فيه أجزاء من تجاربه في ألمانيا، ويصور سفره كرحلة استكشافية إلى أرض غامضة لم تكن مرئية في الماضي. كما يركز على رموز منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي [العملة الألمانية – الصليب المعقوف – نجمة داوود]، ويضع المتلقين في مواجهة التنافر الذي يكمن في خلفية فيلمه؛ فاحتفاظ الجدة على العملة لعقود يرمز إلى عدم رغبتها في قطع العلاقات مع أصدقائها النازيين. غير أنه يجد نفسه أمام سؤال مقلق باعتباره مواطنا إسرائيليا. هل يمكنه تجاوز الماضي ليقيم علاقة حميمية مع ابنة ضابط نازي لا يتعرف بجرائمه؟ هل يمكنه أن يتغاضى عن دور الماضي النازي في الإيديولوجية القومية الإسرائيلية السائدة؟

في المشهدين الأخيرين، يرجع المخرج إلى الحس الإسرائيلي المشترك. يحكي المشهد الأول زيارة المخرج وأمه للمقبرة اليهودية في برلين بحثا عن قبر والدَيْ جدته. يفشلان في العثور على القبر، وسط مسارات المقبرة وشواهد القبور، ثم يغادران. أما المشهد الثاني فيحكي عودة المخرج إلى شقة جدته في تل أبيب، ليأخذ ما تبقى من الأشياء. يترك الشقة فارغة، ليمحو أثر الجدة، ويزيل كل ما يحيل على الجدة، وشعورها بالغربة، ومقاومتها للهوية الإسرائيلية.

فيلم رابطة دموية)2009( Blood relation للمخرجة Noa Ben-Hagai

في فيلم “رابطة دموية” تموت جدة المخرجة. تتحرك الكاميرا داخل شقتها. تعرض رسائل يدوية ومراسلات حميمية. تقرأ المخرجة الرسائل. تكتشف سرا عائليا. تتحدث الرائل عن هروب أخت جدتها “بنينا” من بيت العائلة وهي في سن الرابعة عشرة. تُسلم. تتزوج من رجل مسلم. ثم تفقد منزلها خلال حرب 1948.تنتقل، برفقة أطفالها إلى العيش في مخيم للاجئين في الضفة الغربية. تتجدد العلاقة مع عائلتها الإسرائيلية. تكتب رسائل طلبا للمساعدة. تتلاشى العلاقة من جديد. بعد الاكتشاف، تحاول المخرجة فهم سر العائلة. تُجري مقابلات مع الشهود. تقوم برحلة مع أفراد عائلتها إلى الضفة الغربية. تجري سلسلة لقاءات مع أفراد الأسرة الفلسطينية، أبناء “بنينا” في لحظتين مختلفتين من ماضي العائلة، لتفهم خيارات الأجيال السابقة ودوافعهم وتصوراتهم الذاتية.

تؤكد المخرجة أن فيلمها لا يرتبط بالنقاش الإسرائيلي حول الاحتلال، والصراع العربي – اليهودي بشكل عام؛ بل إنه مجرد تصور شخصي لخصوصية عائلتها، إذ تفسر شذوذ عائلتها بكونهم غرباء عن المجتمع والثقافة الإسرائيلية؛ وترجع رفض الأسرة لحمل البنت الصغيرة إلى موقعهم كغرباء (مزراحيم) بين الأشكناز. فكونهم عربا يهودا يقودهم إلى الإحساس بالنقص، والرغبة في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، ولو بالتخلي عن أفراد الأسرة.

ينطلق الفيلم من شقة الجدة المتوفية. يكتفي بعرض الرسائل والبطاقات البريدية دون تفاصيل؛ ثم يأخذنا في رحلة نحو مدينة نابلس الفلسطينية. يتم التصوير من نافذة سيارة بطيئة. يتم التركيز على الطريق الملتوية، وعلى وجوه الفلسطينيين المحدقين في الكاميرا. في الطريق نحو المخيم، يبنى مشهد الضفة الغربية وكأنها أرض أجنبية، أو رحلة طويلة نحو المجهول.

تطوَر المخرجة علاقة ودية مع سلمى، ابنة أخت جدتها. تستمع داخل المخيم إلى قصص ابنة عمها العربية. تهتم ببقايا الثقافة العبرية في ذريتها الفلسطينية. تتحمس القريبتان إلى تجديد العلاقات الأسرية، بالرغم من شكوك أفراد الأسرة الآخرين. تكتشف المخرجة الماضي المنسي. يقودها الأمر إلى التأمل في أساسيات هويتها الإسرائيلية. ما الذي يجعلها تعمل على جمع شمل العائلة؟ لماذا تسعى إلى مساعدة فلسطينيي العائلة ماليا وقانونيا؟ لمَ تركز على التشابه في الملامح عند أقربائها العرب وعند عائلتها اليهودية؟ كل هذه المؤشرات تظهر أن المخرجة تعتقد أن قرابة الدم يمكن أن تتجاوز قيود الجنسية. لذا، تمت صياغة الفيلم للتعبير عن هوية إسرائيلية فلسطينية تتجاوز ظروف الصراع.

غير أنها تبرز، في المشاهد الأخيرة من الفيلم، تدهور العلاقات الأسرية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعترف بكونها علاقات غير متكافئة وغير قابلة للتصحيح، ولن تؤدي إلى تصور جديد وأصيل للذات. فأمام حاجة أقاربها الفلسطينيين إلى من يساعدهم، ويتفاوض، نيابة عنهم، يجعل المخرجة أمام معضلة مستعصية؛ ذلك أن مساعدة الأقارب تقوي تبعيتهم، وتزعج الأقارب اليهود؛ ورفض المساعدة يقوي الإحساس بالخيبة لتنكر الأقارب لهم. أمام هذه المعضلة، تتخلى المخرجة عن طموحها، وتتبنى موقفا سلبيا، إذ تتراجع إلى المسلمات الأصلية للهوية الإسرائيلية، وتعترف بالطبيعة المستعصية للتعايش الإسرائيلي الفلسطيني.

