مغاربة وأجانب يضعون العدالة الانتقالية والسياسات العمومية تحت المجهر

عبر ديفيد غرين، مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، عن سعادته الغامرة باللقاء الذي جمعه، الثلاثاء، بطلاب من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس مشاركين في برامج تكوينية تجمع جامعتهم بجامعة هارفارد وجامعة سياتل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

جاء ذلك بمناسبة قيام الدبلوماسي الأمريكي، رفقة شخصيات أكاديمية أمريكية عدة، بزيارة إلى كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، تعزيزا لبرامج واتفاقيات التعاون التي تربط بين جامعة مولاي إسماعيل بمكناس والجامعات الأمريكية.

ويتعلق الأمر باتفاقيات للشراكة والتعاون مبرمة في وقت سابق بين جامعة مولاي إسماعيل كطرف أول، وجامعتي سياتل وهارفرد بالولايات المتحدة الأمريكية كطرف ثان، وهي الاتفاقيات التي تمخض عنها برنامجان للتكوين موجهان لطلبة جامعة مولاي إسماعيل والأطر الإدارية والتربوية.

ويخص البرنامج الأول، وفقا لما أعلنت عنه جامعة مولاي إسماعيل، التكوين في العدالة الانتقالية، بدعم وإشراف من جامعة سياتل، بينما يخص البرنامج الثاني تقييم السياسات العمومية، وذلك بدعم ومساهمة ومواكبة من جامعة هارفرد.

جامعة مولاي إسماعيل أكدت في بلاغ لها بالمناسبة، توصلت به هسبريس، أن كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس تعتبر دعم وتثمين العلاقات مع الجامعات الأمريكية يشكل انعكاسا لعمق العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.

وأوضحت جامعة مولاي إسماعيل أن انخراطها في الشراكة العلمية مع جامعة سياتل يدخل في إطار إيمانها بأهمية موضوع العدالة الانتقالية وقيمة وحجم التحول الذي أحدثته المصالحة الوطنية، مبرزة أن برنامج التكوين في العدالة الانتقالية، الذي يأتي بدعم من “مبادرة ستيفنس”، يتيح، انطلاقا من تاريخ كلا البلدين، للطلبة الأمريكيين والمغاربة رؤية فريدة إزاء كيفية تعلم كل مجموعة من الأخرى من أجل حل المشكلات القانونية الراهنة.

وأضافت جامعة مولاي إسماعيل أنها ستواصل رفقة جامعة هارفرد كينيدي مدارسة إمكانية توسيع نطاق تنزيل برنامج التكوين في تقييم السياسات العمومية انطلاقا من سنة 2023، وهو البرنامج الذي يتم تنفيذه في إطار مبادرة دعم تقييم سياسات التشغيل وسوق الشغل في المغرب من طرف هيأة تحدي الألفية.

ديفيد غرين قال بهذه المناسبة، في تصريح لهسبريس، إن زيارته إلى جامعة مولاي إسماعيل بمكناس تأتي للتباحث في سبل تعزيز العلاقات بين هذه الجماعة والجامعات الأمريكية، مبرزا أن التبادل التعليمي بين جامعة مكناس وجامعة سياتل الأمريكية أتاح لمجموعة من الطلاب المغاربة والأمريكيين، الذين يدرسون الحقوق، الاشتغال رفقة أساتذة الجامعتين مع بعضهم البعض.

وأوضح مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب أن التعاون في مجال السياسات العمومية مع جامعة مولاي إسماعيل يسعى لتحسين قدرة الطلاب في مجال السياسة العمومية، وتدريب صناع القرار في المغرب على كيفية تصميم سياسات أفضل تدعم خلق فرص الشغل، وخاصة في أوساط الشباب.

من جانبه، أفاد الدكتور ندير الإسماعيلي، المشرف على برنامج التكوين في مجال العدالة الانتقالية، الذي يجمع جامعة مولاي إسماعيل وجامعة سياتل، أن هذا البرنامج يروم تكوين طلبة مغاربة وأمريكيين على مبادئ العدالة الانتقالية، كما يهدف إلى تبادل الخبرات حول العدالة الانتقالية في تجربتها المغربية والأمريكية.

وأوضح مصدر هسبريس أن هذا البرنامج استفاد منه، حتى الآن، قرابة 100 طالب، مبرزا أنه سيتم العمل على تمديد هذا البرنامج ليشمل عددا آخرا من الطلبة من الضفتين الأمريكية والمغربية.

وأكد ندير الإسماعيلي أن التكوين في العدالة الانتقالية بين جامعة مغربية وجامعة أمريكية يعد تجربة استثنائية في العالم العربي، أولى من نوعها.

وأضاف أن هذه التجربة تعتبر إنجازا متميزا وتشكل مرجعا بالنسبة للعالم العربي، اعتبارا لكون التجربة المغربية في العدالة الانتقالية، التي قال إنه ينبغي أن تجد صدا لها في الجامعات المغربية، تعد تجربة مرجعية كونية في مجال السلم والأمن وبناء الديمقراطية.

The post مغاربة وأجانب يضعون العدالة الانتقالية والسياسات العمومية تحت المجهر appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.