فيلم “شظايا” 2011 Fragments للمخرج Yonatan Haimovich.

في فيلم “شظايا” يعود المخرج إلى شقة جدته المتوفية، حيث يكتشف في مشهده الافتتاحي الأسرار الغريبة لعائلته، والعالم المفقود لأمه وجدته. تبدأ الرحلة إلى شقة الجدة من تأطير خارجي للمبنى، من خلال نافذة ضبابية لسيارة متوقفة، في لقطة صاعدة نحو الطوابق العليا والسماء الرمادية. بعدها يتحول الدخول إلى شقة الجدة إلى رحلة مستحيلة نحو الماضي، بحثا عن “حقيقة” الأم المفقودة في سن مبكرة جدًا.

يتنقل المخرج داخل المبنى القديم، بين شقق المستأجرين المسنين، من أجل توثيق حياتهم اليومية وقصصهم وأحلامهم، والتعرف على أمه من خلالهم. إنهم مهاجرون قدموا من الاتحاد السوفياتي في السبعينيات، وأقاموا في أحد أحياء القدس. يعيشون منعزلين في شققهم. يتواصلون باللغة الروسية، تمسكا بذكريات الوطن القديم. إذ تكشف الكاميرا عن غرابة محتويات الشقق: [أثاث – منتوجات – برامج تلفزيونية – حلي أوروبية شرقية – ثقافة روسية كلاسيكية – ثقافة شعبية – مختارات من الأدب العبري لكتاب مهاجرين – قطع أثرية إسرائيلية]. فضاء منفصل غريب. أشخاص غرباء. مستأجر يحاول ترجمة قصيدة حول الضياع واللامعنى، إلى اللغة الروسية، باعتبارها جسرا بين المجتمع وغربائه، وذرعا ضد الواقع الإسرائيلي خارج الشقة. مستأجرة مسنة، مشلولة، تروي عن حلمها بالطيران نحو الفضاء بعيدا عن الأرض. التلفزيون الروسي يعرض لقطات مسجلة لرائد فضاء سوفياتي. في كل محادثة، وفي كل شقة يتعمق عدم التوافق مع الواقع الإسرائيلي الحالي.

يبدو جليا من خلال علاقة المخرج بشخصيات فيلمه أنه يتعاطف مع المهاجرين المسنين، ويدفع المتلقي إلى التماهي معهم، وتبني وجهة نظرهم، وتصورهم الذاتي المشكّل من شظايا من الذكريات والتجارب والإيديولوجيات الإسرائيلية والسوفياتية. لذا، لم تغادر الكاميرا المبنى انسجاما مع مواقع وزوايا نظرهم، كمحاصرين داخل المبنى، عاجزين عن رؤية الواقع الإسرائيلي الخارجي. من هنا، يمتنع المخرج عن عرض الفضاء الخارجي للمبنى. يتضح ذلك من خلال مقطع يصور سيدة مسنة بجانب النافذة المفتوحة، لكنها تحدق في التلفزيون، عوض النظر إلى منظر القدس في الخارج.

في نهاية الفيلم، لم يترك المخرج المبنى للعودة إلى إسرائيل المعاصرة؛ بل ظل عالقا في الغرف والممرات والسلالم المهملة، ولم يتمكن من تصوير صلة بين المهاجرين في الداخل والإسرائيليين في الخارج. وإنهاء الفيلم داخل المبنى يعني أنه لم يعد قادرا على العودة إلى الواقع في الخارج، أو على تصور جسر بين العالمين. يقدم المخرج في المشهد الأخير مقطعا من صور ثابتة من حفل زفاف والديه، والتركيز على وجه والدته. يكتشف الماضي، غير أن هذا الاكتشاف لا يمكن أن يوجد في إسرائيل المعاصرة إلا كفيلم.

هكذا تلتقي الأفلام الثلاثة، رغم بعض الاختلافات الجزئية البسيطة، في بعض الخصائص العامة المشتركة، والتي تؤدي إلى حالة من الانفصام والتشظي داخل المجتمع الإسرائيلي، وتعبر عن أزمة هوياتية بين جيل أول يحن إلى الأوطان القديمة، ويعجز عن الاندماج في المجتمع الجديد، الآخذ في التشكل والانصهار في تصور وحيد؛ وبين جيل ثان تعوّد على الصمت وتجنب الأسئلة المصيرية؛ وبين جيل ثالث، يحاول تبديد الصمت، ويسائل المسكوت عنه، في إطار النقاش الدائر داخل المجتمع الإسرائيلي الحالي، غير أنه لا يتجاوز المساءلة النقدية المحتشمة، والاحتجاج الهادئ، كما يتبين من الأفلام المدروسة التي توظف البنية السردية نفسها في فحص حدود الهوية، والتنقل بين الفضاءات والأزمنة للتعبير عن أزمتها. غير أن احتجاجاتها لا تعدو أن تكون نوستالجيا سلبية حزينة، تتراجع أمام صلابة الواقع، دون أن تقدم أشكالا بديلة.

The post هذه ملامح نوستالجيا الأوطان القديمة في السينما الإسرائيلية الجديدة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



0

عن الكاتب

لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق، إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد، النص لن يبدو مقسما ولا يحوي أخطاء لغوية، مولد النص العربى مفيد لمصممي المواقع على وجه الخصوص، حيث يحتاج العميل فى كثير من الأحيان أن يطلع على صورة حقيقية لتصميم الموقع.

إعلان